الزمن الجميل: بتاع الساعة كم! بقلم عبد الله علي إبراهيم

الزمن الجميل: بتاع الساعة كم! بقلم عبد الله علي إبراهيم


07-03-2016, 07:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1467528388&rn=0


Post: #1
Title: الزمن الجميل: بتاع الساعة كم! بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 07-03-2016, 07:46 AM

06:46 AM July, 03 2016

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر





أرجو أن يكف عبدة "الزمن الجميل" عن إرهابنا به. ويتفق سدنة هذا الزمن بأنه قد سبق الإنقاذ ثم يختلفون. فبعضهم قد يزج حتى المرحوم نميري فيه بينما يمتنع آخرون عن ذلك. وعليه فهو ماض ذهبي متوهم يريد أكثر دعاته منه النيل من الإنقاذ الحارسانا الجات كايسنا. وتجد هذه العقيدة متمكنة من أبناء المدينة القديمة وبناتها في أم درمان وغيرها ممن صحوا ذات صباح ليجدوا أن مدينتهم الصغيرة قد انبعجت.
أعوج ما في التغني بهذا الزمن الجميل المزعوم تعطيلنا إعمال النقد في شغل ذلك الزمن ورجاله ونسائه. فمن شغفنا النفسي بذلك الزمن المتوهم تجدنا نتغاضى عن أخطاء أهله الكبيرة جداً. وأكثر أهله النافذين شماليون ممن ذاع وصفهم ب"العربسلامي" عند ناقديهم. ومتى عطلنا نقد هذه الرموز جزافاً غبشنا الوعي بأزمة الوطن التي أصلها في ذلك الزمن الجميل.
اكتشفت من قراءة عابرة لمضابط البرلمان أن البرلمان كان ميداناً قحاً للاستعلاء العرقي. وكان من أفصح الناطقين بهذا الاستعلاء "العربسمالي" رموز الزمن الجميل الذين ما ذكرنا النيابة البرلمانية حتى سجدنا لهم خاشعين: الشريف حسين الهندي ومبارك زروق وكبيرهم المحجوب. ووجدت أنهم كثيراً ما غطوا على مناطق ضعفهم السياسية بالعنف اللفظي الجاهلي حيال من العربية ليست لغة أم لهم .
لن أعيد سخرية الهندي من السيد أحمد إبراهيم دريج، زعيم المعارضة عن حزب الأمة جناح السيد الصادق المهدي في برلمان 1968، حين أخذ عليه نطقه "القروض" وكأنها "القرود". فقد كثرت إشارتي لها. ووجدت لاحقاً أن زروق، الفتى الأنيق المعطر في وصف الدكتور منصور خالد، لم ينج من هذا العيب. وهجم بغير لطف على السيد إبراهيم أحمد، وزير المالية، في البرلمان الأول (1954-1958) الذي قال إنه لم يفهم أمراً ما قاله نائب دائرة مدني. وأضاف: "أنا مش شديد في العربي وخصوصاً الكلمات الغويصة." فنهض زروق وقال له إن كلمة "غويصة" ليست من العربية في شئ وصحيحها "عويصة". وواصل قائلاً إن الفرق نقطة واحدة. ثم تلاعب باللغة: "والسيد وزير المالية يخفض نقاط غلاء المعيشة ويزيد نقاط الحروف في كرم زائد لأن الأخيرة مجاناً لا تكلف شئيا أكثر من أنها تجعل عظام المرحوم سيبويه تهتز هلعاً". فأنظر أيها القاريء هذا النضم الزائد الخطر.
وبالطبع لا يتأخر المحجوب الخطيب المفوه عن ركب هذا العنف اللغوي. كنت أقلب قبل أيام كلمات له في محاضر الجمعية التأسيسية (19-6-1968) يرد فيها، المحجوب كرئيس للوزراء، على المعارضين "العجم". وقد أسفت لها لأنها نضحت بإستعلاء صفوي وعربي مبين. فمن الزهو الثقافي قوله لنائب معارض لم يرتح لإستشهاداته بالشعر إنه من جهلاء المعارضة "الذين لم تمنحهم الحياة فرصة التعليم لتذوقه (أي الشعر)". وقال نائب آخر إنه بحث عن كلمة عربية للبشكير فلم يجدها. فتصدى له المحجوب بقوله إنه لن يجدها "لأنه لا يعرف غير ثلاثمائة كلمة عربية". أما ما أخجلني حقاً فما قاله لدريج، زعيم المعارضة. فقد استنكر نقده للحكومة للتراخي في نصرة الحق العربي. وقال إن زعيم المعارضة ظل يتحدث ساعة ونصف الساعة فلم ينطق جملة عربية صحيحة. وزاد أنه لولا وجود نائب معارض ما (يبدو انه عربي اللسان) "لحسبت أن هذه المعارضة من بلد غير هذا البلد ولا تمت للعرب بأي صلة".
تلك رموز الزمن الجميل غاب عنا وجه قمرها الآخر. وهو الوجه الذي يرخي بسدوله على بلدنا هذه . . . في الزمن القبيح.






