الذكري السادسة والخمسين لرحيل الشهيد/ الدكتور طه عثمان محمد بليه 1920م - 1960 م طه بليه رحيل

الذكري السادسة والخمسين لرحيل الشهيد/ الدكتور طه عثمان محمد بليه 1920م - 1960 م طه بليه رحيل


08-07-2016, 05:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1470587734&rn=0


Post: #1
Title: الذكري السادسة والخمسين لرحيل الشهيد/ الدكتور طه عثمان محمد بليه 1920م - 1960 م طه بليه رحيل
Author: ابراهيم طه بليه
Date: 08-07-2016, 05:35 PM

05:35 PM August, 07 2016

سودانيز اون لاين
ابراهيم طه بليه-
مكتبتى
رابط مختصر

طه بليه رحيل الجسد .... وهدي القيم الباقية
طه بليه رحيل الجسد .... وهدي القيم الباقية

قيل ... إن الرجل سر حياة الأمم ومصدر نهضتها ، وإن تاريخ الأمم جميعا إنما هو تاريخ من ظهر بها من الرجال النابغين الأقوياء النفوس والإرادات ، وإن قوة الأمم أو ضعفها إنما تقاس بخصوبتها في إنتاج الرجال الذين تتوفر فيهم شرائط الرجولة الصحيحة.
وقيل أيضا ... بأن القادة العظام عبر الحقب التاريخية الممتدة – خاصة الذين احتلوا مكانة مرموقة في مجلدات التاريخ – قالوا عن التاريخية والمصيرية من حياة الشعوب – يتعين علي القائذ الفذ – عليه ألا يخشي الحاضر وإنما عليه أن يخشي التاريخ .
قليلون من تخلد أسماؤهم وتحفر في أ ذهان الناس وتدون في صفحات التاريخ وهم أحياء ويشكل فقدهم بإنتقالهم من عالم الزوال إلي ديار الخلد مدخلا جديدا للتأكيد علي قيمهم ومعانيهم وتأثيرهم في الحياة الإجتماعية العريضة ، إذ يتحول كل نتاجهم الفكري والسلوكي إلي مايعرف بمجردات ومختزلات الحكمة بعيدا عن التداعيات المرحلية ، خاصة السياسية في بلد كالسودان ، التي لاتقف منهجية أو أطر قاعدية لها مخرجاتها الواضحة التي لا تعترف بالمعيارالأخلاقي للإنصاف وعدم التحيزوالعدالة الإجتماعية وهي ثمرة التوزيع العادل أو الممكن تبريره للثروة واي حقوق مستحقة ... أيديولوجية عقيمة أيبست إخضرار الأرض وجففت الضرع وبعثرت حرثها ، وصاغت من التشريعات بناء علي سيادة هوية في البلاد في بلد التنوع الثقافي ، بلد فيه أكثر من هوية وأكثر من لغة وأكثر من ديانة سماوية وأكثرمن معتقد وثني وأكثر من ملامح وأكثر من تقاليد وأكثر من تضحية وأكثر من تاريخ ... الخ ، فكان لها الحكومات التي تحقق لها أهداف اقتصادية وسياسية لا علاقة لها بالمصلحة العامة .... قوة شاملة أغطشت معايير حقوق الإنسان السماوية والوضعية ، وأخرجت أسنة الإستبداد والقهر من غمدها ، تفرض أيديولوجيات مثيرة للسخرية غير واقعية وغير قابلة للتحقيق لأنها تتجاهل الحكمة التي تكمن إلي حد بعيد في الخبرة والتقاليد والتاريخ ، نرجسية لاتري في مرآة السياسة والمصالح إلا نقسها ، ، إستنادا إلي القوة الفعلية التي تمتلك وسائل القوة تحت تصرفها تسيطر بهاعلي وسائل الإنتاج العقلي بحيث يمكن القول بوجه عام ، إن أفكار الذين لايملكون وسائل الإنتاج العقلي تخضع لها فيغيب التكافؤ في القوة السياسية والإقتصادية والإجتماعية ، سلطة مطلقة تنتج نفسها بصورة أوأخري ، الأمر الذي خلق صراعا داميا لنيل الحقوق المشروعة بين عروبية مهيمنة لاتري علي خارطة السودان إلا نفسها وإفريقية ترفض التهميش والظلم بكل ما أوتيت من قوة مهما كان ثمن التضحيات ، فالحق حق وليس منة من أي كان فقد ولد الإنسان حرا ويجب أن يعيش حرا بكامل إرادته.
