و من كرامات البشير أنه إذا صلى، جلس.. و إذا رقص وقف! بقلم عثمان محمد حسن

و من كرامات البشير أنه إذا صلى، جلس.. و إذا رقص وقف! بقلم عثمان محمد حسن


10-18-2016, 07:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1476814861&rn=2


Post: #1
Title: و من كرامات البشير أنه إذا صلى، جلس.. و إذا رقص وقف! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 10-18-2016, 07:21 PM
Parent: #0

06:21 PM October, 18 2016

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





تناقض الطقوس أعلاه قالته جماعة ( السائحون) دون أن تذكر اسم البشير..
لكني أقحمته لتشابه المواقف.. و لا أطلب فتوى من علماء السلطان عليه.. و
التناقض و غياب منطق الأشياء سادران في غيٍّ أصنج في سودان ( الانقاذ)..
و لا يتوقف غياب منطق الأشياء عند الصلاة و الرقص فقط، بل يمتد إلى كل
شيئ! و ليس احتفال الحكومة اليوم 18/10/16 بيوم الخدمة المدنية سوى جزء
من التناقضات.. و كأن المرحومة ( الخدمة المدنية) لا تزال تمشي بيننا
بصحة و عافية.. و كأنها لا تزال تستجيب لطلباتنا بأريحية كاملة كما كانت
تفعل أيام زمان..

و أحكي لكم حكاية ( سيد) السوداني الذي غاب عن الوعي، افتراضياً، في يوم
30/6/1989.. و عاد إليه الوعي بعد 27 عاماً و نيف، فوجد نفسه الافتراضية
تمشي في شوارع سودانٍ مختلف.. لم يعد كل شيئ كما عهده.. و لأول مرة يكتشف
أن السودان كان جميلاً.. و أنه كان معتاداً على الجمال في كل شيئ لذا لم
يعر أمر الجمال التفاتاً، و لم يعرف الحقيقة إلا بعد عودة وعيه الافتراضي
من الغيبوبة الطويلة طول عمر نظام الانقاذ..

خرمج نظام الانقاذ خرمجةً غيرت تضاريس السودان.. و لا يرى ( سيد) سوى
العمارات الشاهقة و أخاديد شوارع ( المتعافي) المتهالكة امتداداً إلى
الأحياء.. و الناس يبتسمون و لا يبتسمون.. و الدموع تكاد تسيل.. إلا أنها
تتحجر في المآقي.. و حتى الأخلاق تضخمت سوءاً و ترهلت انحطاطاً.. و
ارتفعت هامات الرذائل في شكل عمارات شاهقة و سيارات مظللة.. و الشعب يغني
لوعي ( سيد) الذي عاد :- "غيب و تعال.. غيب و تعال .. غيب و
تعااااااااال، تلقانا نحن يانا نحن.. يانا نحن.. يانا نحناااااا!" و
كروش الساسة تتضخم مع تضخم الانحطاط الأخلاقي.. لكن هل ( نحن يانا نحن)؟

" السياسة لعبة قذرة!"، يقول الخواجات الذين يلعبونها في ملاعبهم ضد
بعضهم البعض لصالح الوطن وفق رؤية أحزابهم لكيفية حكم الوطن و إدارته..
لكن ( سيد) السوداني البسيط العائد إلى وعيه الافتراضي، وجد ملاعب
السياسة في سودان ( الانقاذ) ذات صراعات مميتة من أجل المكاسب الحزبية
الموغلة في المكاسب الشخصية، على حساب الوطن..

ربان سفينة ( الانقاذ) و مساعدوه لا يعترفون بالوطن و سبق أن قال الشيخ/
علي عثمان :- " نحن أمميون- و فسروها زي ما عايزين!".. و من ثم واصلوا
تخريب الوطن فخسروا المواطنين و لم يكسبوا الأممية..

تهافتت جماعات سهلة الانقياد من الأحزاب و الحركات المسلحة على السياسة و
اتخذتها مهنة تعتاش منها، و لا تمتلك من أدوات السياسة سوى كلام يتبعه
كلام يناقض كلاماً سبق و أن تبجحوا به.. و سفينة السودان في بحر لجي
تتقاذفها الأمواج العاتية و هوج الرياح و الرعود.. و المبادئ تموت متى
لاحت ( بشريات) بالنجاة كذوبة من فم القبطان الذي يتنفس كذباً و غباءً..

