لا حارِسنا، ولا فارِسنا ..! بقلم عبد الله الشيخ

لا حارِسنا، ولا فارِسنا ..! بقلم عبد الله الشيخ


07-18-2016, 08:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1468871579&rn=0


Post: #1
Title: لا حارِسنا، ولا فارِسنا ..! بقلم عبد الله الشيخ
Author: عبد الله الشيخ
Date: 07-18-2016, 08:52 PM

08:52 PM July, 18 2016

سودانيز اون لاين
عبد الله الشيخ -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خط الإستواء



كان يوم 19 يوليو 1971 يوم عيد في حلة حمور.. تلك القرية الصغيرة التي تزحف على بيوتها الرمال، كانت مُعباة تماماً ضد مايو وضد النميري.. في يوم انقلاب هاشم العطا كان أهلي يتحلقون حول الراديوهات، وبعضهم ينزع من رأسه العمامة ويؤشر بها، يلولح بها ، ويقول: "عَفيت منو، هاشم العطا.. قَلَبا ضُحى ونُصَتْ نَهار"..!

ما زالت ذاكرة الصبا تحفظ أسماء أولئك المناضلين، ولربما لا يرغبون في إيراد أسماءهم هنا..إذ لا فرق بين مايو الأولي ، و مايو الثانية، إن لم تكن مايو الاولي "مبلوعة" نوعاً ما..! كنا درافين صغار، نضحك ونحن نسمع تعليقات ساخرة ضد الحكومة، وضد النميري..وصلتنا حكايات، عن أنه كان طيش المدرسة فى حنتوب.. وحدث أن جاءنا "طيش حنتوب" مرةً على الباخرة كربكان، ورسِىّ علي محطة الغابة.

كنا نسمع أزيز مايكرفوناته فى الضفة الغربية ، حتى وقفت الباخرة قُبالتنا.. فقد أراد النميري أن يزف التحية لأهالي حمور، الذين تراصوا فوق ضفة النيل الشرقية.. واقفين "دَلَمْ".. لا هتافات ولا لافِتات.. إلا أن هناك إمراة "داقسة" كانت تزغرد بين الفينة والأخرى .. ما زالت زغرودتها الشاذة ترن في أذني رغم طول السنين،، ويمكن أن أحددها بالإِسم..!

هدأت محركات الباخرة كربكان عند مُشرع حلة حمور ولم ترسو.. وبرز النميري ملوحاً بكِلتا يديه ، بينما الغالبية من أهالي حمور فوق الحمير،، خالفين رجل على رجل..!

تلك اللحظة اذكرها جيداً.. كان مايكرفون كربكان يبث أغانٍ في تمجيد النميري.."جِبت الموية للعطشان ، جِبت اللُّقمة للجعان".. وكنت أنا أسمع تعليقات من خلفي تقول: "حِكمتو بالغة..الزول ده وارِمْ كدِي مالو..؟ التّقول قاعد يأكل مع العَمايا"..!؟

ويقول آخر معلقاً على غناء سيد خليفة، أو أبو داؤود لمايو: " الله خلقني ،ما شُفْتَ لي راجل، يغني لي راجل"..!

ولكن التعليق الساخر الذي أحفظه من تلك الأيام ، فقد جاء على لسان أستاذي- أنصاري التوجه ــ الذي قال للناس ، والنميري ما زال يلوح بيديه: "يا ناس، أكان عِندكم شَغلة أمشوا أقضوها.. أكان عندكم بهايم أمشو أرعوها..الراجِل ممّا يكون عَدْروج، ودقنوسو زي الطاسة، ومُدغلْبْ من نُصو.. أقنعوا من خيراً فيهو"..!

بهذا المزاج المُعارض استقبلت قريتي- حمور- نبأ إنقلاب هاشم العطا.

كانت الأيام الثلاثة أيام عيد و فرح.. إحتفينا ونحن أطفال، بإشتراكية لا نعرف عنها شيئاً، وبإنقلاب لا نعرف مكانه، فنحن لم نكن نعرف الخرطوم، ولا نفهم ماهي الحكومة، ولا نعرف هاشم العطا ولا فاروق حمدا الله ولا بابكر النور ، لكن سمعنا من مجالس الكبار أن عدداً لا بأس به من أولاد حلتنا، قد حُظى بشرف المشاركة في الإنقلاب ضد النميري ، منهم دكتور محمد حمور الذي نجا من الإعدام ولجأ إلى لندن.. ومنهم خالي يوسف محمد سيد أحمد الذي ساح في السجون ما بين كوبر وشالا.

حفِظنا عن ظهر قلب، نشيد وردي :"لا حارسنا ، ولا فارسنا.. إنت كديسةً تخربشنا"..!