هناك من البني آدم رزقهم الله هبة التوفيق ، يتعلمون فيعلمون ويعملون فيعلمون ، وينشطون في دعوتهم ، باذلين أعمارهم وجهدهم في سبيل رسالتهم التي آمنوا بها ، ومن هؤلاء الطبيب الجراح الشهيد/ طه عثمان محمد بليه ، الذي كان بحق أحد رجالات الأمة السودانيه ، وأحد رجالات الفكر والسياسة ، لايشك في ذلك أحد ، فهو مفكر وزعيم سياسي ، يعتبر من رواد التجديد السياسي وفي وقت مبكر مع عهد أستقلال السودان
في 21 /أغسطس/1960 م ، ترجل الفارس عن صهوة جواد الحياة وتوقفت الأنفاس لتعلن ساعة الرحيل الأبدي في ذلك الجسد الذي لم يكن يعرف الملل أو الكلل ... إنه طه بليه الذي شغل أعداء امته وأثار عواصف عاتيه بمبادئه الجريئه والرهان عليها سبيلا عادلا للخروج بالوطن من عثراته ، بل والعبور فوق جسرها إلي آفاق نحو النهضة والبناء وهو انتصار للجميع بلا إستثناء ولا مغلوب إلا التخلف والتمزق والحروب والفقر والمحن ...إستنادا إلي قراءات عميقة لمجمل كسبه الثقافي والسياسي والفكري من ثقافات الوطن المتعددة من إفريقية إلي عربية و غربية تجاوزت الأنانية بالإحترام المتبادل ، فوقاها سيئات الإبتعاث السياسي ، فكسبت حسنات التعايش الحضاري في لحمة وطنية يحتذي بها رغم الإختلافات والتنوع داخل أوطانها - تحقق الرفاهية والازدهار الإقتصادي وتنعم بالعدالة والإستقرارالسياسي.
وبين الموقف الشرعي وبين عمق المبادئ وظل موقفه مثار جدل دائم آثارت عليه حقيظة أوساط تقليدية ونخبوية ظلت تمسك بزمام الأمر وبعصا الهيمنة والقوة تؤذي كل من تجرأ ورفض الظلم وأراد الحق ... والحقيقة ... فقد كان أوسع منها إطلاعا وأصدق منها عملا بني علي مبادئ هادية ، تزرع الأمن وتنبت النمو حتي يحصد الوطن الرفعة والسمو والرقي والنهضة الشاملة القائمة علي نعم الله من الإستقرارالإجتماعي والسياسي .... فالذي يميز الشخص التي هباه الله سبحانه وتعالي قدرات قيادية عن باقي أفراد المجتمع أنه ذلك الكائن الإجتماعي الذي مع كامل إنتمائه لمجتمعه ، يتمكن من تحقيق استقلاليته عن مجتمعه نفسه بما يسمح له بأن يحدث التغيير المراد في ذات المجتمع دون أن يغترب عنه ، ذلك في سياق استقلالية المجتمع كله . فإستقلاليته تعني ألا يعيش أي حالة من حالات الإغتراب والإستلاب إزاء مجتمعه بما يسمح له بإحداث التغييير المنشود بما يدفع بهم إلي الأفضل وعلي هذا تكون مهمته تحقيق أكبر قدر من الإستنارة إن قولا أو فعلا أو كلاهما .
بعد إنقلاب17 /نوفمبر/1958 م ، برئاسة الفريق إبراهيم عبود تحت عباءة أحزاب السودان الكبيرة للإمساك بزمام السلطة ... بدأ تنفيذ مخطط العقاب الغير مبرر ، الأمر الذي يتنافي مع كل القيم الدينية و الإنسانيه وفي عجالة أمرهم وضعوا النقاط فوق القيود التالية : -
1) تحديد إقامته في حدود دائرة مدينة بورتسودان .
2) منع السفر خارج البلاد العلاج ، رغم القرار الطبي بعدم توفر التخصص الطبي لعلاج حالته المرضية داخل البلاد ، ومؤشر الصحة يوضح الأرقام المتدنية لمقاومة الجسد لغياب المتابعة الطبية الضرورية والعلاج المطلوب وبجانبه القيادة التاريخية تتابع في إهتمام شديد وقلق عظيم – تتفطر الأكبدة وتتألم الأفئدة وهي تري تدهور صحته والأطباء في مقعد المتفرج علي حالة العجز التي يعيشونها لغياب التخصص الطبي ، صورة تقهر كل صاحب غيرة وتغيظ القلوب الحية ، فهل إنتصرت أيدويولوجيا النخب وديكتاتورية العسكر بوجوب طي الصحف ، صحف حقوق الإنسان ؟ فالأمر تعلق بإنفاذ الأكثر خطا .
