أثار الطلاق وأضراره / الجزء الثاني

أثار الطلاق وأضراره / الجزء الثاني


09-16-2016, 11:15 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1474020914&rn=0


Post: #1
Title: أثار الطلاق وأضراره / الجزء الثاني
Author: Sediq Hamad
Date: 09-16-2016, 11:15 AM

11:15 AM September, 16 2016

سودانيز اون لاين
Sediq Hamad-
مكتبتى
رابط مختصر

أثار الطلاق وأضراره
في حلقة سابقة تناولنا البحث عن مفهوم الطلاق وأهم أسبابه , ووعدت القاريء الكريم في مواصلة البحث لمعرفة أثار وأضرار الطلاق للأسرة والأبناء . في البداية أحب أن أكد حقيقة واحدة , أنني لست متخصصا في علم فقه النكاح,ولا حتي مطلع كثيرا في هذا المجال الواسع في الشريعة الأسلامية . بل أنني مجرد باحث قليلة التجربة في هذا الفضاء الواسع . وصلتني سيل من الأسئلة من الأخوة القراء زاد يقيني فعلا أنني لقد تناولت موضوعا حساسا ذا أهمية , وفي موضع الخلاف. ومن ضمن أهم الأسئلة التي وردتني وهي كثيرة, هل مثلا يجوزان تكونn العصمة الطلاق بيد المرأة ؟ ماهي السلاح الذي يكمن تستخدمها المرأة أن يخفف من حدة الطلاق ؟ وما هي الأحكام المترتبة في الزواج للذكر والأنثي ؟ وسوف أحيل اجابة هذه الأسئلة للأخوة القراء للمشاركة ولكي تكون لهم الفرصة للأطلاع ومعرفة المزيد في فقة النكاح والمسائل الأخري التي نراها ببساطة ولكنها في حقيقة الأمر أنها بحرواسع يجب علي الأنسان أن يغوص فيها احيانا بحثلا للحقيقة ومعرفة أحكام الشريعة الأسلامية .
أن من يظن أن الأسلام اباح الطلاق مطلقا بلا ضوابط وفتح للناس الأبواب علي مصراعيها في الطلاق فقد اخطأ وتجني علي هذا الدين , وأن من يظن ايضا بأن الأسلام قد حجر الطلاق ومنعه وقيده بغير الطرق الشرعية أعتقادا منه إن ذلك عمل أنساني وأنه في صالح المرأة فهو أيضا جاهل في هذا الدين , بل أن العدل هو الذي جاء به الدين الأسلامي بلا إفراط ولا تفريط .
ومما لاشك فيه أن الطلاق هو عملية هدم لبناء الأسرة , وقد يأتي هذا الهدم عند بداية الطريق وعند وضع الأساس للحياة الزوجية أي قبل الدخول أو قد يأتي متأخرا بعد أكتمال البناء لهذه الحياة وتولد الأولاد وكثرة أعباء الزواج , ولكن مع أقرارنا بذلك إلا أنه في الأسلام هدم منظم يحافظ علي اللبنة , فينقلها من مكان الي مكان آخر أكثر تلاؤما دون كسرها أو أهمالها .
ومع ذلك , فإن الأمر يصل أحيانا مع الأختلاف وعدم أمكان الأصلاح الي القطيعة والشر ,ثم الكراهية والعناد , وقد يصل ذلك الي المضارة والأفساد وعدم قيام كل منهما بما يجب عليه نحو الآخر , وبذلك يتحول الزواج بعدما كان طريقا الي مرضاة الله والسعادة في الدنيا ليكون طريقا الي سخط الله من هنا كان الطلاق ضرورة أنسانية تحتمها الفطرة البشرية ويقتضيها الأصلاح الأجتماعي وذلك لزوجين ظنا أن يعيشا في سعادة فأقدما علي الزواج أختيارا ثم أكتشفا انهما كان مخطئين وأنه يستحيل بقائهما الي الأبد زوجين .
