الكتابة إلي المستقبل .. بقلم د. أحمد الخميسي

الكتابة إلي المستقبل .. بقلم د. أحمد الخميسي


07-17-2016, 04:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1468769297&rn=0


Post: #1
Title: الكتابة إلي المستقبل .. بقلم د. أحمد الخميسي
Author: أحمد الخميسي
Date: 07-17-2016, 04:28 PM

04:28 PM July, 17 2016

سودانيز اون لاين
أحمد الخميسي-مصر
مكتبتى
رابط مختصر






مشكورا كتب اللواء أحمد عبد الفتاح تحت عنوان" الكاتب المخلص الكتابة قدره" مقالا جميلا مشبعا بهموم الأدباء والكتابة وذلك ردا على مقال سابق لي بعنوان" لن أكتب هذا المقال". وقد أعادني ماكتبه إلي أسماء أرباب السيف والقلم الوضيئة، ودفعني لمواصلة الحديث في الموضوع ذاته. نعم الكتابة كما يقول اللواء أحمد عبد الفتاح هي قدر الكاتب، حتى لو كان مردودها ضعيفا، لأنها وثيقة الصلة بالرغبة في إعلان الحقيقة. وتحضرني بهذا الصدد قصة قصيرة للكاتب الإيطالي العظيم دينو بوتزاتي (1906-1972) اسمها" الخبر"، يتحدث فيها عن مايسترو شهير يقود بحرارة وإلهام السيمفونية الثامنة لبرامز في دار الأوبرا. المايسترو وعازفو الأوركسترا والنغم والجمهور والضوء والمقاعد والأنفاس كل ذلك ينبض في قلب واحد . الاتصال الخفي السحري بشفرته غير المعروفة يسري في الجو بين المايسترو والجمهور . لكن فجأة ، ينقل أحدهم إلي الصالة خبرا أن المعتدين يهاجمون روما . أي معتدين ؟ لا ندري . ويبدأ الجمهور بهدوء واحدا بعد الآخر في مغادرة القاعة . وحين يرهف المايسترو السمع يتناهى إليه من وراء كتفيه ومن حوله ومن أعلى صرير ضعيف ، وهمهمات ، وخطوات متلصصة ، وتنقلات لمقاعد ، وأبواب تفتح وتغلق . وينظر المايسترو بجانب عينه فيلاحظ ازدياد الأماكن الخالية . كان المايسترو مقبلا في تلك اللحظات على الحركة الأخيرة من السيمفونية ، الحركة التي تعزف بحماس وفرح ، وينبغي أن يصل بعد قليل إلي النقطة الحاسمة : إلي طرقة النجاح السعيد . لكن خيط الإلهام السحري ينقطع فجأة ويأخذ كل شيء في الانهيار داخل المايسترو وحوله . وأصبحت إشارات عصا القيادة الصغيرة ميكانيكية تماما. خيانة الجمهور كانت مفاجئة وصادمة وتركت المايسترو هامدا. قال المايسترو لنفسه : "هذا الجمهور جبان " . قالها وهو يزن حجم الهلع الذي استولى عليه هو شخصيا وجعله يفكر : " إلي أين يذهب لو أن الحرب اندلعت فعلا؟ وما العمل في الفيلا التي بناها لتوه؟ هل يهرب إلي خارج البلاد ؟". لقد تمزق خيط الإلهام السحري في الذعر الذي سيطر على الجمهور والمايسترو. وفجأة ومضت في عقل المايسترو وهو واقف على منصة المسرح في قصة دينو بوتزاتي أن الخلاص الوحيد أمامه أن يستمر في عمله حتى النهاية وأن يثبت مكانه، وأن في ذلك الاستمرار وحده نجاته هو والآخرين أيضا. بذلك الإيمان انتفض المايسترو وألقى على أعضاء الأوركسترا نظرة حية ورفع عصاته الصغيرة وعادت الحياة تسرى في القاعة ، وانبعثت الروح ثانية في اللحن الذي خمد. وسيطر الشوق إلي الحقيقة على القاعة، على العازفين، والجمهور، والنغم، والضوء ، والمقاعد، الشوق إلي الحقيقة الذي هو أصل كل كتابة، والذي يجعل من الكتابة " قدر الكاتب". وعلى الكاتب حينما تنتابه نوبات الشك في جدوى عمله، أن يتذكر أن واجبه أن يواصل عزف النغمة إلي النهاية حتى عندما يصل الأعداء إلى بوابات المدينة، وحتى عندما يصاب الجمهور بالذعر، ويغادر القاعة متسللا واحدا بعد الآخر، وحتى عندما يجد الكاتب نفسه معلقا وحده في فراغ من الهواجس والشكوك، عليه أن يرفع قلمه النحيف عاليا في الهواء وأن يواصل عزف النغمة التي تجمع الحقيقة إلي الجمال.

