أخوان السودان ..هل هم إمتداد لحكومات ما بعد الإستقلال العنصرية؟ بقلم ادروب سيدنا اونور

أخوان السودان ..هل هم إمتداد لحكومات ما بعد الإستقلال العنصرية؟ بقلم ادروب سيدنا اونور


07-03-2016, 03:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1467557478&rn=0


Post: #1
Title: أخوان السودان ..هل هم إمتداد لحكومات ما بعد الإستقلال العنصرية؟ بقلم ادروب سيدنا اونور
Author: Adaroub Sedna Onour
Date: 07-03-2016, 03:51 PM

02:51 PM July, 03 2016

سودانيز اون لاين
Adaroub Sedna Onour-
مكتبتى
رابط مختصر


والإجابة هى : نعم...لأن ما يسمى بالحركة الإسلامية او الجبهة او التوجه والتيار الإسلامى الخ, ليست نبتا طبيعيا له جذور فى التربة السودانية العامرة من أدناها إلى أقصاها بالطرق الصوفية والأولياء الصالحين الذين عرفوا بالزهد والتقشف والمنتشرين فى كل بطحاء وفيفاء من نجاد ووهاد بر السودان ,يفكون العانى والغريم ويطعمون المسكين و العديم, ويحتضنون العربى والتركى والزنجى والفرنجى, بلا تفرقة وعنصرية او تمييز , ويدعون إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة, غير معتمدين على صناديق حكومية او تمويل مشبوه يأتى من وراء الحدود و يصب فى جيوب البعض. وحتى حين يجيئهم من يود الدخول فى الإسلام لا يطلبون منه غير الإعتراف بوحدانية الله وتقبل أن محمدا رسول الله (ص) ثم النطق بالشهادتين وإظهار الإعتقاد بكل ذلك فحسب . لذلك كان غير المسلمين من أهل السودان وجيرانهم يدخلون فى دين الله أفواجا بكل يسر وسهولة , بلا حاجة الى منظمات دعوة او نظام سرى مواز يرضع من أثداء الدولة والمال العام , ويفرض علي الجميع رؤاه وتصوراته وتفسيراته عن إسلام لايعرفونه , فالناس تجذبهم القدوة التى تمشى أمامهم والتى يمثلها شيوخ زهاد إنقطعوا للدعوة إبتغاءا للأجر وعملا لأخراهم .فالإسلام كما يعرفه السودانيون منذ الأزل ينبنى على أركانه الخمسة المعروفة ومذاهبه الاربعة التى يتبعها من شاء حسب قناعاته ومعتقداته من دون أن يفرضها عليه أحد ولا يفكر هو فى فرض مذهبه على غيره من أهل الملة المحمدية ,وهذا ما حقق قدرا من التماسك المجتمعى فى بلادنا ,إذ لم يعرف السودانيون الإستقطاب الدينى الملحاح ولا الإغواء والإغراء بالمال و بالمناصب والمراتب لإستمالة أنصار جدد. حتى إستيقظنا ذات يوم على أصوات تنعق بشعارات عدوانية تستعدى على نفسها العالمين و تتبنى مهام غير موكلة إليها اصلا, من شاكلة أسلمة كل العالم بالقوة بعد قهره وقسره على إعتناق نسختها هى للإسلام , مهددة ومتوعدة روسيا وامريكا معا بالعذاب ,داعية الجميع الى نبذ ماعرفوه وألفوه من الدين والإلتحاق بركب التجديد والركن الشديد الذى هو حزب الجبهة الإسلامية القومية ,التى لديها وحدها الجواب الصواب لكل معضلات الدين والدنيا ودار المآب ؟ فأما الدين فلبه ولبابه فقه الضرورة الذى يجوز التعامل بالربا وإمامة المرأة وتولى غير المسلم أمور المسلمين ؟ وأما الدنيا فتتكفل بها بنوك طفيلية حازها الحزب على أيام تحالفه مع النميرى وديوان الزكاة والمال العام( او بيت مال الحزب) هذا هو الوضع الآن , فمن شاء إنخرط ونجا ,أما من يصر على أن يساجل ويناضل فسيطرد من وظيفته وينكد الحزب عيشته ويلاحقه ولو تعلق بأستار الكعبة .