وفي السودان التاريخ يصنع ابطالاً من الورق.. ونسأل من الذي كتب هذا التاريخ ؟ يصمتوا صمت القبور!!! ونحن نكتب و نكتب... واحدهم يقراء ما نكتب... فيغضب!!فينفخ جدومه مثل حسين خوجلى .. فيحمل قلمه ويكتب إلينا يتسأل؟ كيف لك ان تكتب؟! ولماذا تكتب؟! ولما تكتب؟! ونحن نقول له اسأل مارك زوكربرك لماذا اخترع الفيسبوك ؟!!
وكوكو يدخل المدرسة... ويدرس بدر و أمل و سهام و الهام ويقلب الصفحات صباح و مساء ولا يجد ... تية و سونجا ... ولا كاكا و خميسة!!! وينتقل الي الفصل التالي في العام التالي.. ويقراءة.. سبل كسب العيش في السودان... ويجد منقو الذمبيزي و يجد ريرا و محمد قول و القولد وكوكو يزور كل تلك المناطق الجميلة و ... ولكنه يود لو ان يزور الدلنج او ابوجبيهه او تلودي و يقلب الصحفات ويبحث و يبحث ... و لا يجد!!!! نحن نسأل من كتب تلك الكتب ؟ ولا نجد اجابة!! عله ابليس... وكوكو يدرس و يدرس ... و كوكو يطالع التلفاز.. ولا يجد إلا السر قدور و أغاني الحقيبة ويبحث في المذياع .... عن الفنان قصاص او عن الكرنك....و.. ولا يجد وكوكو يمشي الاستاد.... و يشاهد كرنقو يحرزالأهداف المستحيلة ... والعجب ليس كمثله عجب...يفعل بالكرة الافاعيل العجيبة!! وفي الجرائد لا يكتبون إلا عن هيثم مصطفي!!!! و بنات عّم كوكو يتخرجن من كلية الاعلام جامعة الدلنج بتقدير امتياز وبنات خالاته يتخرجن من جامعة الخرطوم نفس الكليه..وبنفس التفوق.. ولا يتم تعين احدهن هنا او هناك ...!!! لا في التلفزيون و لا في الصحف و لا الإذاعة !!! وكوكو يسأل عن السبب؟ ونحن أيضاً؟ وكوكو جده كوركوجان يمشي الجبهات يقاتل من اجل السودان في الامس البعيد.. و وكوكو يبحث عنه في الصفحات ...!!! ولا يجد!!!! وفي العام ١٩٩٥ هاجم اولاد المصارين البيوض بلادنا في ناحية حلايب غدراً و دافع عّم كوكو ملازم اول محمود سكرتير مالية مكتب قائد فصيلة من احد عشر رجلاً .. دافع عن البلد عن الوطن.... قاتلوا العدو حتي استشهدوا جميعاً... دفاعاً عن العرِض و صوناً للوطن... و كوكو يبحث عنهم في الصفحات !!!! ولا يجد!!! وفي المكان نفسه ... حلايب بعيد عنه قليلاً نحو الشمال .... في شلاتين ... ١٩٨٣ في عهد الرئيس الرئيس النميري.. الحكاية! كتيبة من اولاد المصارين البيوض بقيادة عقيد و مقدم تتخطي الحدود و تدخل شلاتين .. وتصل إشارة الي حلايب الي خال كوكو رقيب اول تمسة دليل بتسلل قوات اجنبية الي شلاتين..!! ورقيب اول تمسة دليل يبعث برقية عاجلة الي بورتسودان بالحادث وبورتسودان تتصل بالقيادة في وادي سيدنا بامدرمان و داي سيدنا تصدر التعليمات و الرقيب اول تمسة دليل يقود سريته و ينفذ التعليمات! و عندما اصبح الصبح كان ضباط اولاد المصارين البيوض مقيدين بالحبس في احد فصول مدرسة حلايب الابتدائية و و العساكر مقيدين بالحبال في الفصول الآخري و عرباتهم و دباباتهم مركونة في حوش المدرسة وجاء أهل المدينة يطفون علي المتسللين !! و استقل حسني مبارك طائرته الي الخرطوم و اعتذر لنميري و اطلق سراح المتسللين . وكوكو يبحث عن امجاد خاله في الصفحات ..!! ولا يجد !!!! و نحن نبحث معه و لا نجد أيضاً و كوكو يقرر!! .