و المواطن تطحنه أسعار السلع و الخدمات.. و لا منطق في زيادات تطرأ على
السلع و الخدمات يومياً.. و الزبون على خطأ دائماً أمام البائعين.. لا
سلطة للمستهلك.. و القانون في إجازة طويلة.. طويلة.. إجازة بمرتب و
حوافز..

النيابة تهرب من مواقع الجريمة و تبحث عن الأبرياء لتقديمهم للمحاكمة تحت
المادة 130، القتل العمد.. و نفس النيابة تطلق سراح مرتكبي الجرم المشهود
و لا تهتم بشهادة الشهود و لا باعتراف المجرمين أنفسهم.. و التحلل جاهز
لفك رقاب المجرمين و اعادة الأموال المنهوبة، و ليهنأوا بما كسبوه من
فوائد جراء النهب..

الرشوة مقننة في الوزارات الخدمية.. تريد شهادة بحث من وزارة الزراعة،
مصلاً، بعد أن زار موظفوها من مهندسين و عمال الموقع المراد شهادة البحث
له.. و قد سبق أن جهزت لهم الفطور و توليت حملهم و أدواتهم معهم على
حافلة مستأجرة إلى الموقع.. و يطمعون في كرمك فيطلبون زيارة الموقع مرة
أخرى و يدعون أنهم يريدون أن يتأكدوا من أن لا معتدٍ قام بالاعتداء على
الموقع زراعةً أو بناءً.. و تبحث عن المنطق في هذا فلا تجده.. لقد هرب
المنطق من السودان كما هرب العديد من السودانيين إلى جهات الدنيا
الأربع..

و تسمع بالخدمة المدنية كما " تسمع بالمعيدي خيرٌ من تراه!".. خذ نفساً
عميقاً و تبسمل و توجه إلى أي وزارة من وزارات الترضيات أو أي مؤسسة من
مؤسسات التمكين.. فسوف تجد ما يجعلك تحس بأنك أنت الذي تخدم موظفي تلك
المؤسسات و الوزارات حين تتقدم بطلب خدمة ما.. لا يعمل الموظف عملاً يحلل
له راتبه بل يعمل لأجل أن ينقص من رصيدك المالي بأكبر قدر ممكن و كأنه
يقدم الخدمة من مؤسسة ورثها من أبيه.. يحدد لك مبلغاً ضخماً من المال
نظير تقديم الخدمة.. و قد لا يكون بوسعك دفع المبلغ، و تبدأ المساومة و
يبدأ المال نزولاً و حين تصلان إلى نقطة ( التوازن)، تعطيه المبلغ و يقدم
لك الخدمة.. و تشكره أنت بدلاً من أن يشكرك هو!

الله أكبر!

الموظفون، المختارون بملقط التمكين، يجتمعون اجتماعاً روتينياً أثناء
ساعات العمل.. و في اليوم التالي تمرر عليهم قائمة بأسمائهم و على يسار
الاسم رقماً مليونياً، أكبر من راتبه، كحافز نظير ما أداه من خدمة في ذاك
الاجتماع أثناء ساعات العمل مدفوعة الأجر..! و فوق هذا ينتظر الموظف
حافزاً منك نظير خدمة يقدمها لك و هي خدمة يتسلم أجرها شهرياً من مال
الدولة ذاك المال الذي هو في الأصل مالك..

مساكين نحن السودانيين.. مساكين!

تدخل محلاً ما.. و أنت على عجل.. و صاحب المحل مشغول بمهاتفة ما.. و لا
يعيرك التفاتاً.. و إذا أعارك تلك التفاتة ( تكرماً)، أتت الالتفاتة في
صيغة:- " عايز شنو؟" يقولها دون أن يتحرك فتتذكر استقبالات غير مماثلة
في بلاد ( الكفار) حيث بمجرد دخولك محلاً تجارياً، تجد نفسك ( سيد المحل
كله !).. فتسمع من يبادرك:- “ how can I help you, Sir؟!” أي " كيف
تريدني أن أخدمك، سيدي؟!"..

إن المستهلك، أي مستهلك، هو السلطان هناك في بلاد ( الكفار)، و متى اشترى
سلعة ما أو خدمة ما أوسعه البائع شكراً و ابتسامة عريضة طالباً منه
العودة لزيارة المحل.. أما في بلاد السودان، فالمستهلك ملطوع دائماً.. و
إذا اشترى سلعة أو خدمة، هو الذي يشكر البائع الذي لا يرد على شكره
أبداً..

