عطبرة: الجو جو نقابة (1-3) بقلم عبد الله علي إبراهيم

عطبرة: الجو جو نقابة (1-3) بقلم عبد الله علي إبراهيم


08-07-2016, 07:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1470594972&rn=0


Post: #1
Title: عطبرة: الجو جو نقابة (1-3) بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 08-07-2016, 07:36 PM

07:36 PM August, 07 2016

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر





النقابة: الجو جو إنسانية
كنت وأنا ابن السابعة شاهداً على ميلاد أميز ماعون لتنظيم عابر للولاءات الطائفية والقبلية والحزبية والجهوية: النقابة. كنت عائدأ من روضة الكمبوني عطبرة في ما بعد ظهيرة يوم من عام 1947. والمدرسة معروفة باسم "الكِتوليج" ل "الكاثوليك". وغنت خدوم الله لابنها حسون في يوم طهوره:
حسون ياود إدريس مدرستك الكوتليج
وفي السودنة (الحي الإنجليزي سابقاً) يدوك بيت
وجدت نفسي بغير تخطيط في ذيل موكب عمالي تجمع من ورش السكة الحديد عند مكتب المدير العام للسكة الحديد الذي كان قاب قوسين أو أدنى من بيتنا في حلة المحطة. وأذكر أنني سرت من خلفه لمدة يسيرة ثم انصرفت. وكنا في تلك الأيام قد اكتنفتنا مثل هذه التجمهرات بغير أن نعي لها حقيقة. كان العمال يطوقون مدرسة الكمبوني ويهتفون بسقوط الاستعمار أو الإنجليز فتغلق السسترات النوافذ ويطلبن منا أن نلبد تحت أدراجنا. كنا نتشمم نفايات القنابل المسيلة للدموع عند مكتب البوستة. وهي قنابل قاتلة لوقتها عرفنا بعد أنها كانت من وراء مقتل شهداء الجمعية التشريعية في 1948. بل رأينا بعيوننا عم عبد الجليل بتاع الدردمة في المدرسة مضمداً من جراح من تلك القنابل.
كان الموكب الذي كنت شاهد عيانه هو الذي تجمع في 2 يوليو 1947 ليطلب من إدارة السكة حديد الاعتراف بهيئة شؤون العمال، نقابة عمال السكة حديد لاحقاً. وفرقته الشرطة بقوة واعتقلت قادته. ثم جاء الاعتراف في ذيل هذه المواجهة. وخرج لنا بذلك الاعتراف أميز ماعون لتنظيم عابر للولاءات الطائفية والقبلية والحزبية والجهوية: النقابة. فبابها، تعريفاً، مفتوح للعامل في المؤسسة بغض النظر عن دينه وطائفته وقبيله ونوعه. وتمدد هذه المعنى، الذي لم يقع لنا بعد من الدولة، إلى سائر مواقع السكة حديد في الحضر والأرياف.
وكانت النقابة عنوان ديمقراطية سودانية في الجذر لفت لها منصور خالد بقوة في كتابه "حوار مع الصفوة". فأعطاها، غير مسبوق، ميزة في الحداثة والكفاءة مع عقيدته بأن "السودان نصفه متخلف بقرن وبضع قرن وراء وراء حضارة العصر". فنوه على مؤسسيتها من حيث صمامة الاتصال بين قيادتها وقاعدتها، وتداول إداراتها بالإنتخاب، ومحاسبة دورات القيادات خلال جمعياتها العمومية الراتبة. علاوة على ما ينعقد في رحابها من حلقات نقاش حول مظالمها وخطط العمل والتعبئة. ورد منصور هذه الأداء المميز لأنه "ومن حسن حظ الحركة النقابية أنها لم تقع في إسار القيادات التقليدية وإلا لانتهت إلى شيء أشبه بحزب العمال المصري برئاسة النبيل عباس حليم واللواء محمد صالح حرب. ولانتهت إلى تنظيم انتهازي هدفه استجلاب الهتافة من المناطق الصناعية". بل توقف منصور دون غيره عند معنى تمثيلها في مجلس وزراء ثورة 1964 ورأى فيه الأمارة الفارقة للثورة عما سبقها في حكم السودان وهو "قيام حكومة اشترك فيها العمال والفلاحون". ولم ير خطراً في تمثيل الشيوعيين لأول مرة في الجهاز التنفيذي. فهو حزب صفوة وقد ظلت الصفوة تحسبه دائماً كجزء منها.
