Post: #1 Title: كلهم عند بابي في كوبر 1971: كسرنا الحائط الرابع في السجن بقلم عبد الله علي إبراهيم Author: عبدالله علي إبراهيم Date: 08-31-2016, 06:59 PM
وجدت بين "أولاد اعتقالي التحفظي" بسجن كوبر بعد سقوط انقلاب 19 يوليو 1971 من يحفظ قطعاً من نثر مشعور أو شعر منثور كنت أعده للمناسبات الثقافية التي تعقدها لجان العنابر الثمانية بحوش السراية. وهو حوش واسع يحتوي على سراية تقع العنابر على جانبيها وبينهما ممرات أو ردهات تسمى "الجرة" لسبب لم يتضح لنا على طول اقامتنا. وكان بالحوش مسرح احتله الفنانون من لدن جمعة جابر إلى ود الأمين ووردي وإبراهيم الجزولي. ثم توسع الفنانون في الخيمة المجاورة. وهي الخيمة (غير خيمة الكويت لكبار الموظفين) التي شهدت ميلاد "زبزبة" اسمنا التنظيمي لعملية أول إنتاج للمريسة في ذلك السجن الجهم. كنت معجباً بذاكرة زملائي رواة قصائدي ومنهم المرحوم نصر الدين محمد عمر وصلاح العالم لأنهم التقطوها شفاهة مرة واحدة ثم أودعوها الذاكرة طوال سنين بعد تفرق الجمع. ثم جلست إلى نصر الدين قبل وفاته بقليل أسأله تسجيل "كلهم عند بابي" وهي أكثر هذه القطع ذيوعاً بين أولاد اعتقالي. ثم حكى لي سر حفظه لها. قال إنني كنت مكلفاً كمسؤول الثقافة بالسراية من تنظيم الاحتفال بثورة أكتوبر 1964 بالمعتقل. ورتبنا أن نسبق غناء وردي في المناسبة بمشهد مسرحي مما يعرف بكسر الحائط الرابع. وغالباً في مثل هذا المشهد خروج الممثلين من بين الجمهور يؤدون دوراً ما قبل الصعود للخشبة. وكان مشهد كسر الحائط الرابع عندنا أن نسبق وردي بخروج جماعة منا من بين الجمهور يتلون "كلهم عند بابي" من الذاكرة شاقين دروب الجمهور حتى المسرح ليصعد وردي بعدها ليشجي مناضلين "طبلوهم" كما قالت بنت للرفيق فاروق كدودة. وحصلت على نص "كلهم عند بابي" من نصر الدين. ولم يطل عهده بيننا ذلك الفتى الحلو، بهي الطلعة. رحمه الله. وهذا هو نص "كلهم عند بابي"
كلهم عند بابي الدائنون المزودون بالكمبيالات العاهرة جامعو التبرعات الوهم للمسجد و الزنزانات مندوب شركة النور ذو العين الالكترونية الكلاب البوليسية التي تقتفي نتانة الصيف في حذائي إلا أنت يا حبيبي وعد يملأ أروقة خيالي لا غير .......................... لو شاءوا فليسجلوا من علي أسلاك الأفق كل دفاترنا الزرقاء اختلافنا علي المواعيد همومنا و احتجاجاتنا الطفلة و ليرقد هذا الدعاء الجميل في أرشيفهم لو التقينا حيث اتفقنا لفض البوليس السياسي عناقنا و طبع فيش أصابعنا المرهفة فضوا بكارة خطابك و قرأوا بعيون رصاصية غير ماهرة انثيال خاطرك عذاب العاشق أن يكون القارئ الثاني لكلمات حبيبته ......................... دثريني بين نهديك تماما فأنا فزع من وحوش المباني التي يطلقها فن العمار علي مدينتي من الأشجار الحليقة علي مدي الشارع و من البؤساء الذين اختاروا أرصفة التسول و المهانة و الوشاية من وراء ظهر الثورة أضحت صورتي الآن علي لوحات الاعلان أضحت خربشات تائهة في ذاكرة رجال الأمن السياسي أصدقائي مقيدون بالترتيب وحسب محبتي لهم في دفاتر الأمن و الشبهة كيف سيتأتى لك أن تتعرفي عليّ الآن أنا الموضوع العام و المبهم و المطارد فما عدت الفتي الواقف علي حافة الدموع دائما الفتي الخجول الطفل الخبيء المهارات الذي يقاتل الشر بالشعر و السرور بالدهش لقد أرادوا لحبنا أن يكون خزياً عاماً فلنجعله أكثر مهارة سباقا و ثرثرة لنكن معا نضالاً في صقيع الوحشة أما إذا انفصلت يدك عن يدي سيقرأ لنا قسم الفيش حظوظنا البائسة من علي كفوفنا معاً معاً معاً