*أبو القاسم لم يضربه أفراد من الأمن.. *ولا اختطفوا كريمة الراحل فاروق كدودة.. *ولا اعتدوا على الزميل عثمان ميرغني بمكتبه.. *ولا العديد من التجاوزات التي تُنسب إليهم اقترفوها فعلاً.. *أتودون معرفة السبب بكل (المنطق) لا العاطفة؟.. *لأن الجهاز لا يجترح مثل هذه الأشياء- إن أراد فعلها- (خارج) مبانيه.. *فهو بمقدوره أن (يعملها) تحت غطاء قانوني.. *ونعني وفقاً لما هو ممنوح له من قوانين بحكم (الأمر الواقع).. *أي بصرف النظر عما إن كانت دستورية- هذه القوانين- أم تعسفية.. *كما إنه صار يلجأ إلى القضاء في الآونة الأخيرة.. *وكاتب هذه السطور أحد الذين اشتكاهم جهاز الأمن لدى الجهات العدلية.. *وقبلاً كان أحد ضحايا (قراراته) في المجال الصحفي.. *بل وربما كان أكثر هؤلاء الضحايا تضرراً على مدى ربع قرن من الزمان.. *وبلغ تضرره حد حرمانه من (حقه) في رئاسة التحرير.. *إذن فليس هدفنا الدفاع عن الجهاز وإنما تصحيح (مسار الغضب الجمعي).. *فهنالك (جهات) قد تستغل اسمه لتحقيق أجندة شخصية.. *أو بالأحرى، تستغل استسهال إلصاق التهم به لتفعل ما تشاء.. *هو شيء مثل (ظاهرة) انتحال صفة شرطي في أيامنا هذه.. *والآن يبدو أن هنالك من انتحلوا صفة رجال أمن لتصفية حسابات مع أبي القاسم.. *حسابات (شخصية) لا علاقة لها بالشأن العام.. *تماماً مثلما كان وراء الاختفاء الشهير لتلكم الناشطة (أمر شخصي).. *ومعارضة النظام لا تعني (التعصب الأعمى).. *لا تعني أن يصير المعارض لاعباً غبياً يُمرر (الباص) من تحت رجليه.. *لا تعني التصويب نحو (الوهم) عوضاً عن مرمى (الحقيقة).. *ولكن الحكومة لا تقل غباءً حين تنبري للدفاع عن كل متهم موالٍ.. *وكأنما أخطاء (الفرد) هي مسؤولية (الكل).. *ولنفترض الآن أن مدير مكتب الرئيس مذنب؛ ما دخلها هي بذلك؟.. *ومن قبل، ما دخلها بحكاية نجل وزيرة الدولة بالعدل؟.. *ومن بعد، ما دخلها بملابسات اتهام (ابنها المدلل) محمد حاتم سليمان؟.. *فما أن يُتهم مسؤول (كبير) حتى تتحسس الحكومة كتابها.. *وإن أرادت أن تُؤتى كتابها هذا بيمينها- دنيوياً- فعليها إعلاء شعار (العدل).. *شعار: لا (كبير) على القانون.. *ثم محاسبة كل من يعتدي على الناس تحت واجهة (قانون) جهات نظامية.. *وسؤال فضولي نختم به كلمتنا: لماذا طه بالذات؟.. *بمعنى لماذا الفريق طه - تحديداً- هو (بطل الأقاويل) الآن؟.. *ربما هذا (قدره) الذي عليه تحمّله ما دام (بريئاً).. *وليس على القصر (تحمّل أقدار منسوبيه!!!). assayha