وكانت النقابة عنوان إنسانية مبتكرة. فأورتنا سعة "الإسلاموعروبيين" للزمالة مع الآخر في الوطن، بما عجزت عنه الدولة الصفوية، متى تقلدوا زمام مؤسسة اجتماعية حسنة. فلم يطرأ لأهل خطاب الهامش حول "عنصرية الإسلاموعروبيين"، التي هي طبيعة ثانية فيهم، أن النقابة بمعانيها في السوية ولدت في كنف مدينة غلب فيها المهاجرين العرب المسلمين من الريف مثل الشايقية والجعليين والرباطاب والمناصير ممن تطرق أكثرهم للختمية. ولم تقف عرقيتهم دون التأقلم على هذه المنظمة المستجدة التي شحذت حسهم بالآخر. وكان أول آخر تآخت معه هو أبناء وبنات رقيق كثير من أسرهم الذين انتقلت بهم مواقع العمل المأجور المستجدة من حال العبيد إلى العمال في مرواحة على عنوان لكتاب لأحمد العوض سكنجا. وصار العبيد المحررين عظم ظهر الطبقة العاملة نموا بها ثقافة عمالية تسنموا بها مراكز القيادة في النقابات.
مات حجر
تبدو النقابة من الأدوار الوطنية البارزة التي لعبتها كجهاز سياسي محض أغرى صفوات السياسة اهتبال سوانحه في صراعها الطويل للحكم. ولذا تعاوروها بالحل أو التدجين أو بالاستقواء بها على خصم. وغاب على الصفوة أن جذر أدوار النقابة في السياسة الوطنية هو مصالح جمهورها المتفقة مع مصالح الوطن بالطبع. فهي ليست "روبوت" سياسي متجرد لأشغال الصفوة وطموحاتها. فلسياستها مرجعية مادية في أصل نشأتها كخادم لمصالح جمهورها ذي الإرادة الواضحة في تسييرها كما رأينا.
فهي أقرب إلى بيت العامل من حبل الوريد بما قد لا يتصوره صفوي. فكنت في منتصف الخمسينات في جماعة من أسرتي عائدين من سوق عطبرة بشارع المحطة نحو حلة التمرجية. وسرنا راجلين يقود ابن عمي دراجته وقد أحسن على سرج لعجلة وثاق جهاز راديو كبير من نوع ما كان عليه الراديو في تلك الأيام. كنا سعداء بالعوالم التي ستتفتح علينا بفضل هذا الصندوق المثير الذي اشتريناه من دكان فهمي ميخائيل. وكنت من استراقي السمع عرفت أن المال لشراء هذا الراديو قد توفر لابن عمي من "صرف كادر" ما تراكم للعمال منه متأخرات وخلدته الأغنية:
أبوي قال لي
يصرف الكادر ويعرس ليه.
إذا كانت الصفوة عدت النقابة آلية سياسية جرداء فهي للعامل نبضاً آخراً اختلط اسمها "بدمه وأصبح له رنين خاص في أذنيه" كما قال محمد سعيد معروف قصته "مات حجر" عن حجر الطلبة بمخزن محطة الخرطوم الذي مات جوعاً قبل أن تتداركه النقابة.
الأسامي الأجنبية في حياة عطبرة
لأسماء بعض موظفي الاستعمار ذكرى في عطبرة، دون غيرها، مثل ذكرى قريفث ودي لاور في التعليم مثلاً. فمستر نيومان أشهرته عبارة لقاسم أمين، نائب السكرتير الأول للنقابة: "كشفناك يا نيومن". ونيومان خبير عمالي بعثه الإنجليز ليستبدل مطلب النقابة المعزز بإجماع عمالي بلجان مصالح مشاركة بين العمال والإدارة الإنجليزية التي لها الصوت المرجح فيها. وفسدت خطته وقامت النقابة مؤسسة عمالية خالصة. ثم هناك مستر ويكفيلد بتقريره المعروف (1951) عن هيكلة أجور العمال شملت الجنوب لأول مرة. وقنن التقرير لتباين الأجور بين عمال الجنوب والشمال فصار أجر الأوائل ثلاثة أرباع الأواخر بحيثيات عنصرية. وبادر اتحاد نقابات العمال بمطلب مساواة تلك الأجور في أول لقاء له بالحكومة الوطنية في 1954. بل بعث بنقابي مجرب في نقابة السكة حديد، السر حسن آدم (تور موسكو)، لمساعدة العمال الجنوبيين في تكوين نقاباتهم والضغط لتعادل الأجور ضمن أشياء أخرى.


أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 08 أغسطس 2016


اخبار و بيانات

  • افتتاح الأولمبياد في البرازيل بمشاركة السودان
  • الاتصالات: ارتفاع منسوب النيل يهدد بتوقف الحكومة الإلكترونية
  • تكريم الطلاب السودانيين المبدعين في الشهادة الثانوية العامة والجامعات بالشارقة
  • قراءة فى الجمعية العمومية للحوار الوطني - د. إبراهيم النجيب
  • سفير الاتحاد الأوروبي يختتم مهمته ويودع السودان
  • مبارك الفاضل يدعو لبرنامج إطاري يؤسس للتوافق السياسي البشير يرحب بتوقيع المعارضة على (خارطة الطريق)
  • رابطة ابناء الفور في المملكة المتحدة وايرلندا تدين تصريحات التجاني سيسي حول المحكمة الجنائية الدولي
  • المهدي : التوقيع على خارطة الطريق شبيه بـ العرس الوطني
  • بيان عاجل من التحالف العربي يدين أعتقال 11 شخص من نشطاء المجتمع المدني بولاية وسط دارفور
  • كاركاتير اليوم الموافق 08 أغسطس 2016 للفنان عمر دفع الله
  • انطلاق فعاليات الملتقى الرابع عشر للمرأة السودانية المهاجرة بالقراند هوليداي فيل

    اراء و مقالات

  • قبل التوقيع على خارطةِ الطريق غدَاً.. نُقطَة نِظَام ! بقلم عبد العزيز عثمان سام
  • الطحين بمؤتمر القاعة بقلم صلاح الباشا
  • متي تكف قيادات الانقاذ عن الاساءة للشعب السوداني بقلم محمد عبدالله ابراهيم
  • خسر نداء السودان حرب خارطة الطريق.. و الاجتماع التحضيري؟! بقلم عثمان محمد حسن
  • الذكري السادسة والخمسين لرحيل الشهيد/ الدكتور طه عثمان محمد بليه 1920م - 1960 م طه بليه رحيل
  • من رسالة مطولة إلى الصديق الأخ الشيخ البروفيسور أحمد الكبيسي بقلم حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • عقوبة الإعدام وأخطاء العدالة بقلم نبيل أديب عبدالله
  • الحركة الشعبية لمصلحة من يتأمر الأضداد؟ بقلم فيصل سعد
  • حروب الترابي للكاتب صديق محيسي تقديم الدكتور الوليد ادم مادبو
  • نماذج من العنف والبلطجة السياسية وتزوير الانتخابات فى شرق السودان بقلم ادروب سيدنا اونور
  • ( إفتح الخور ) بقلم الطاهر ساتي
  • الانتخابات تفضح نهج عباس بقلم سميح خلف
  • تأميم حزبي..! بقلم فيصل محمد صالح
  • (وردوه بالشوق.. وعادوا بالغبار)..!! بقلم عثمان ميرغني
  • تجميد الحوار الوطني ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • (ميس) الحمار !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • قيمة العفو بين الدقير وإشراقة بقلم الطيب مصطفى
  • الشيوعي في مؤتمره: لفتح دفتر الأحزان أم إمعاناً في إغاظة الكارهين..؟ بقلم البراق النذير الوراق
  • التوقيع علي خريطة الطريق لا طائل تحته ولا نائل بقلم صلاح شعيب
  • رحلة الخزي الى أديس!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • حيره السودان بين العيب والحرام بقلم عبير سويكت
  • ليلة عراقية ثقافية مميزة في سدني بقلم نورالدين مدني

