*هل تذكرون طقس مساء الأربعاء بالعاصمة؟.. *حسنٌ ، هو كان مترباً ولكن ليس إلى الحد المخيف.. *بمعنى أنه ليس بالطقس الذي يمكن أن يؤدي إلى سقوط طائرات.. *أو على الأقل (توهانها) عن المطار.. *أو على أسوأ الفروض تغيير مسارها نحو مطار آخر.. *وأعود بكم الآن سنوات عدة إلى الوراء.. *إلى أيام الطفولة بحلفا قبل أن نكمل (مسار) كلمتنا هذه.. *أو نحوله إلى وجهة أخرى بحسب الطقس (السياسي).. *أو نهبط اضطرارياً إذا شعرنا بخطورة (الزوابع الرعدية).. *فقد كنا في طريق العودة إلى حلفا من كسلا.. *كنا هناك لقضاء يوم من أيام العيد بين يدي توتيل.. *أو بين يدي القاش، وفراشه ، وغربه ، و(منقته).. *أو بمعنى أوضح بين يدي (فراش القاش) و(المنقة التي غرب القاش سكونها).. *وضل سائقنا الطريق رغم تنبيهنا المستمر له.. *وبعد مضي ضعف الزمن الذي تستغرقه الرحلة أدرك أننا كنا على حق.. *وتوقف عن الترنم بأغنية (ليك يا القائد الملهم).. *ووثقت لحكاية (نشاف الرأس) هذه بكلمة تحت عنوان ( وقائدنا يغني للقائد).. *ومغزاها أن (القائد) عليه التحلي بفضيلة سماع النصح.. *وحين قصصنا لأهلنا معجزة نجاتنا من هلاك محقق ضحكوا بشدة.. *وسبب ضحكهم أن المسافة بين المدينتين ليست مخيفة.. *فلا صحراء بيوضة تفصل بينهما ، ولا النوبة ، ولا الكبرى.. *وقبل يومين قال الكجم شيئاً يستدعي ضحكاً مماثلاً.. *ومعذور منكم من لم يعرف الكجم هذا لأنني نفسي لم أسمع به إلا البارحة.. *فهو رئيس اللجنة الفرعية للبيئة بالبرلمان.. *قال التجاني الكجم أن الطائرة (نجت من سقوط محقق نحو السادسة مساء).. *نجت من الكارثة عند وصولها مطار الخرطوم.. *أي في الوقت الذي وصفنا أجواءه بأنها لم تكن تشكل خطراً على الطائرات.. *وذلك قياساً إلى أجواء أخطر تهبط خلالها الطائرات بسلام.. *سواء في بلادنا أو بلدان أخرى من حولنا.. *أما في البلدان المتحضرة فيعد تغيير مسار طائرة لهذا السبب عيباً كبيراً.. *وربما أدى إلى معاقبة الطيار ومساعديه.. *ورغم هذا (يظهر) لنا الكجم ليقول إنه- ومن معه- نجوا من كارثة محققة.. *وذلك بدلاً من أن (يظهر) في مجال تخصصه.. *فالبيئة الآن هي التي تشكل (كارثة محققة) للمواطنين .. *وازدادت سوءاً هذه الأيام مع حلول الخريف.. *ولولا قصة الطائرة هذه لما عرفنا أن لدينا (لجنة بيئة برلمانية).. *وأن رئيسها يفعل مثل (فعائلنا) حين كنا صغاراً.. *ويا الكجم (بالغت والله !!!).