3) جاء اذن السفر لتدخلات خارجية (الإمبراطور هيلاسيلاسي ) خروجا بلا عودة ووداعا أخيرا للفانية والأهل والوطن فقد لبي نداء ربه أثناء العملية الجراحية في 21/اغسطس/1960 م بلندن . وفي عجالة فرحتهم ... أقاموا سرادق العزاء ووتقبلوا التهاني ... ولحكمة يعلمها الحق سبحانه وتعالي، انتقلت روحه إلي الرفيق الأعلي شهيدا بعيدا عن الديار والأهل ... وكان المشهد العظيم يوم أن أخذ إالي مثواه الأخير - أخذت الجماهير الحزينة تتقاطر من كل حدب وصوب إلي داره حتي غصت بهم علي سعتها وأمتلأت الشوارع المحيطة إليها بالمشيعين – ثم نعش القائد محمولا علي الأعناق وكان عددهم في بدء الجنازة بالأف إلا أن ذلك الجمع الهائل لم يكن إلا قطرة من بحر ممن انضم إلي الجنازة أثناء سيرها حتي زخرت الشوارع بالمشيعين ولما تعذر سير الجنازة وقف معظم المشيعين علي جانبي الشوارع مع إشتداد هذا الزحام الذي لم يسبق له نظير في تاريخ المدينة – وكان النظام مستتبا والسكوت شاملا رهيبا – ولم يكن يسمع إثتاء سير الجنازة سوي بكاء الباكين وزفرات الحزن المنبعثة من أعماق الأفئدة – فالجميع يبكي شباب قائد رحل كالنسمة علي عجل ، فكان هذا الإحتفال الرهيب أعظم وأروع جنازة في تاريخ هذة المدينة الوفية بصقة خاصة وبقية أنحاء الوطن بصفة عامة - ولم ينته الحزن ومظاهره إلي حد الجنازة فقد أعلنت الجماهيرة المحبة بكل تنوعها حدادها كما لو كان فقيد الأمة قريبا لكل مواطن – تربطه به صلة رحم – هكذا وصف لي المشهد المرحوم علي محمد إدريس وزاد ... أصبحت الناس لا حديث لها إلا هذه الوفاة وما أصاب من الفزع الأكبرمن هولها – وأكثر الناس من الإعجاب بالجنازة ، كان منهم من لا يعبأ بالمتوفي حين حياته ، أهتم لوفاته اهتماما كبيرا ، وعد إلتفاف الناس حوله وبكاء الكثير منهم علامة علي تنبه الشعور بالفقد الوطني الكبير، ودليلا علي نمو الإحساس في الناس ، وذهبوا إلي أنه هو أوجد هذا الشعور الشريف ونماه .
إن خير الدروس تلك التي يستفيد منها الإنسان في حياته .. فطغمة إنقلاب 17/نزفمبر/1958 م ومن ورائهم النخب المتحالفة معهم وإن اكتفوا بما نوحت إليهم عقولهم الناقصة .. فليعلموا ما من بلية إلا لله فيها نعمة تحيط بها... والحكماء يقولون ... إن الأغبياء وحدهم يستعجلوت الأمرويدعون مالا يملكون فيقعون في شر أعمالهم ، ونسوا أن الأعمار بيد خالقها سبحانه وتعالي ومن ركب ظهر الباطل نزل به دار الندامة.
ومضي مخطط الإستهداف بإفراغ الساحة السياسية من قيادتها بنقل الدكتور محمد عثمان الجرتلي مدير مستشفي بورتسودان الي مديرية بحر الغزال مدينة واو والسيد محمد مختار مصطفي المدير الأسبق لهيئة الموانئ إلي مدينة عطبرة والسيد محمد كرار كجر وغيرهم من القيادة التاريخية إلي كل فج عميق بعيدا عن مدينة بورتسودان ، بإفتراء ( مؤتمر البجا تنظيم إنفصالي ويدعو لقيام دولة البجا ) وكفي شهادة التاريخ الموثقة أن البجا إختارت بمحض إرادتها الحرة وحدة البلاد بدلا من محمية بريطانية ، تعلن دولة ذات سيادة في وقت لاحق ، وكفي البجا أن قدمت مئات الشهداء لحماية الدين والوطن والعرض وهزمت المستعمرين الغازاة وحدها في ساحات الشرف والكرامة علي إمتداد خارطة أراضي البجا من الشلاتين الي قرورة ومن البحر إلي النهر في تاماي الأولي والثانية والثالثة والتيب الأولي والثانية والثالثة وتوفرك وأبنت وسنكات وطوكر وكسلا ، بقوة العزيمة وعبقرية التخطيط وسيف الحق والرماح وعصا البلبل الخشبية وحفر الخنادق وما استولت عليه من عتاد العدو وعلي المستوي القومي كانت حاضرة حضورا مشهودا في كل المعارك تخطيطا وجهادا ، فكتبت علي صفحات التاريخ بأحرف من النور ، أنها اختارت الجهاد ، جهاد إحدي الحسنيين ، جهاد أفشل فعالية سلاح المربعات الإنكليزية الشهيرة بقوة العتاد الحربي والجيوش الجرارة المدربة علي أكمل وجه ، فكان المشهد العظيم مشهد التضحية والفداء وجثث الغزاة علي امتداد ساحات المعارك الشرسة الحربية ، كما