*من الصعب الحكم على الاحداث الجارية بمعزل عن المتغيرات الإقليمية والدولية المتلاحقة وتداعياتهاعلى الأحداث الجارية ‘لكن المحاولة الإنقلابية التي حدثت في تركيا وحسمها الشعب التركي لصالح الشرعية الديمقراطية في ساعات محدودة فرضت نفسها على الرأي العام في كل أنحاء العالم.
* شغلت التطورات المفاجئة المتلاحقة للمحاولة الإنقلابية التي حدثت في تركيا الرأي العام وسط تكهنات وردود فعل متضاربة حول طبيعتها ومن يقف وراءها‘ لكنها سرعان ما فشلت وظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو يطلب من الشعب التركي النزول للشارع لحماية الديمقراطية.
*إلى ذلك أكدت قبادات في الجيش التركي وقوفه امع الحكومة المنتخبة وإعلانها أن المجموعة الإنقلابية معزولة عن الجيش‘ وبدات مقاومة واضحة للإنقلابيين بمساندة قوية من الشعب التركي الذي إلى الشارع رغم إعلان حالة الطوارئ .. الأمر الذي عجل بفشل المحاولة الإنقلابية.
*بثت القنوات الفضائية مشاهد لخروج الشعب إلى الشارع مؤكداً رفضه للمحاولة الإنقلابية‘ كما بثت مشاهد حية لإنقلابيين تم إلقاء القبض عليهم .. وجاء خطاب الشكر الذي وجهه الرئيس أردوغان للشعب التركي والأحزاب السياسية ليؤكد إندحار المحاولة الإنقلابية.
*المتابع لمجريات الأحداث في تركيا لاتخفى عليه بعض التحديات والمشاكل التي واجهت الحكومة التركية في الاونة الأخيرة سواء في الداخل أم في علاقاتها الخارجية خاصة بعد إسقاطها طائرة روسية على الحدود التركية السورية.
*ذلك يجعلنا أكثرحرصاً على نجاح وإستدامة الديمقراطية في تركيا وعدم إجهاضها بسبب بعض القلاقل الداخلية أو الضغوط الخارجية‘ بل إن هذا أدعى لمزيد من الحذر واليقظة خاصة في مواجهة تحديات الداخل بها أم في علاقاتها الخارجية الأكثر تعقيداً.
*مع تقديرنا للإجراءات التي اتخذت لتأمين الاوضاع الداخلية إلا أننا ننبه إلى ضرورة عدم الإنسياق وراء ردود الافعال الإنفعالية‘ لأن التحدي الأكبر الذي يواجه الحكومة التركية يستوجب الإسراع بمعالجة أسباب حالة التوترات الداخلية ‘ وتأمين إستدامة الحريات والديمقراطية للشعب التركي الذي يستحق الديمقراطية والسلام والحياة الحرة الكريمة.