كثيرة هي الأشياء التي تخالف المنطق.. كثيرة جداً:- وزن السلعة المعبأة
يكون ناقصاً.. تزوير في تاريخ صلاحية السلعة.. و تحتار في كيفية أكل
الرغيف أبو الدقيق ... و تسلط قنوات التلفزيون عليك حمَلة شهادات
دكتوراه، و لا واحد فيهم يستطيع الاجابة على أبسط سؤال في مجال تخصصه دون
( الاستعانة بصديق) من الدكاترة أسياد الاسم.. و كم من صاحب دكتوراه شرف
أصر على وضع حرف الدال قبل اسمه .. و إن أخطأت و ناديته باسمه المجرد من
حرف الدال، أشاح عنك بوجهه..

هرجلة و برجلة على شاشات التلفاز و تأتأة و كسير تلج مستمر.. و قد كثرت
ديوك العدة الإليكترونية و جدادها دون أن تؤثر في حقيقة أن رئيسها راع
للفساد، و أنه يصلي جالساً.. و يرقص واقفاً..!

و مع ذلك، يا ناس، هل صحيح " نحن يانا نحن"؟! لو كنا كذلك، لخرجنا إلى
الشارع لإسقاط النظام!




أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 18 أكتوبر 2016

اخبار و بيانات

  • سعاد الفاتح البدوي: «غير سعيدة بتجربتي في مجلس الولايات»
  • جهاز الأمن يُصادر عدد (الثلاثاء 18 أكتوبر 2016) من صحيفة (الجريدة) والنيابة تحقق مع الصحفية (هنادي
  • أمين الشباب و الطلاب بحركة تحرير السودان للعدالة يدين الاعتداء على طلاب جامعة السلام
  • جعفر ميرغني: أزمة السودان الكبرى في المُثقفين
  • الصحة : الأطباء خالفوا القسم بتنفيذهم للإضراب
  • المعارك تلهب المدن والقرى بدولة جنوب السودان وسط صمت دولي
  • النيجر تبعد 48 سودانياً من المعدِّنين
  • كاركاتير اليوم الموافق 18 أكتوبر 2016 للفنان عمر دفع الله عن استخدام الحكومة السودانية للسلاح الكيم
  • الحزب الشيوعي السوداني يحذر من فشل العروة الشتوية بسبب غياب التمويل وارتفاع التكاليف والعطش
  • حركة/جيش تحرير السودان بيان مهم حول تشكيل مكتب الحركة بالمملكة المتحدة وأيرلندا
  • محاضرة للبروف شارلي بونيه بترتيب من الجمعية النوبية السودانية في 28/10
  • الأمين العام لشبكة منظمات جبال النوبة بالمناطق المحررة غاندى خليل يتحدث بجراءة

    اراء و مقالات

  • كسلا انها السجن في زمن الكوليرا بقلم حيدر الشيخ هلال
  • المعلم الشيوعي والرئيس الاسلاموي والشاعرالثوري المصري بقلم د.حافظ قاسم
  • الصانع هاتف شاطريان رحلة فريدة مع العود بقلم د. محمد بدوي مصطفى
  • حين سرق السيد الرئيس الجوكر! بقلم أحمد الملك
  • إلى سكان كادقلي خاصة وسكان اقليم جبال النوبة عامة لا تسمحوا بقيام مصنع الموت في موطنكم
  • الشعب يريد حوارا للمعارضة ومخرجات استراتيجية بقلم عبد الباقي شحتو علي ازرق
  • تعقيب على الواثق كمير بقلم فيصل محمد صالح
  • الإمامة التطور المفهومي الدلالي والديني والتاريخي بقلم حكمت البخاتي
  • دي برضو كثيرة علينا يا فخامة المشير!! بقلم كمال الهِدي
  • كازنزاكس وظل الرغبة بقلم د.آمل الكردفاني
  • (مملكة الزوايا) بقلم الطاهر ساتي
  • الحوار السوداني و قفة الملاح بقلم عواطف عبداللطيف
  • البرلمان ومعاش الناس والمزايدة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • التنظيم القانوني لحرية العمل الحزبي في العراق بقلم د. علي سعد عمران
  • داعش منظومة فكرية لا منظومة عسكرية بقلم احمد الخالدي
  • مطلوب وزير زراعة أمريكي!! بقلم عثمان ميرغني
  • عاد الحسن..غاب الحسن..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • اني أغرق.. أغرق بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • عذاب !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • غلطة الشاطر بألف يا مشار ولام أكول! بقلم الطيب مصطفى
  • شيخ الفقهاء عبدالرزاق السنهوري والسودان (2) بقلم فيصل عبدالرحمن علي طه
  • اعتماد العلم على العقيدة (3ـ3) بقلم خالد الحاج عبد المحمود

