*اشتهر بالخجل الشديد إزاء النساء.. *لم يدخل في علاقة مع الجنس الآخر إلى أن بلغ الأربعين.. *عشقنه كثيرات بسبب جميل صفاته.. *ولكن حاجز الخجل حال دون تجاوبه معهن.. *وكان لابد أن تحين لحظة المواجهة؛ وقد حدث.. *كانت ليلة زفافه إلى من وقع عليها اختيار أمه وشقيقاته.. *فنصحه أصدقاؤه بأن (يعب) إذا أراد أن ينجح.. *وفعل- في الليلة الأولى- رغم إنه لم (يعب) من قبل في حياته.. *ولم تشهد الليلة سوى (ارجاعه) ما شرب؛ ومعه ما أكل.. *ونصحوه بأن يعيد الكرة في الليلة الثانية.. *فكانت النتيجة (سلبية) كما الليلة الفائتة ولكن دونما (ارجاع).. *وفي الليلة الثالثة نجح فابتهج أصحابه.. *وسألوه إن كان قد (عباها) فقال لهم (بل برمتها!!).. *وهذه الحكاية من قلب مأساة الواقع تُضاف إليها أُخر (حتى تكتمل الصورة).. *(صورة) تفشي الممنوعات ذات (الصورة) الزاهية.. *سواء عبر الترويج لها عينياً - بحاويات المخدرات- أو فكرياً.. *فنحن نعلي من شأنها بكامل (قوانا العقلية).. *ننسب نكاتنا إلى (المساطيل) ونضحك - بلا وعي- على (أنفسنا).. *وكأنهم وحدهم من يملكون القدرة على الإضحاك.. *وكأن براءة اختراع النكات لا يستحقها إلا الذين هم من جماعتهم.. *وكأن النكتة لا تكون ذات تأثير إلا إذا اقترنت بهم.. *ثم نساهم - عن جهل- بربط الإبداع بالمخدرات وعلى رأسها (البنقو).. *فالمطرب الفلاني صوته رخيم بسبب البنقو.. *والممثل الفلتكاني يبدع تمثيلاً - مجنوناً- جراء البنقو.. *والكاتب العلاني- نعم حتى الكتاب- يخط كلاماً عجيباً تحت تأثير البنقو.. *وكاتب هذه السطور لحقه أيضاً طرف سوط البنقو.. *فقد أقسم أحدهم أنه رآه- مساء يوم- يجلس على شاطئ أبي روف.. *وكان (يبرمها) مع زميله الفاتح جبرا.. *وجزم آخر- على ذكر حي أبي روف هذا- أن له زوجة هناك.. *وقد يكون تزوجها وهو (مغيب) بفعل البنقو.. *فلما رجع إليه وعيه اكتشف أنها قد (ضاعت منه).. *ومن ثم فمن يعثر عليها الرجاء الاتصال بصاحب هذه الزاوية.. *أو التبليغ لدى أقرب مركز شرطة.. *أما أبرز أوصافها- بلا أدنى شك- أنها (مختلة العقل!!).. *ما نود أن نخلص إليه هو حاجتنا إلى (خارطة طريق) تنقذنا من المخدرات.. *وأهم معالم هذه الخارطة محاربة ظاهرة (الحاويات).. *ومحاربة الترويج لبضاعتها تحت واجهة (طرائف المساطيل).. *ومحاربة (خدعة) ربْطها بأوجه الإبداع كافة.. *ومحاربة تصويرها (كمفتاح سحري) لليلة الزفاف.. *وأبواب النجاح إنما تُفتح بمفتاح (الوعي).. *لا بمفتاح (أبرمها !!!).