***

د. أحمد الخميسي. كاتب مصري






أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 17 يوليو 2016


اخبار و بيانات

  • بالصور: يشهد أكبر مشاركة نسائية سودانية المؤتمر الدولي الثالث للهجرة بلندن
  • حركة العدل والمساواة تدين الإنقلاب الفاشل على الإرادة الشعبية التركية

    اراء و مقالات

  • علاقة.. (توم آند جيري)!! بقلم عثمان ميرغني
  • والآن .. نفسر ما سكتنا عليه بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • ثورة ربيع !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • وعاد أردوغان وفشل الانقلاب بقلم الطيب مصطفى
  • التطهير الديني: فصول من حرق الكنائس بالسودان بعد انفصال الجنوب بقلم الفاضل سعيد سنهوري
  • من وراء جمهورية اليسع عثمان ؟!(2) بقلم حيدر احمد خيرالله
  • 22 يوليو 1971 في الخاطر (2-3): رسالة لسائر شباب السودان ليتناصروا للكشف عن مقابر ضحايا انقلاب 19 يو
  • (الزمن الجميل ) مقابل (الزمن القبيح )..بقلم صلاح محمد احمد
  • شاهد ماشفش حاجة! ام شاهد عمل كل حاجة وزاغ؟؟!!---- بقلم صلاح محمد احمد
  • أيطارد الفريق ركن ابو شنب ستات الشاى بينما يحمى حميدتى الحدود؟ بقلم لبنى احمد حسين
  • تركيا و السودان مقاربات مفارقة بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • كاميرا السودان الخفية بقلم بدرالدين حسن علي
  • شعب يستحق الديمقراطية والحياة الحرة الكريمة بقلم نورالدين مدني
  • الحقائق المطموسة أثناء الهيجان العاطفي .. والثوران الشعبي ... بقلم موفق السباعي
  • تركيا والسودان (اطار للمقارنة) بقلم محمد الامين ابو زيد

    المنبر العام

  • الحزب الشيوعى السودانى يخسر الشفيع خضر السياسى، ويكسب الشفيع المُفكِّر؛ وفى كلٍ خير.
  • "أنا مستعدة للموت فهل أنتم مستعدون لقتلي"!
  • اسالوا عصابات الجعليين والشوايقة الاجرامية عن اختفاء بروفسير عمر هارون
  • علماء الشيطان الانقلاب فى تركيا حرام شرعا ومن الكبائر هههههههههههههههههههه
  • تسميات الدول لمناصب الاتحاد الافريقي
  • أهالى الابيض غاضبون من استمرار الجبايات لنفير “النهضة”
  • كيف إغتال الاستاذ علي عثمان الدكتور عوض دكام والفنان خوجلي عثمان- الحملة الاسفيرية 2
  • اليسع ومدير الأراضي مثالاً… كيف يعامل البشير ابنائه لصوص الانقاذ
  • خرج الشعب التركى لرجب اردغان و لم يخرج الشعب السودانى للصادق المهدى .. لماذا .. !!
  • هل نجح اردوغان في لعبته القذره ام فشل الجبير
  • لو خاطب سيدي الرئيس شعبه لخرجت معه حتى الدواب بما فيها المطايا ......
  • هل النزعة الدينية تميل الى البهيمية ؟؟؟
  • خبر الشوم .. وفاة الزميل ماجد عثمان (سقراط) تعازينا لمدينة عطبرة في فقدها الجلل
  • يا شباب ما صحة هذا الكلام ؟ في ذمة احمدونا .. مداخلة احمدونا !
  • لنجرب تجربة انقلاب تركيا ونري عن من سيدافع الشعب السوداني
  • مشروع مكتبة الرحل- هل من متبرع
  • ما لم أفهمه .. كيف استطاع شعب تركيا إحباط انقلاب جيش مُسلّح ؟!
  • حبرتجية الاكشاك و التعدي علي الأملاك
  • انقلاب تركيا ... قراءة مغايرة
  • اطالب من الحكومة الراوندية بتسليم الرئيس البشير للمحكمة الجنائية
  • كيف يمكن تحميل الصور ؟ ارجو المساعدة بالشرح
  • تناقض الانقاذ ومعارضيها!!!!!!!!!!!!
  • كواليس دولة الرُعب والموت: منْ قتلَ علي البشير!؟ بقلم فتحي الضَّو
  • ياكيزان الشوم ..شعب تركيا لم يدافع عن أردوغان .. دافع عن حياة كريمة وفرتها له دولة ديمقراطية
  • ماهو انسب واضمن استثمار في السودان لمغترب يملك 250 الف ريال ؟
  • أسوأ من غنى في زمن "الإنقاذ".. ثم من الذي توج الحلنقي رئيسا لجمهورية الحب؟!
  • تعدد الزوجات: تعددت الآراء و لكن أهمها: ...هل هو إهانة للمرأة؟
  •  السر الباتع لفرح الكيزان وراء فشل الانقلاب على اردوغان
  • احتمال القبض علي الرئيس السوداني عمر البشير في روندا التي وصلها الان
  • تاني عملية زراعة كلى في الوطن العربي تمت لسعودي في السودان
  • حوار مع الشاعر الألماني يوأخيم سارتوريوس حول سوريا والعراق والربيع العربي
  • لأول مرة عربياً.. الإمارات تحجب بعض محتويات «سناب تشات»
  • في رواية «منتجع السّاحرات» لأمير تاج السّر: القاع السوداني وعالمه المحبط
  • لقد أخطئت .. إعتذر للجميع .الخبر قديم ..

    Latest News

  • President Al-Bashir Condemns Coup Attempt in Turkey
  • Interview: U.S. stirs up tension in South China Sea, Sudanese expert
  • Arrival of first batch of Sudanese nationals from South Sudan State
  • UN: South Sudan refugees could soon hit one million
  • Sudan Affirms its Strong Solidarity and Support to Turkish Leadership and People
  • Sudan Liberation Movement-SLM Statement on Terror Attack in Nice>

    ArticlesandAnalysis

  • Shame on You Rwandan President Paul Kagame for inviting the genocidal criminal Omer al-Bashir