ونتيجة لذلك تشكل تحالف غير مقدس بين الحزب وشيوخ القبائل الكبرى ذات الشوكة والعدد وشيوخ الحكومة الذين يتولون تفصيل وتأصيل كل القوانين التى تصدرها الحكومة ويكيفونها فقهيا ,تجعل الحرام حلالا زلالا وتحرم الحلال خصوصا إذا شابته شبهة خروج على السلطان او ولاة الأمر... الذين تجب طاعتهم درءا للفتن ومنعا للفوضى ,لأن لولاة الأمر وحدهم تقدير حالات السعة والإختيار والشدة والإضطرار .فمثلا إذا فكر الحاكم وقدر أن يعد العدة لأعداء الأمة ولم يستطع, فقرر أن يستدين من بنوكهم الربوية(مضطرا) لبناء سد فيجوز له ذلك,خصوصا إذا كان الهدف من بناء السد هو زيادة الرقعة الزراعية وسد الفجوة الغذائية التى ستصب فى مصلحة الامة التى ستزداد قوة وفتوة وتتمكن من سيادة وقيادة العالم أجمع( بعد أن تهزم كل الشعوب وتستأصلها وتصطلمها وتحل محلها ) ولكن للأسف شيئا من ذلك لم يتحقق ,فقد إكتشف رعاة وحماة المشروع المسمى بالحضارى أن إعدادهم المتطاول للعدة غير مواز لأحلامهم الكبيرة وغير كاف حتى لقيادة مسقط رأسهم ,ناهيك عن قيادة كل العالم الذى ضربهم دون أن تطأ أقدامه أرضهم فأوجعهم وحصرهم وعصرهم حتى صاروا أسمع وأطوع من إماء خليفة عباسى. وحين لفتهم الحيرة وضاقت عليهم الديرة ,إستداروا يطلبون النصرة من الشعب فلم يجبهم أحد , لأن الناس لم ينسوا بعد كيف كانوا يؤثرون عليهم الأجانب ويستزيرونهم نكاية فى أهل البلد, الذين نهبوا ثرواتهم وقتلوا منهم مئات الآلاف فى غير ما جرم أو مأثم سوى رفضهم الخوض معهم فى أباطيلهم ووقفوا فى وجه لجاجهم وعنادهم وعزتهم بالإثم . أما الآن فقد إنكشف الوجه الحقيقى لهؤلاء الدعاة الأدعياء الذين تمعط عنهم الوبر الدينى الذى تغطوا به حينا من الدهر , ومات عرابهم مختنقا بعبرته بعد أن إستراح للإفاضة والإفادات التى أدلى بها لقناة الجزيرة شارطا أن يستتلى بثها موته ؟ مع أنه ليس فيها أسرار ولايحزنون ,بل هى محاولة متأخرة لتبرئة النفس من الفظائع والشنائع ,كدأب الشيخ بإلقاء اللوم على معاونيه الذين يزعم أنهم جحدوه ماوعدوه ؟؟؟ وتبقى الحقيقة أن كل هذا الخراب الذى حل بالبلاد ماهو إلا مطامح شخصية لأقلية منبوذة ومجفوة من قبل كل الشعب ,تحركها احقاد شخصية وعنصرية همها إقصاء الآخرين للإستفراد بثروات وخيرات الوطن ,لذلك تجدهم يحربون ويحرشون القبائل ضد بعضها البعض حتى لايكون هناك إستقرار تنتج عنه حكومة ديمقراطية ستكون الأغلبية فيها حتما لغيرهم.. ..فهمنا ؟؟؟ ومن لم يفهم عليه بإستحضار وإستذكار أسماء وإثنيات وأقاليم أعضاء مجلس قيادة ماسمى يومها بمجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطنى صبيحة يوم 30يونية 1989 ثم ليسألن غيرى عمن غابوا ومن غيبوا من عضوية ذلك المجلس قصير العمر . وسيدرك أن ماحدث يومها لم يكن غير إستمرار لهيمنة نفس قوى مابعد الإستقلال متسربلة هذه المرة بدثار دينى ...ولأن الحاجة تفتق الحيلة,كما يقال ..لجأ الحزب لحوار حدد زمانه ورسم أركانه .. وسيكون مصيره الفشل ..لأن هدفه الوحيد هو العفو عن الذئب الذى أفنى الغنم .
ادروب سيدنا اونور


> الجريدة الأحد 3/7/2016


أحدث المقالات
  • قطار الوالي ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • بطاقات عيد سنة وشيعة بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • أخلاق أنبياء !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • التديّن المنقوص بقلم الطيب مصطفى
  • الزمن الجميل: بتاع الساعة كم! بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • مهلاً مجلس الصحافة بقلم نبيل أديب عبدالله
  • الاسلام والحكم بقلم * د بابكر اسماعيل