قال كبلنج الشاعر الانجليزي ومؤرخ بطولات البجا (الفزي وذي ) ، كانوا ينقضوا علينا فهودا شرسة ليلا من حيث لانتوقع وفي وضح النهار أسودا قاتلة من فوق الأرض وتحتها يحددون ميدان المعركة وزمانها دون أن نتمكن من الإعداد لها والمواجهة ، حتي ألحقوا بنا الهزيمة النكراء فما بقي إلا الهروب ملجأ أخيرا لا مفر منه لإنقاذ أنفسنا من الهلاك المحقق ... إلي سواكن نحتمي بأسوارها وسفننا الحربية الراسية بالميناء ، فكانت الدروس العبرالكافية حتي نفكر بالعودة ومواجهة أشاوش البجا مرة أخري ... أقرؤا تاريخ هذه الأمة كإلتزام قومي وفي كتب الأعداء قبل غيرهم عن القيادة العبقرية وبطولات أشاوش البجا ... وكفي البجا أن حملت عبء إقتصاد السودان في صادره ووارده علي أكتافها وظهورها لأكثر من نصف قرن من الزمان رغم غياب حماية الصحة المهنية و الضمانات المهنية من تعويض مجز وعلاج كاف ، فدفعت الثمن غاليا من صحتها ، إصابات اثناء العمل من إعاقة وكسورعظمية وجروح لاتبرأ ووفيات في سن مبكرة بسبب المواد الضارة من كيماويات وغيرها ، تضحيات غالية لم تجد الإحترام والتقدير كما هو الحال في كثير من الدول التي كرمت عمال الشحن والتفريغ ووفرت لهم الضمانات الإجتماعية العادلة مع تطور وسائل الشحن والتفريغ وإحلال الآلة بديلا للعمل اليدوي ، كالهند وباكستان وجنوب إفريقيا وكينيا ، وإذا إستعرضنا موقع حقوق الإنسان ، فالخدمات الصحية حق إنساني أقرته المواثيق الدولية والتشريعات الدينية والإنسانية ، والمبادئ التي تنطلق منها الحق في الصحة بإختصار شديد هي الحق في الوقاية من المرض والحق في إكتشاف المرض وتشخيصه والحق في تأمين العلاج الازم ، لأن الصحة فوق الجميع أي فوق السياسة وعدالة سيدنا عمر بن الخطاب عند ما رأي يهوديا عجوزا يتوكع علي عصاه يطلب العون في سوق المدينة المنورة فأخذه بيده وقسم له من بيت المال وقيل له أيهودي يأخذ من مال المسلمين يا خليقة رسول الله ؟ فقال الخليفة العادل أخذنا منه الجزية وهو قوي ونتركه ووهو ضعيف وقد بلغ من العمر عتيا.
إن تضحيات أمتنا تبقي حية تذكرنا بخياراتنا نحو المستقبل ، ومن لايتعلم من التاريخ يكررون الأخطاء ، ونحن اليوم في معية الحاضر بكل مافيه من تحديات كبيرة مصيرية فرضتها ايديولوجيات لم تضف أي أفكار وأطروحات سياسية كالإهتمام بالأفكار والمذاهب والنظريات التي قدمتها الأيديولوجيات المختلفة حتي أهتزت قيم الأخلاق والمبادئ الإنسانية أمام أعيينا. إنهم يختصرون تاريخنا الحافل بالإنتصارات المدوية والبطولات الفذة والتضحيات الكبيرة في أسطر قليلة بينما يبحرون حتي المبالغة في إحياء ذكري هزائهم كأنها بطولات . فهل سمعتم يا أحفاد دقنا وصحبه الأفذاذ شهداء الدين والوطن أن أحيوا ذكري معركة واحدة من المعارك الشرسة التي دارت رحاحها في ساحات الشرف والكرامة بأرض البجا في شرق السودان الني انتصرت فيها البجا علي بريطانيا العظمي وطردتها من البلاد ؟
ويبدو لحياة طه بليه وجهين – وجه المفكر المنحاز لعصره بعقله الثاقب والآخر جرأته الفعلية التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء التي رسمتها سياسة النخب السودانية .... لأن حق الحرية ، أساسه حرية الفكر الإنساني وهو حق يهبه الله عز وجل للإنسان منذ ولادته ويشمل حق الحريه والحق في التعبير والتفكير ، وقول ما فكرت فيه ، وعمل ماتقوله مع عدم الإعتداء علي حرية الآخرين ، ويتفرع من حق الحرية حق الإختيار وحق المشاركة والتنظيم والعقيدة.