أحدث المقالات

  • شيخ الأزهر .. ومأزق الفهم السلفي !! بقلم د. عمر القراي
  • الجيش الشعبيي يمكن ان يهزم المؤتمر الوطني او على الاقل تحرير ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ان ار
  • من عجز عن تحرير أسراه، خسر دينه ودنياه بقلم د. فايز أبو شمالة
  • (صحة) الرئيس البشير بقلم جمال السراج
  • بمناسبة ذكرى انتفاضة 2يوليو 76 المجيدة لوحات داميات. .فى ايام نحسات بقلم عبدالرسول النور
  • زيادة الأجور : إلا بالكجور!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • اليوم أسوأ مليون مرة من يونيو 89 بقلم عميد معاش طبيب.سيد عبد القادر قنات
  • أين وطني.. أيها (الوطني!!)؟؟ بقلم عثمان ميرغني
  • عودة الأسير..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • قلِّدوهم في المهم !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • علي عثمان و دكتور نافع و لعبة الروليت بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • خارطة الطريق وأسلاك الليل !! بقلم مني اركو مناوي
  • عدن أمن اليمن(عدن ميزان اليمن – 2 من 10) بقلم من المغرب كتب مصطفى منيغ
  • تهجد الفلسطينيين ودعاؤهم في ليلة القدر بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • فرصة للتسامح والتصالح والتراحم بقلم نورالدين مدني
  • رسالة إلي سفير الولايات المتحدة الامريكية بالخرطوم.. بقلم خليل محمد سليمان
  • وللحوار مخرجات وتوقعات وخوف من الإحباط بقلم د. شهاب طه
  • سوداني يقتحم وزارة الدفاع الأمريكية!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • الطالب محمد بقاري...وقائع إعدام معلن على مقصلة السياسة بقلم الصادق حمدين
  • أمة في خطر بقلم حسن عباس

  • Post: #2
    Title: Re: الزمن الجميل: بتاع الساعة كم! بقلم عبد الل�
    Author: ممكون وصابر
    Date: 07-03-2016, 09:37 AM
    Parent: #1

    صدقت يا دكتور
    لم يمر علي السودان زمن جميل قط
    زمن سئ يعقبه اسوا وهكذا دواليك
    المشكلة اننا امة بل قل مجموعة شعوب تكره النقد
    وعكازها بجانبها للتقويم وللاسفف اسوا ابناء هذا الوطن هم بعض نخبته
    ماذا افادنا بلاغة المحجوب وتمكنه من العربية والانجليزية!لا شئ
    السودان وطن موبوء بالمرحكة والفنجطة,كل ما فعلته الانقاذ انها قامت
    بفتح البلاعة للسابلة

    Post: #3
    Title: Re: الزمن الجميل: بتاع الساعة كم! بقلم عبد الل�
    Author: محمد الكامل عبد الحليم
    Date: 07-04-2016, 07:17 AM
    Parent: #2

    تحية
    عندما يتحدث الناس عن الزمن الجميل لا يتحدثون عادة عن الرموز السياسية...يتحدثون عن الحياة العامة ومفرداتها الاجتماعية...يتحدثون عن سحر العلاقات بين الناس والتواشج الجميل....يتحدثون عن زمن كانت تنعدم فيه الضغوط الاقتصادية... يتحدثون عن زمان التوق والاحلام....لا الهروب والقسر والمعاناة والأغتراب..يتحدثون عن زمن الترماي...والأبونيه...والسينما...والكشافة...وحتي الليالي السياسية....المركز البريطاني...الأمريكي...الروسي ...الألماني...الجاليات الأجنبية...نادي العمال...الأرمن...الكاثلويك...يتحدثون عن ابروف...بيت المال والمرودة...الخرطوم جنوب...السجانة...ديم التعائشة... الديوم الشرقية..حلة حمد...الختمية..حلفاية لملوك..

    يتحدثون عن برعي وقرعم ومنزول وزكي صالح والمحينة وعمر عثمان..وكارضقل وبرعي سليم ...وحسبو وترانسيستور..ودنقلو..وسمير محمد علي وابراهيم كبير.

    .يستذكرون عبد الحميد يوسف...الكاشف...عثمان حسين ...حسن عطيه ..ابراهيم عوض..ورمضان زائد... وعائشة الفلاتية.

    . يتحدثون عن قرشي محمد حسن...المبارك ابراهيم...بارزرعة..حسين عثمان منصور.. جيلي عبد الرحمن..فيتوري..يتحدثون عن صديق احمد حمدون...طنون.. وعبدالله الطيب.

    .تقول لي شنو؟