    المنبر العام

  • عمر حسن البشير كضاب المية ياها الفيك محرية نفاق وجبن وقنطير طاقية ودا من غير طفولتك المنسية
  • يا ناس هلال مريخ الليله مافي المريخ رفض يلعب
  • تحية اجلال وتقدير واحترام للإخوين عمر دفع الله وودابو عملوا العليهم
  • الشاعر الاديب سيف الدين عيسى مختار في رثاء شاعرنا الجميل حرسم ( رحمه الله )
  • يا شباب أنا بسال عن صحة حديث هنا بالله الافادة وأنتم لكم الثواب
  • حليل السودان زمان زمن المهدى والبقعة أم درمان وفرحة الإنسان
  • ارتباط المنظمات الإســرائيلية بالأحزاب الشمالوإشـلامية(حزب البشـير نموذجاً)
  • مزرعة الريس .......... شوية صور
  • تقرير يرصد عدد حالات الإعتداء على الكادر الطبي في الفترة ما بين شهر أغسطس من عام 2015 و حتي الآن
  • اوعا تكبر ايها الجحش الصغير .. البلد مليان حمير
  • رحلة البحث عن الجن - الحلقة الاولي
  • الحزب الشيوعي ، بنيان قَوْمِ لن يَتَهَدم ! مقال لحسن وراق
  • طفل من كل ثلاثة يعاني من التقزم (38%) في السودان ... ما مصداقية هذه الدراسة؟
  • في فرية نوبية نائية .. الخواجة جون مساعد شارلي بونيه عالم الاثار .. وودحلتنا محمد مركب
  • السعودية : مليون سوداني يعملون في وظائف جيدة بالمملكة
  • جلسة محاكمة الصحفي التشيكي وقسيسين يواجهون اتهامات بالتجسس على حكومة السودان وتقويض النظام
  • ظهور كاتبةٍ قطرية في برنامج تلفزيوني دون حجاب يثير جدلاً
  • السبيل.. والحل .. مقال هاشم كرار . عن الحوار ..
  • رئيس لجنة بالبرلمان: «30» شخصاً وجهة حكومية يسيطرون على سعر الدولار
  • الشرطة تحاصر نادي المحس بالخرطوم
  • ارتباط المنظمات الإسرائلية بالحركات الدارفورية (حركة عبد الواحد نموذجاً)
  • وتاااااااااااااااااني جاب سيرة البحر .. استاذنا حسين خوجلي راح ليه الدرب
  • قـــفـــة مـــلااح
  • العلاقة بين السعودية والسودان ممتازة وتدل على قرب الشعبين لبعضهم البعض
  • *** هكذا تعثرون على كلمة سر "واي فاي" أي مطار ***
  • بالفيديو..مرتضى منصور يطالب باستقطاع 30% من رواتب المصريين العاملين بالخليج لصالح مصر
  • السوداني عمر فضل الله: غياب النقد المتوازن يضاعف عدد الروائيين
  • 38.2٪ من أطفال السودان مصابون بالتقزم - الحقوا الجيل القادم مؤشر خطير دا
  • وسط اهتمام اسفيري غير مسبوق.. الخرطوم تشهد زواج أسطوري..مواطن إماراتي يتزوج من سودانية
  • لأول مرة.. أكسفورد تكشف عدداً من أسئلة قبول الطلاب
  • السعوديون ومشكلة bigo live، وفضائحهم في أسيا
  • الرئيس عمر البشير لم يكذب في لقائه التلفزيوني مع حسين خوجلي !..
  • هل بالفعل هرب جمال الوالي يبتعد نهائيا من المريخ - أقرأ


    Latest News

  • Ethiopia: Draconian measures will escalate the deepening crisis
  • Statement of the President of the Assembly of States Parties on the process of withdrawal from the
  • Tea seller ban continues in Khartoum
  • Sudan Participates in 10th Meeting of Libya Neighbouring Countries
  • Sudanese MPs call on economic team to resign
  • Sudan receives an invitation to participate in the Middle East Natural and Organic Products Exhibi
  • Libya repatriates Sudanese from Tobruk
  • Headlines of the Newspapers Issued in Khartoum on Tuesday, Octover 18, 2016