بعد عام الإستقلال والرحيل الطوعي للمستعمر – ما أسرع ماتغيرت الحياة في السودان بإنسداد الأفق السياسي .. فالديمقراطية لم تكن تربوية وفكرية وأخلاقية وما سمي بثورة العسكر لم تكن ثورة تغيير نحوإعمار وتنمية تحقق الحد الأدني من الأمن والإستقرار ، بقدر ما كانت الإلغاء الفوري للمجتمع المدني ، أنظمة تنافرت ألوانها من طائفية مقدسة إلي يسارية جفت جذورها وتساقطت أغصانها وتطايرت أوراقها وإلي يمنية إقصائية متطرفة بناء علي رفضهما التعددية والمجتمع المفتوح وإستخدام الترويع لتحقيق الغايات السياسية وخلق مناخ من الذعر والفزع ، حتي أذاقوا معظعم أهل البلاد حنظل الحياة وسقوها علقم الفقر ، وشظف العيش ، والآم المرض... سلطة أبوية قسرية تقيد الحرية وتساهم في إضفاء الطابع الطفولي علي المجتمع ، والطامة الكبري عاطفة الأقصاء والإعتقال والإغتيال والتصفية الجسديه والمعنوية بكل صنوفها ، في دائرة حكم محكمة تتناوبها ماسمي ، تربية الإشارة وبطش العسكر والشمولية الطامسة للهوية التي طالما شرعت فقه ... ومن لايتعبد في محراب طاعتهم وإبداء شعور الحماسة والولاء ليسوا علي ملتهم .
الطبيب إخصائي الجراحة / طه عثمان محمه بليه ، كان من القيادات السياسية والفكريه التي وقع علي عاتقها حتمية الإستمرار في مشروع الدولة السودانية اللامركزية التي تحقق مرتكزات الاستقرار السياسي والإجتماعي والإقتصادي ... بدأ ورفقاء دربه ( القيادة التاريخية لمؤتمر البجا ) المؤمنة بقضينها ووطنها الكبير ... بناء تنظيما سياسيا قويا ، إختلف مع الأحزاب السياسية والنخب الحاكمة اختلافا كبيرا في رسم خارطة السياسة السودانية ، لأن له فلسفة في نظام الحكم لاتتفق تماما مع المسيرة العامة للنخب القابضة والمتحكمة في مصيرالبلاد والعباد بكل ما أوتيت من قوة تكتل عنصري لذلك اتخذ خطوات أو قرارات لا توافق طموحاتهم الأنانية علي إقرارها أو تلبيتها ، أو الموافقة عليها لأنها تفشل مخططاتهم الواضحة للإامساك بزمام السلطة بأيد الحديد والنار ورفض الإعتراف بمكون الأمة السودانية الآخر المتعدد الأعراق والثقافات ووتجاهل وسائل النهوض بها وضرب أي بادرة طموح تتطلع للحقوق المشروعة في السلطة والثروة و كانت بداية العد التناذلي للتدهور في البلاد علي كافة الأوجه التي تحقق الأمن وإلاستقرار.
أو لم يروا أن البجا التي انجبت القائد العبقري عثملن أبوبكر دقنه وانجبت طه بليه ومحمد عثمان الجرتلي ومحمد كرار كجروضرار وعلي محمد نور إدريس والناظر محمدطاهر ( أليفاي ) وأبوموسي علي ومحمد مختار ومصطفي مختار ومحمد بدري أبوهدية وبشير سمبابه وحمد عادلي ومحمد آدم موسي ودكتور أبومحمد آبوآمنه هنيس والباشمهندس هدلول وسيد نبي وإدريس عبدالله ومحمد طاهر أبوبكر وموسي دس ون وعمر درير وعمر محمد عيسي وأحمد مختار وأبوحمد أيوعلي ولبسوي وابراهيم ابوفاطنه وطاهر حسين حسان... قائمة الأفذاذ التي لا تنتهي ولن تنتهي فحواء البجا خصبة الرحم ومنجبة للأبطال مهما كانت نوايا الإستهداف لن تعقرأبدا وتلك مشيئة الله الماضية في خلقه دون إستثناء وإلي يوم يبعثون فلا يّحزنا قولهم وفعلهم إنا نعلم مايسرون . أو ليس الذي قدم كل هذه التضحيات الغالية بقادر علي أن ينتزع حقوقه المشروعة التي كفلتها شريعة السماء وقوانين حماية حقوق الإنسان وفي دساتيرهم التي سرعان ما تتبدل ، تزيد وتنقص كأصنام قريش يأكلون من كل ما جاعوا ؟ بلي مهما شرع فقه الضرورة من جرائم حرب وإبادة جماعية وتطهير عرقي .
ختامه حكمة صدق عند تاريخ لا‘يضل ولا ّيضل ... عندما يحمل الإنسان رسالة ما وهدفا في الحياة لايهم كم عاش ، بل كيف عاش وماذا قدم ، لأن ماعاش من أجله وناضل من أجله سيتواصل حتما بما بذره في الآخرين من أثر وعطاء.