بعد اليوم الثالث تحولت تجمعات الحِلة البهيجة إلى بِكيات..جاءت بعض النسوة ببكاء مُر مع أمي وقلن لها أن النميري أعدم الشفيع.. كن يعتقدن أن النميري أعدم أخي مباشرة، وضللهن تشابه الأسماء.. وبعد قليل إنكسرت علينا الوفود باكية ومتسائلة عن أخبار يوسف.. وبدأت الدعاية المضادة ، وكانت اذاعة أم درمان تتوعد كل من يأوي الشيوعيين ولا يبلغ عنهم.. وكنا نسمع أهلنا يلوون ألسنتهم و يحاكون النميري..."أضربوهم"..!

يقولونها باستهزاء مُبالغٌ فيه، مع سيل من الشتائم المُبتكرة..!

و بدأت دعاية مايو المضادة ..رغم التخويف ونحن درافين صغار،، كنا نعرف أن "فطور البوغة، المربوط بالفوطة" ما كان يذهب للترابلة في التحتانية ، بل كان يذهب لمناضلين قضوا أياماً "جُوَّه المريق"،، داخل حقول الذُرة في الساب.

كنا نعلم ان البيوت تستقبل ضيوفاً ومَخالي.

تكهرب الجو أكثر، لكن تجمعات أهل الحِلة كانت على حالها.. كانوا يثرثرون بأحاديث لا نفهمها، ويتناقلون روايات عن طائرة وقعت، وأخرى تم اختطافها، وعن رجال قالدوا الموت بثبات..!

أذكر جيداً ، فى تلك الايام المتجاسرة ، رُزِق ود أحمد رابه ، صاحب الشجرة الظليلة فوق المُشرع بطفل، وحلف بالطلاق في السماية أن يسميه على "عبد الخالق".. وما زال ود أحمد رابه يقول: "أنا سميتو على راجل ضكر..راجل ما بيخاف الموت"..!

لا أعرف..متى ، وكيف، نَبَتَ الوعي في حِلة حمور، تلك القرية الصغيرة، التي تزحف على بيوتها الرمال..!


أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 18 يوليو 2016

اخبار و بيانات

  • الحزب الشيوعي السوداني يعلن عدم مشاركته في اجتماع نداء السودان
  • تعميم صحفي بخصوص إجتماعات نداء السودان المنعقدة في باريس في الفترة من ١٨ الي ٢١ يوليو٢٠١٦
  • الحزب الوطني الإتحادي الموحد حزبنا لن يشارك في إجتماع نداء السودان بباريس
  • في اليوم العالمي لماديبا كي مون:مانديلا انار الطريق يجب ان نتحرك ونجسد روحه في التغيير
  • من الإمام الصادق المهدي إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند
  • حركة العدل والمساواة السودانية أمانة الشئون السياسية تعميم صحفي
  • القمة الافريقية..النساء بالقارة السمراء يتعرضن لمخاطر كبيرة
  • اعلان سياسي هام من حشد الوحدوي
  • تركيا تسعى لزيادة استثماراتها فى السودان بما يفوق ال 6مليارات دولار
  • مقتل سودانيين في جوبا
  • الفاو تتجه نحو السودان والتركيز على ثرواته السمكية
  • منظمة فاو : المجاعة تُهدِّد جنوب السودان
  • أزمة داخل وزارة بالخرطوم بسبب نفقات«شهر عسل» الوزير
  • جامعة السودان تحتفل ببرنامج الدكتوراه في علوم الحاسوب للدفعة السادسة بالمقررات والبحث
  • سفير جنوب السودان في القاهرة يلتقي الأمين العام لجامعة الدول العربية
  • أمريكا تسعى لتطمين جنوب السودان بشأن القوات المرسلة إلى جوبا
  • سفير جنوب السودان في القاهرة يلتقي مساعد وزير الخارجية المصري
  • في حوار مع التلفزيون الرواندي البشير:ضحينا بوحدة السودان من أجل تحقيق السلام والاستقرار في جنوب ال
  • سفير جنوب السودان في القاهرة ينتقد التدخل الدولي في شؤون البلاد