وهكذا بات يعلم الجميع أن الطلاق هو أبغض الحلال وأنه لا يوجد رجل او امرأة يتمني الطلاق , لكنه أحيانا يكون السبيل الوحيد والخيار الأخير بعد عدة محاولات للتوائم وأيجاد سبيل التفاهم , وكثيرا ما يكون هو الأنسب للزوجين وللأطفال أيضا فأن يعيش الطفل بين ابوين مطلقين لكنهم متفاهمين يحترم كل منهما الآخر خير له من أن يعيش بين زوجين يتشاجران أو لا يتفاهمان ولا يري بينهما علامات الحب التي يجب أن تكون في أي بيت وأسرة وزواج .
وينقسم الطلاق بالنظر الي الأثار المترتبة عليه الي ثلاثة أقسام :
1 – الطلاق الرجعي وهو الذي يملك فيه المطلق مراجعة مطلقته وإعادتها الي عصمته وعقد نكاحه ما دامت في العدة . ويترتب علي الطلاق الرجعي أمران :
أولا: نقص عدد الطلقات التي يملكها الزوج علي زوجته
ثانيا : انتهاء الزوجية بين الزوجين اذا لم يراجعها أثناء العدة .
2 – الطلاق البائن بينونة صغري , وهو الذي لا يملك فيه المطلق مراجعة مطلقته في العدة ولكن يمكن فيه أستئناف الحياة الزوجية بعقد ومهر جديدين لأن الطلاق البائن يزيل الزوجية في الحال .
3 – الطلاق البائن بينونة كبري وهو الذي لا يستطيع المطلق مراجعة مطلقته في العدة كالطلاق الرجعي ولا استئناف الحياة الزوجية بينهما بعقد ومهرجديدين كالطلاق البائن بينونة صغري بل تحرم عليه المرأة حرمة مؤقتة إلا أذا تزوجت بزوج آخر زواجا شرعيا صحيحا ويدخل بها أو يموت عنها وتنقضي عدتها منه , ولا يقع هذا النوع من الطلاق إلا في حالة واحدة وهي مسبوقا بطلقتين أي أن هذه الطلقة تكون المكملة للثلاث .
وتكمن المشكلة دوما في مابعد الطلاق فإن لم ينتج عن هذا الزواج أبناء فالأمر أكثر سهولة بكثير , لكن المشكلة تظهر في تأثير الطلاق علي ثمرة هذا الزواج وهي الأبناء . كيف يتقبلون الأمر وكيف يستطيع الأبوان أن يحدان من أثار الطلاق السلبية علي أبنائهما ؟ ان كان الأبن رضيعا فلن يتأثرفي وقتها بفكرة الطلاق ولن يعي معناه ربما يتأثر فقط إن كان هناك شجارا أو كنت بنفسية سيئة تؤثر عليه فيما بعد سيكبر وقد يسألك لم لا يعيش ابي معنا مثل الأطفال الآخرين لكنه علي الأقل سيكبر معتادا علي الوضع . اما سن ما قبل المدرسة يتأثر هذا السن بالغ الأثر بالطلاق خاصة لو كان قد شاهد مشاجرات الأبوين وقد يتولد لديه شعور بأنه السبب في رحيل أبيه أو امه . وقد ينتج عن ذلك بعض السلوكيات العدوانية . وفي سن المدرسة يتأثر هذا السن ايضا للغاية وإن نتج عن الطلاق أفتقاده للحب والحنان من أحد الأبوين يتفاقم الأمر وقد يتولد عنه عدوانية أو كآبة وأنعزال . وفي سن المراهقة يتأثر هذا السن للغاية بالأمر ويتولد لديه غضب شديد يصبه علي الطرف الذي يراه مسؤولا أو ربما الطرف الأبعد عنه فإن كان الأقرب لأمه غضب علي أبيه والعكس . واحيانا يجعله هذا الأمر كبيرا ومسؤولا إن كان هو الأخ الأكبراو الأخت الكبري فيحاول أحتواء أخوته الأصغر . ولكن يا تري ما هي الأثار السلبية للطلاق ؟
1 – العدوانية
2 – الأنطواء
3 – عقدة من الزواج
4- تأخر دراسي
5 – عدم التكيف مع الغير وعدم الثقة بالنفس