عاش كفاح مؤتمر البجا

إبراهيم طه بليه
21 / أغسطس / 2016 م



أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 08 أغسطس 2016


اخبار و بيانات

  • مبارك الفاضل يدعو لبرنامج إطاري يؤسس للتوافق السياسي البشير يرحب بتوقيع المعارضة على (خارطة الطريق)
  • رابطة ابناء الفور في المملكة المتحدة وايرلندا تدين تصريحات التجاني سيسي حول المحكمة الجنائية الدولي
  • المهدي : التوقيع على خارطة الطريق شبيه بـ العرس الوطني
  • بيان عاجل من التحالف العربي يدين أعتقال 11 شخص من نشطاء المجتمع المدني بولاية وسط دارفور
  • كاركاتير اليوم الموافق 08 أغسطس 2016 للفنان عمر دفع الله
  • انطلاق فعاليات الملتقى الرابع عشر للمرأة السودانية المهاجرة بالقراند هوليداي فيل

    اراء و مقالات

  • عقوبة الإعدام وأخطاء العدالة بقلم نبيل أديب عبدالله
  • الحركة الشعبية لمصلحة من يتأمر الأضداد؟ بقلم فيصل سعد
  • حروب الترابي للكاتب صديق محيسي تقديم الدكتور الوليد ادم مادبو
  • نماذج من العنف والبلطجة السياسية وتزوير الانتخابات فى شرق السودان بقلم ادروب سيدنا اونور
  • ( إفتح الخور ) بقلم الطاهر ساتي
  • الانتخابات تفضح نهج عباس بقلم سميح خلف
  • تأميم حزبي..! بقلم فيصل محمد صالح
  • (وردوه بالشوق.. وعادوا بالغبار)..!! بقلم عثمان ميرغني
  • تجميد الحوار الوطني ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • (ميس) الحمار !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • قيمة العفو بين الدقير وإشراقة بقلم الطيب مصطفى
  • الشيوعي في مؤتمره: لفتح دفتر الأحزان أم إمعاناً في إغاظة الكارهين..؟ بقلم البراق النذير الوراق
  • التوقيع علي خريطة الطريق لا طائل تحته ولا نائل بقلم صلاح شعيب
  • رحلة الخزي الى أديس!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • حيره السودان بين العيب والحرام بقلم عبير سويكت
  • ليلة عراقية ثقافية مميزة في سدني بقلم نورالدين مدني