    اراء و مقالات

  • دعوة للعلم بالتواضع ومعرفته بقلم الريح عبد القادر محمد عثمان
  • الرد علي أعمال تزوير تاريخ النوبيين بقلم طارق عنتر
  • هل ترامب صنف جديد من الفاشيين؟ بقلم: الدكتور سام بن مئير أستاذ الفلسفة في الكلية الشرقية العالميّة
  • الانتخابات المحلية فرصة مصالحة تاريخية بقلم د. فايز أبو شمالة
  • دول مجلس التعاون الخليجي في عيون الرئيس الامريكي القادم بقلم د. حسين احمد السرحان
  • شفيع الإنقلاب و شفيع الديمقراطية..! بقلم عبد الله الشيخ
  • التيار الديموقراطي لفتح والتحالفات الممكنة بقلم سميح خلف
  • الاقتصاد العراقي يُعاني من سرطان النفط بقلم حامد عبد الحسين الجبوري
  • طي ملف حقوق الإنسان (1-2) بقلم فيصل محمد صالح
  • اعتقال الفريد تعبان..!! بقلم عثمان ميرغني
  • الشفيع و الاستالينيون و معركة الديمقراطية بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • عبد الله علي إبراهيم ورد الإعتبار للأستاذ عوض عبد الرازق ( 1 من 3) بقلم عادل عبد العاطي
  • مواسير أخرى ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • أخوان تركيا والسودان..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • معتمد لا نعرف اسمه بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • لنرد الاعتبار لميادة سوار الدهب من تبشيع عادل عبد العاطي بقلم عبد لله علي إبراهيم
  • كامل التضامن معه لحماية شرف الكلمة بقلم نورالدين مدني
  • الإرهاب...خيبة الإسلاميين!! بقلم بثينة تروس
  • هل تخرجون إلى الشارع إذا أطاح الجيش بالبشير؟ بقلم عثمان محمد حسن
  • اعتذار, ضد ألاردغانية و التحويط شعر نعيم حافظ

    المنبر العام

  • المنصب حرمه 300 ألف يوريو سنوياً.. وزير خارجية بريطانيا يتوقف عن كتابة مقاله الأسبوعي
  • التحرش بالصحفيات .. كشف المستور 1 تحقيق للزميلة فاطمة الغزالي
  • هل يحاكم القانون الأسترالي هؤلاء؟ (فديو)
  • هل دينق شخصية اسفيريه حقيقية ؟؟؟!!!
  • راوندا تقول انها ملتزمة بالموقف الإفريقي الرافض للمحكمة الجنائية
  • تاتنيك التركية
  • الحزب الشيوعي خطوه أخري نحو الإنتحار
  • امريكا تنذر تركيا بطردها من الناتو بعد اعتقالها اكثر من 8000 معارض
  • أزمة وزاريـــــــــــــــــة بالخرطوم بسبب نفقات«شهر عسل» الوزير(صور)
  • أردوغان بعد فشل الانقلاب العسكري
  • أنا مع تقنين وتنظيم عمل ستات الشاي
  • اصهار الله
  • الإسلام والرق " رمتني بدائها وانسلت "
  • يعني الإسلاميين دراويش يا اسحق؟؟
  • هل يجوّز وضع حجر للمرأة في البوست ؟...
  • الجنائية الدولية.. وانقلب السحر على الساحر
  • بلا تركيّة بلا ديمقراطية بلا بتاع .. الإنحياز ليس للديمقراطية .. بل للآيدلوجية !!! ..
  • القناة السودانية الجديدة - Sudania24
  • الحلقة "14" كبير الدجالين يدق المسمار الأخير في نعش الكيزان (فيديو)
  • البشير زاغ في روندا !!!!
  • حمد عبد الغفار....
  • ما يحدث لتركيا في عهد الكوز اوردغان
  • نعم لتفكيك المنظومة العسكرية والأمنية والاقتصادية السودانية كما تفعل تركيا
  • ياهؤلاءلا تغرنكم حروبات الجنوبيين.فسينهض الجنوب من كبوته ويزحف شمالاً!
  • هل يصبح الكيانُ الصهيوني إفريقياً؟ مقال لكاتب جزائرى جدير بالقراءة
  • أدراج موقع جزيره سنجنيب وخليج دونقناب في البحر الأحمر على لائحة التراث العالمي
  • المرأة أسيرة نظام ولاية الرجل في السعودية نظام يُقيّد حرية التنقل والعمل والصحة والسلامة
  • الاتحاد الافريقي ينفذ استخراج الجواز الموحد شوفو الرؤساء فرحانين كيف(صور)
  • الترابي: شاهد على العصر الحلقة الرابعة عشرة
  • حميدتي يبسط هيبة الدولة في الصحراء : هل ستتم تصفيته في الصحراء(صور + فيديو)
  • قصة الفتاة التي قتلناها..

    Latest News

  • Sudan Passes Law for Saudi Arabia to Cultivate 100 Million Feddans
  • IGAD Demands Rival Military Forces Leave South Sudan’s Capital
  • Sudan Appeal forces discuss way-forward in Paris
  • President Al-Bashir Meets Deputy Chairman of Libyan Presidential Council
  • Torrential rains, floods kill 12 in Sudan
  • In interview with Rwandan TV- President Al-Bashir: We sacrificed Sudan's unity for sake of peace an