*تعرفت عليه في بلاط صاحبة الجلالة - الصحافة المغلوبة على أمرها - في الخرطوم وكان كثير التعرض للإعتقال والإستدعاء والملاحقة الأمنية. *لذلك كلما كنت ألتقيه أبادره بالسؤال الموحي : إنت لسه تعبان ؟!! فجيبني بابتسامة تخبرني بأنه فهم السؤال وأكون قد عرفت إجابته دون أن ينطق بها. *تكررت لقاءاتي به في الخرطوم وفي جوبا وفي نيروبي‘ في جوبا قبل قيام دولة جنوب السودان وفي نيروبي في ذات الفترة‘ في لقاءات منظمة ضمن مبادرة الحوار السوداني - السوداني التي تبنتها جمعية الأخوة السودانية الجنوبية الشمالية التي قادها أستاذنا الكبير محجوب محمد صالح متعه الله بالصحة والعافية. * رحل مثل غيره من أهل السودان الكبير إلى جوبا عقب قيام دولة جنوب السودان وهو يحلم ب"سودان جديد" حر ديمقراطي يستمتع فيه بحياة حرة كريمة مثله مثل غيره من الذين حملوا أحلامهم الكبيرة معهم . *لكن للأسف لاحقتهم ذات الأمراض السياسية والأمنية التي إكتسبها أهل الحكم هناك منذ أن كانوا شركاء ألداء مع حزب المؤتمر الوطني في حكم السودان الكبير‘ فأصابهم منه ما أصابهم .. إضافة لمصائبهم الخاصة القديمة المتجددة. * عجزت "الحركة الشعبية" التي كانت تسعى لإقامة السودان الجديد في السودان الكبير في تحقيق مشروعها حتى داخل دولة جنوب السودان وعادت "ريمة" النزاعات القبلية المغذية هذه المرة من الخارج تتفاقم وسطهم أنفسهم. *قاد نائب رئيس حكومة دولة جنوب السودان الدكتور رياك مشار تمرداً مسلحاً .. وتأججت نيران الفتنة بين أبناء السودان في جنوبه‘ ولم تفلح محاولات دول الإيقاد في محاصرتها‘ حتى بعد الإتفاقات التي توقع بين قادة طرفي النزاع بالخارج سرعان ما تندلع النيران في الداخل. *لن أشغلكم بهذا المسلسل المحزن الذي تضرر منه أهل السودان في دولتيه وما زال يهدد الإستقرار والسلام في جنوب السودان وفي السودان وفي كل المنطقة المحيطة‘ وأعود بكم إلى صديقي الصحفي الذي تم إعتقاله السبت الماضي بواسة جهاز الأمن في جوبا بسبب مقال نشر في صحيفة "جوبا مونتر". * إنه صديقي الصحفي الكبير الفريد تعبان رئيس تحرير صحيفة "جوبا مونتر" الذي اكن له كل الإحترام والتقدير لانه ظل حاملاً شرف الكلمة منذ أن كان في السودان الكبير ومازال. * ليس لدي سوى إعلان تضامني التام مع الصحفي السوداني الكبير ألفريد تعبان الذي مازال يدفع ثمن أمانته المهنية وهو يسعى لتحقيق حلمه المشروع في قيام نظام حكم ديمقراطي في دولة تسع الجميع . * ويمتد تضامني المهني مع كل الصحفيين والصحفيات من أجل كفالة حرية الصحافة وتأمينها كل كل صنوف التعدي و القهر والضغوط والملاحقات الامنية.