  • Post: #2
    Title: Re: و من كرامات البشير أنه إذا صلى، جلس.. و إذا
    Author: مكـي عبد الرحيـم
    Date: 10-19-2016, 10:39 AM
    Parent: #1

    • السؤال الهام هو : إلى متى والجميع يقف موقف المتفرج والمتخاذل ؟؟ .
    • فذلك الرئيس المعنى قد يتخبط شرقا أو غرباَ ،، سالبا أو موجباَ .
    • فهو صاحب حركة دءوبة ،، ( قد يصلي جالسا أو قد يرقص واقفاَ ) .
    • المهم أنه ذلك الإنسان المهيمن على الأمور رغم أنفي وأنفك .
    • وهو قبطان السفينة سواءَ هتفنا له بالترحاب أو هتفنا له بالسقوط .
    • هو يرى أن الخدمة المدنية عند أوج النجاح والخدمة الممتازة .
    • وأنت وأنا وغيرنا يرى عكس ذلك ، وتلك أحوال السودان منذ الاستقلال .
    • حيث الكل يتغني بما يراه صواباَ .
    • وإذا غربلنا تلك الرؤى نجد الكل يتحرك من نوازع الكيد والمكيدة .
    • وتلك فرية كبرى حين تقول أن السودان كان جميلاَ قبل سبعة وعشرين عاماَ .
    • وعزة الله عشنا تلك السنوات في السودان منذ يوم الاستقلال ولم نحس يوما بذلك الجمال المزعوم .
    • والسودان قبل سبعة وعشرين عاماَ هو نفس سودان الأوجاع والدموع والشقاء .
    • يصور البعض السودان قبل مجيء الإنقاذ وكأنه كانت جنة الفردوس .
    • وهنا يقول الكاتب :( أن السودان كان جميلاَ وأن الإنسان كان معتادا على الجمال في كل شيء !! ) .
    • ولو كان السودان فعلا بذلك الجمال المزعوم دون الشقاء والعذاب فلما كانت الانتفاضة ضد حكم عبود ؟؟ .
    • ولو كان السودان فعلا بذلك الجمال التأليفي فلم كانت الانتفاضة ضد حكم جعفر النميري ؟؟
    • ذلك السودان الذي بدأ يتراجع عن ركب الدول منذ اليوم الأول للاستقلال .
    • وهو ذلك السودان الذي بلغ مرحلة رجل أفريقيا المريض في ظلال حكم الأحزاب .
    • وهو ذلك السودان الذي وصل مرحلة جنازة البحر قبل يوم 30 يونيو 1989 .
    • وهنا نقول أن البعض ما زال يتخبط بالأكاذيب ليفتري على الناس زورا وبهتاناَ .
    • ولا يعني ذلك أن السودان قد تعافى كلياَ في ظلال حكومة الإنقاذ .
    • بل لحكومة الإنقاذ إيجابيات بشعر الرأس وسلبيات بأضعاف شعر الرأس .
    • والسودان في ظلال حكومة الإنقاذ شهد أكبر حالة من الفساد المالي والأخلاقي .
    • وما زال السودان يتخبط في الدماء بفعل الأبناء المتمردين والمعارضين .
    • هؤلاء الذين لا يجيدون غير الأكاذيب والافتراءات .
    • وما زال كل منافق أفاك يتغنى بليلاه ويمجد حزبه وعهده .
    • وما زال كل معارض يجتهد ليخفي عيوب الماضي البغيض .
    • ثم يجتهد ويجتهد ليختصر العيوب فقط في سنوات الإنقاذ .
    • وتلك لعبة قذرة ملت وكلت منها الناس بكثرة التجارب .
    • ولسان حال الشعب الحر اليوم يقول لعنة الله على نظام البشير القائم .
    • وكذلك لعنة الله على تلك الأحزاب السودانية المتربصة بالمرصاد .
    • وكذلك لعنة الله على كل معارض ينطلق من منطلق الأكاذيب والافتراءات .
    • وكذلك لعنة الله على كل متمرد يحمل السلاح في الماضي أو في الحاضر .
    • وقد جاء الوقت لأبناء السودان أن يهجروا سفاسف الأمور من منطلقات الاتجاهات المتباينة .
    • وأن يجتهد الجميع من أجل هذا السودان الذي ظل يعاني بعد خروج المستعمر البغيض .

    مكي عبد الرحيم