    المنبر العام

  • مشاهداتي في رحلتي البرية من السودان إلي تشاد وأفريقيا الوسطي ثم السودان
  • مشاهدات من قاعة الحوار الوطني من خلال التلفزيون
  • غدر الجلابة بالشهيد النقيب عمر جودة لك الرحمه قتلت لأنك غير جلابي
  • وطن واطي
  • 2020 لاتوجد مدينة اسمهاالخرطوم
  • السودان منذ حكمه قوم لوط من 30 يونيو 1989 لم يكسب عافية
  • بالصورة ... الخيار والفقاقيس في حزب المطاميس ..
  • التغيير الأسرع والفاعل والكامل من هنا
  • يا بكري تأذينا من نافذة الفيس رحمك الله
  • نجح الاستاذ محمود بلا سلطة و فشل الترابي رغم السلطة و المال!
  • *** صور ليونيل ميسي يقضي أجازته على يخته الفاخر الخاص ***
  • و الشارع ينتظر تعريف ((خارطة الطريق )) .بقلم مني اركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان.
  • السيل أمامكم والسيل وراءكم ... أين المفر ؟؟ كراكاتير
  • غايتو البِقت في المغتربين تبقى في حشى الكلبة . والله صحي ...
  • للفائدة : مجلات الاحكام والسوابق القضائية
  • عماد الدين حسين: عقول ملغمة بالمتفجرات..
  • بيان حول سرقة عنوان بوست من قبل اذناب النظام
  • اوردغان سوف يترك السلطة ويقدم استقالته ويدعوا للانتخابات مبكرة
  • هل قام الحزب الشيوعي بتأجر قاعة الصداقة لعقد مؤتمره السادس ام منحت له مجاناً؟
  • أين "صدّيق الموج"؟
  • ***** البيان الجماهيري الأول كان صادما للسلطة والأجهزة الأمنية و المؤتمر في قاعة الصداقة !!! *****
  • هديه الي ابن الباوقه الاصيل ( ومنه الي .... ) فيديو
  • المؤتمر الشيوعي السوداني السادس بثياب الإنقاذ ،، قراءة عامل ميكانيكي باااااارز ،،،
  • الاسئلة الحرام فى مسيرة الحزب الشيوعى السودانى
  • احترامي للجميع و لكن...الموضوع وااضح ما بيحتاج لهاذ التطويل؟
  • البيان الجماهيري الأول كان صادما للسلطة والأجهزة الأمنية وأحزاب المحاصصة
  • محاولات العوده دوما صعبه
  • ملاحظة بخصوص رسالة د.عبد الله علي ابراهيم لمؤتمر الحزب الشيوعي السوداني السادس
  • جنوب السودان يرضخ للضغوط ويوافق على إرسال قوات إقليمية لحماية العاصمة جوبا
  • الطورابورا والجنجويد هي اسماء الرعب في منطقتنا فكلاهما يحمل لنا الموت
  • باقان أموم يطالب بفرض وصاية على دولة "جنوب السودان"
  • بعد تدخله للافراج عن قيادي بحزب البشير.. وزير العدل يكتب : حتى أنتم يا مولانا سيف، الظافر، شبونة
  • مشاهد سالبة - الجريمة أثناء دورة ألعاب ريو (فيديو)
  • السودان على بُعد { بوصة } من السلام ... فلنصلى من أجل الوطن
  • يا جماعة لا إله إلآ الله، عليكم الله بس أمُرقوا مِنها ...
  • مقترحات أماكن في السودان للزيارة...
  • إلحاد المستنير المدغمس
  • الى الرفيق الاعلى والد الارو محمدعبداللطيف محمود بجزيرة بنا دنقلا يتلقى العزاء الان بجامع النور
  • الحوار.... المحطة قبل الأخيرة لتقسيم السودان
  • وفاة والد زميل المنبر عاصم محمد شريف
  • رئيس غامبيا: حذر الذين يطلبون اللجؤ بدول الغرب بفرية انهم مثليين مضطهدون ...؟!
  • الحزب الشيوعي السوداني: 1946/8/16 ـ 2016/8/16، سبعون عاماً من النضال من أجل الشعب والوطن
  • مبروووك عقد قران زميلة المنبر مها سليمان.بيت مال ونضال(صور)
  • الشرطة السودانية تنفذ (رقصة) العزة والكرامة .. فيديو مثير حت تقيل لا يفوتكم