6 – رفض لأحد الأبوين مهما حاول التقرب له وربما كليهما .
7 – الأبتعاد عن الأسر ة وهذا أخطر الآثار لأنه يترك المجال للتأثير الخارجي من الأصدقاء والذين قد يكونون أصدقاء سوء وفي حالات أسوأ يحدث الأدمان والأنحراف بأشكاله المختلفة .
عزيزي القاريء الكريم يا تري ما هي وسائل وقائية لهذه الأمور ؟ يري معظم علماء النفس ضرورة اتخاذ الخطوات التالية كوسيلة لتخفيف من تأثيرات الناتجة من خلافات الأسرة .
1 – تجنب الجدال وفتح باب النقاش أمام الأطفال مهما كان صغيرا ولا يعي حتي لايتحول الأمر لشجار فمجرد الشجار وعلو الأصوات هو سبيل للتوتر والحزن والخوف لدي الطفل مهما كان عمره.
2 – لاتطيلي المشكلة دون داع ولا تتعجلي الطلاق أيضا . أبحثا الأمر بروية وحكمة مرة تلو المرة وأستشير الأهل الموثوق بهما أو أطلبا أستشارة متخصصة .
3 – إن قررتما الطلاق فعليكما بحث الأمر بينكما والأتفاق علي كل شيء قبل أبلاغ به وأهمها من سيتولي تربية الصغير وكيف ستكون علاقته بالطرف الآخر.
4 -لاتفقدا الأحترام بينكما مهما كان الخلاف وإن وجدت أن الطرف الآخر يسيء فالطلاق هو الحل أفضل من تحمل الأساءة أو أتخاذ قرار الطلاق بعد أن تسوء العلاقة بينكما الي درجة كبيرة .
أما أهم وسائل للعلاج هذه المشكلة يري المختصون .
1 – أعطاء الطفل الكثير من الحنان
2 – مراقبة تصرفات الطفل وسلوكياته جيدا
3 – أستشارة الطبيب النفسي او المستشار التربوي في تقويم سلوكيات الطفل .
4 – حسن الأستماع الي الطفل
5 – تجنب التحدث عن الطرف الآخر حديثا سلبيا بل إن المدح فيه ومحاولة إقامة علاقة طبيعية بينه وبين الطفل واجبة .
6 – عدم أنتقاده بتشبيهه بالطرف الآخر .
7 – الأبتعاد عن العناد في اي مسألة تتعلق بالطفل ز
8 – إقامة علاقة وطيدة تعتمد علي الصداقة وممارسة اللعب او الهواية او القراءة او الخروج للتمتع بنزهة ما معا او تناول الطعام خارج المنزل .
9 – السماح بمبيت الأبن إن كان في سن مناسبة مع الطرف الآخر حتي وان كان قد تزوج وأسٍس حياة اخري.
10 – أتزام الأطراف الأخري كالأجداد والأعمام والأخوال الحياد التام أمام الطفل .
11 – بحث الحلول الودية عشرات المرات وعدم اللجوء للقضاء في المسائل المادية الأ في الحالات القصوي وتجنيب الطفل التعرض لذلك ومعرفته قدر المستطاع .
12 – إن قرر الأب او الأم الزواج الثاني من المهم أختيار الشخص المناسب ووجود أولوية للأبن وعدم أهماله وتولية تربية للأجداد بل علي الأب او الأم بحث أيهما سيتولي ذلك واي من الأطراف الأخري سيقبل وجود الأبن وسيعامله وكأنه أب آخراو أم آخر .
ختاما نتمني أن يرزق كل انسانة بأنسان يقدرها ويحترمها ويعرف ان يتعامل معاها, وينبغي أن ينظر الزوجان نظرة واقعية الي الخلافات الزوجية أذ أنها من الممكن أن تكون عاملا من عوامل الحوار والتفاهم أذا أحسن معها الأسلوب الذي يتبعه الزوجان في مواجهة الخلاف أما أن يقضي عليه وأما ان يضخمه ويوسع نطاقه , وتذكرا دائما ان التصعيد يوسع دائرة الخلاف .
آدم كردي شمس