*ولا أعرف مقابلاً لهذه المفردة بالسوداني.. *فهي كلمة عامية مصرية تعني تبلد الشعور مع عدم الإحساس بالآخرين.. *أو عدم الإحساس بموقفٍ ما في خضم تفاعل الناس معه.. *أو عدم التجرد عن أنانية يتأذى منها الغير.. *وخير مثال على ذلك ما كان عليه محمد مرسي في أواخر عهده.. *فهو كان (متنحاً) بشكل يثير الغيظ في النفوس.. *لا يحس بأزمة (التمكين)، ولا الانكفاء على جماعته، ولا التنكر للثوار.. *وأعني الثوار الذين انتخبوه من غير جماعته (الإخوانية).. *ولا يشعر - أدنى شعور- بحرج الموقف عند اندلاع التظاهرات ضده.. *ولم يبد أي اكتراث بتحذيرات الجيش له.. *التحذيرات التي كانت تحثه على امتصاص الغضب الشعبي قبل استفحاله.. *وبدلاً من ذلك طفق يردد كلاماً عن شرعية هدمها بيده.. *أو بيد مرشد (الجماعة) الذي كان يحركه كالأراجوز من وراء حجاب.. *وبدا هو (تنحاً)، لا يفهم لا يحس لا يشعر.. *ومثله تماماً كان صدام حسين عندما انهال عليه النصح بالانسحاب من الكويت.. *وكذلك قادة (مايو) حين بلغ الضيق بالناس مداه.. *والآن تتجلى (تناحة) الإنقاذ - بأفظع صورها - في طاقمها الاقتصادي.. *فهو طاقم لا يفهم لا يحس لا يشعر، ولا (عنده دم).. *ولعله سعيد الآن بارتفاع جنيهنا- مقابل الدولار- وينتظر ثناءً على ذلك.. *علماً بأن بائع الترمس يعلم إنه ارتفاع (عشوائي).. *ارتفاع لا دخل لإدارتنا الاقتصادية فيه وإنما هو نتيجة ظرف خاص.. *ظرف تحويلات المغتربين بسبب إجازة العيد.. *ثم تنخفض قيمته مرة أخرى بأعجل ما يكون فور انقضاء المسببات.. *فاقتصادنا يُدار بسياسة (رزق اليوم باليوم).. *ومن ثم فإن القائمين عليه لا ينظرون إلى الغد إلا من باب (خليها على الله).. *وهو الباب ذاته الذي يهرب رأس المال عبره.. *فلا يمكن أن يضحى (إفقار) المستثمرين هو السبيل إلى (اغتناء) الحكومة.. *أي تعتمد خزائنها عليهم ، رسوماً ومكوساً وجبايات.. *ثم يشتكي طاقمنا الاقتصادي من ضعف الإنتاج متناسياً أنه هو السبب.. *وتظل تكبر- بالتالي- الفجوة بين الوارد والصادر.. *وتستفيد الجارة أثيوبيا من هذا الهروب (الجماعي) لرؤوس أموالنا.. *وتتخطانا بمراحل في طريق (التطور الحضاري).. *ولا تعلم حكومتنا أن (تناحة) طاقمها الاقتصادي من (تناحتها) هي نفسها.. *فهي تبدو لا مبالية حيال (الأزمة المعيشية).. *والأزمة هذه سببها طواقمها الاقتصادية المتعاقبة منذ سنوات.. *فهي طواقم لا تفهم سوى أساليب (القلع).. *و(تناحة) مرسي هي التي أدت إلى (قلعه).. *وإن شئت قل (خلعه !!!). assayha