*نازعتني رغبتان خلال أيام العيد.. *قراءة كتاب (جغرافية وتاريخ السودان) للمرة الثالثة.. *ومشاهدة ما بُشرنا به من برامج تلفزيونية مبتكرة.. *وأكثر من روج للبرامج ذات الأفكار الجديدة هذه التلفزيون القومي.. *قال إن (يومه الأول) لهذا العيد مليء بالمفاجآت.. *ففوجئت بأنه ما من مفاجأة واحدة إلى أن انقضى (اليوم).. *وكان يكفيه إعادة أي يوم- من أيام سنواته الماضية- دون أن يحس أحد.. *فالأفكار هي ذاتها ، والاستضافات والفقرات و(الضحكات).. *والشيء ذاته فعلته- بتقليد- الفضائيات الأخرى.. *لا اختلاف حتى في وجوه الضيوف والمذيعين والمغنين و(رصَّة الكراسي).. *فالضيف الذي تراه (هناك) يظهر لك- بكلامه - (هنا).. *والمغني الذي كان (هنا) ينتقل إليك - بغنائه - من (هناك).. *والكوميديان الذي كان (يسعى) لإضحاكك البارحة (يحاول) معك اليوم.. *والطبيب الذي ينصحك بعدم الإكثار من اللحوم هو ، هو .. *ومطرب شاب- في فضائية- يرفض ممارسة الوصايا على غناء الشباب.. *يقول ذاك زمن مضى، وهذا حاضر، وبعده آتٍ.. *ولكل زمان أحكامه وأجواؤه وأشعاره وثقافاته وأدوات تطريبه.. *ثم حين يُقال له أطربنا يغني (يا جميل يا مدلل).. *وفي الغد يطل هو نفسه- عبر شاشة أخرى- ليغني (صفوة جمالك).. *وأُفاجأ به- للمرة الثالثة- يغني (ألوان الزهور).. *وكلها أغنيات لا تنتمي حتى إلى جيل ما قبل جيله وإنما (أقدم) من ذلك.. *ويتوالى التكرار ليظهر معلقو كرة القدم في أكثر من قناة.. *ويتكرر الحديث عن معاناة مع المهنة رغم إن المشاهدين هم الذين يعانون.. *ولا نستثني منهم أحداً سوى الذي اسمه النذير.. *فهو المعلق الرياضي الوحيد الذي عوضنا فقد الرشيد بدوي عبيد.. *ولا ننسى أن نشير إلى (لازمة) مذيعتين في كل برنامج.. *و(لازمة) مفردات محفوظة- من كثرة التكرار- مثل (حابِّين نسمع غنية).. *و(لازمة) التفاعل المعروفة مع الأغنية.. *وهي الخبط الرقيق بيد على باطن أخرى مفتوحة فوق ساق (خالفة).. *ثم التمايل المتزامن مثل (كلبي زينة) داخل عربة متحركة.. *وفي (تزامن) آخر عجيب نربط بين فقرة بكتاب نعوم شقير وفقرة تلفزيونية.. *تزامن يبين الفرق بين ثقافات (زمن مضى) و(زمن حاضر).. *ففي الكتاب أن فتاة تلتقط سيف والدها المقتول لتدافع به عن شرفها.. *وتفضل (آمنة) الموت على تدنيس سمعة أبيها (أحمد ود عجيب).. *وفي فقرة البرنامج المعني مطرب يغني (نحنا أصحاب).. *و(رسالة) الأغنية تمجيد للصداقة بين الجنسين كما عند (الخواجات).. *فأهرب إلى (زمان مضى) محتضناً كتابي.. *ثم أهمس له (نحنا أصحاب!!!). assayha