    المنبر العام
  • وطن واطي
  • 2020 لاتوجد مدينة اسمهاالخرطوم
  • السودان منذ حكمه قوم لوط من 30 يونيو 1989 لم يكسب عافية
  • بالصورة ... الخيار والفقاقيس في حزب المطاميس ..
  • التغيير الأسرع والفاعل والكامل من هنا
  • يا بكري تأذينا من نافذة الفيس رحمك الله
  • نجح الاستاذ محمود بلا سلطة و فشل الترابي رغم السلطة و المال!
  • *** صور ليونيل ميسي يقضي أجازته على يخته الفاخر الخاص ***
  • و الشارع ينتظر تعريف ((خارطة الطريق )) .بقلم مني اركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان.
  • السيل أمامكم والسيل وراءكم ... أين المفر ؟؟ كراكاتير
  • غايتو البِقت في المغتربين تبقى في حشى الكلبة . والله صحي ...
  • للفائدة : مجلات الاحكام والسوابق القضائية
  • عماد الدين حسين: عقول ملغمة بالمتفجرات..
  • بيان حول سرقة عنوان بوست من قبل اذناب النظام
  • اوردغان سوف يترك السلطة ويقدم استقالته ويدعوا للانتخابات مبكرة
  • هل قام الحزب الشيوعي بتأجر قاعة الصداقة لعقد مؤتمره السادس ام منحت له مجاناً؟
  • أين "صدّيق الموج"؟
  • ***** البيان الجماهيري الأول كان صادما للسلطة والأجهزة الأمنية و المؤتمر في قاعة الصداقة !!! *****
  • هديه الي ابن الباوقه الاصيل ( ومنه الي .... ) فيديو
  • المؤتمر الشيوعي السوداني السادس بثياب الإنقاذ ،، قراءة عامل ميكانيكي باااااارز ،،،
  • الاسئلة الحرام فى مسيرة الحزب الشيوعى السودانى
  • احترامي للجميع و لكن...الموضوع وااضح ما بيحتاج لهاذ التطويل؟
  • البيان الجماهيري الأول كان صادما للسلطة والأجهزة الأمنية وأحزاب المحاصصة
  • محاولات العوده دوما صعبه
  • ملاحظة بخصوص رسالة د.عبد الله علي ابراهيم لمؤتمر الحزب الشيوعي السوداني السادس
  • جنوب السودان يرضخ للضغوط ويوافق على إرسال قوات إقليمية لحماية العاصمة جوبا
  • الطورابورا والجنجويد هي اسماء الرعب في منطقتنا فكلاهما يحمل لنا الموت
  • باقان أموم يطالب بفرض وصاية على دولة "جنوب السودان"
  • بعد تدخله للافراج عن قيادي بحزب البشير.. وزير العدل يكتب : حتى أنتم يا مولانا سيف، الظافر، شبونة
  • مشاهد سالبة - الجريمة أثناء دورة ألعاب ريو (فيديو)
  • السودان على بُعد { بوصة } من السلام ... فلنصلى من أجل الوطن
  • يا جماعة لا إله إلآ الله، عليكم الله بس أمُرقوا مِنها ...
  • مقترحات أماكن في السودان للزيارة...
  • إلحاد المستنير المدغمس
  • الى الرفيق الاعلى والد الارو محمدعبداللطيف محمود بجزيرة بنا دنقلا يتلقى العزاء الان بجامع النور
  • الحوار.... المحطة قبل الأخيرة لتقسيم السودان
  • وفاة والد زميل المنبر عاصم محمد شريف
  • رئيس غامبيا: حذر الذين يطلبون اللجؤ بدول الغرب بفرية انهم مثليين مضطهدون ...؟!
  • الحزب الشيوعي السوداني: 1946/8/16 ـ 2016/8/16، سبعون عاماً من النضال من أجل الشعب والوطن
  • مبروووك عقد قران زميلة المنبر مها سليمان.بيت مال ونضال(صور)
  • الشرطة السودانية تنفذ (رقصة) العزة والكرامة .. فيديو مثير حت تقيل لا يفوتكم