*عصر السبت تابعت محاضرة للمذكور أعلاه.. *محاضرة قديمة أعادت بثها فضائية مصرية بمناسبة وفاته.. *وثملت طرباً من شدة ما حوته من إبداع.. *إبداع يتمثل في البساطة والسلاسة والفكاهة و(الاختصار).. *فهو لا يرهقك بالصعود إلى حيث منصة (نوبل).. *وإنما يلتقي بك في منطقة وسطى تهبط إليها الجائزة المذكورة.. *ثم يخلط العلم بخفة دم لا تصنع فيها.. *وتواضعاً منه يصر على أنه أحمد زويل و(بس).. *وربما لا يعلم كثيرون أن أوباما- مثلاً- حائز على الدكتوراه من هارفارد.. *ولكن لا أحد في أمريكا يقول (الدكتور باراك أوباما).. *وكذلك لم يكن زويل يحب أن يُقال عنه ( الحائز على جائزة نوبل).. *أو العالم ، البروفيسور، الخبير ، الأستاذ الجامعي.. *ونسيت أن أشير إلى عدم رصدي خطأً لغوياً واحداً من جانب زويل.. *وهذا ما ضاعف من استمتاعي بالمحاضرة.. *وتعالوا الآن لتروا نقيضاً لذلك مساء اليوم ذاته في بلادنا.. *وأعني جلسة الحوار الوطني المتلفزة.. *فالمتحدثون جميعاً - بسلامتهم- انهالوا على لغة الضاد بمعاول ألسنتهم .. *انهالوا عليها طعناً وتجريحاً وتقتيلا.. *فالأول فلم يسكت إلا بعد أن نبهوه لطول حديثة بوريقة وُضعت أمامه.. *فقد أسرف في التفاصيل المملة لحد المبالغة.. *وكاد أن يسرد (تاريخ حياة) كل واحد من أعضاء لجان الحوار.. *والذي جاء من بعده لم يقل عنه (إسرافاً) في الكلام.. *وكذلك الذين أعقبوه عدا ممثل (أنصار السنة).. *كلام كثير وطويل وممل ويخلو تماماً من الذي أطربني عصراً.. *وأعني حديث أحمد زويل الرافض للألقاب.. *بينما (جماعتنا) لا يختصرون ولا يبسِّطون ولا (يتواضعون).. *فكل واحد منهم يسبقه (تعريف) بطول مقدمة خطبته.. *وإياك أن تذكرهم (حاف كده) دون ألقابهم التي يفاخرون بها.. *بينما زويل يغضبه ذلك رغم (جائزة نوبل).. *وفضلاً عن ذلك فهو (يطعِّم) حديثه العلمي بخفة دم يفتقر إليها هؤلاء.. *ولا أعني بخفة الدم (التهريج) الذي مارسته تراجي.. *فهذا (إسفاف) خطابي بين يدي جلسة لا مكان فيها لمفردات (القاع).. *ثم إنها (تمت الناقصة) فيما يتعلق باللغة.. *فكان من الطبيعي أن أدير المؤشر بعيداً بحثاً عما يُعيد إليّ (متعتي الضائعة).. *فـ(يا كافي البلاء) لا إبداع لا اختصار لا لغة؟!.. *ثم المصيبة ألا يتحقق - بعد ذلك كله - (الأمل المنشود).. *فنحن على عكس الغربيين- وزويل- نتكلم كثيراً وننجز قليلا.. *ونتمسك بألقاب لا تساوي عُشر ما لدى زويل هذا.. *ورغم ذلك هو كان مجرد (زول وبس!!!). assayha