Post: #1
Title: دوافع و مآلات قرارمُغَادَرَة بريطانية Brexit للاتحاد الأوروبى بقلم طارق مصباح يوسف
Author: طارق مصباح يوسف
Date: 06-27-2016, 03:43 PM
02:43 PM June, 27 2016 سودانيز اون لاين
طارق مصباح يوسف-ايرلندا
مكتبتى
رابط مختصر
حظى خبر تصويت البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبى بتغطية واسعة فى وسائل الاعلام العالمية. فى عجالة, سنعرض لدوافع و مآلات استفتاء الخميس ( (23/06/2016 التاريخى حول ما أطلقت عليه وسائل الاعلام البريطانية Brexit (الكلمة الوافدة على القاموس الانجليزى تعنى الخروج البريطانى).
أعتقد أنّ الدهشة التى علت وجوه الكثيرين عند اعلان نتيجة التصويت كان مبالغا فيها, خاصة اذا تناولنا الأمرفى اطار تاريخى للعلاقة بين بريطانيا و التكتّل الأوروبى و التى شابها الكثير من التوتر و الريبة. تاريخيا لم تكن بريطانيا ضمن الدول الست التى أسست الاتحاد الأوروبى (ايطاليا, فرنسا, ألمانيا بالاضافة لدول البنيلكس: بلجيكا, هولندا و لكسمبرج) كما هو معلوم فقد بدأ التكتّل الأوروبى بالمجموعة الأوروبية الاقتصادية EEC* فى العام 1957, و التى لم تنضم اليها بريطانيا الا فى العام 1973عبر استفتاء عام (للمفارقة). بعد قرابة الأربعين عام من تكوين ال EEC تمّ انشاء الاتحاد الأوروبى بموجب اتفاقية Maastricht التى تمّ التوقيع عليها بهولندا فى العام 1993.
كانت بداية التشكيك البريطانى فى التكتل الأوروبى اختيارها البقاء خارج اتفاقية الشنقين (1985) الخاصة بحرية تنقّل مواطنى دول الشنقين والغاء اجراءات الجوازات و الهجرة على حدود تلك الدول. تلى ذلك رفض بريطانيا الانضمام الى العملة الموحدة (اليورو) و احتفاظها بعملتها الوطنية (الاسترلينى). الاّ أنّ تدفقات طالبى اللجوء الى أوروبا من الشرق الأوسط والهجرة الى بريطانيا (خاصة من أعضاء الاتحاد الأوروبى الجدد مثل بولندا) قد فاقمت من تململ البريطانيين و زيادة تشكيكهم فى جدوى الاستمرار فى التكتل الأوروبى.
يرى الذين صوتّوا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى أنّ فى ذلك استرداد للسيادة الوطنية التى ستتيح لهم التمتّع بالحرية فى التعاطى مع قضايا مثل الهجرة بعد بروز بروكسل (رئاسة ومركز قرارات الاتحاد) كمهدّد لسيادة الدول باعتبارها Supranational power تقضم من السيادة الوطنية للدول الاعضاء بفرض سياسات الاتحاد فى أمور مهمة مثل الهجرة. فى اعتقادى أنّ هيمنة كل من فرنسا و ألمانيا على الاتحاد الأوروبى ربما قللت من حماس بريطانيا فى الاستمرار فى عضوية الاتحاد الأوروبى. كذلك يجب الا ننسى تداعيات الأزمة المالية التى أدت الى اعسار عدد من دول الاتحاد (اليونان), و التى أصبحت عبء على دول الاتحاد الغنية (من بينها بريطانيا), الشىء الذى زاد من توجس البريطانيين حيال مستقبل الاتحاد الأوروبى .
فى المقابل يرى البعض أنّ بريطانيا (65 مليون نسمة) ستخسر بخروجها من الاتحاد الأوروبى و ذلك بفقدانها معاملة تفضيلية فى المجالات المالية و التجارية. أيضا هناك تخوّف من انتشار عدوى التشظى فى ظل تنامى المشاعر الوطنية الداعية للانفصال فى أماكن أخرى فى أوروبا. أيضا ربما يرى البعض أنّ الاتحاد الأوروبى قد يخسر قوة عسكرية مهمّة فى حالة تعرض الاتحاد الأوروبى لعدوان عسكرى (و هو أمر مستبعد).
عند اكتمال عملية خروج بريطانيا من التكتل الأوروبى (و التى قد تستغرق عدة أعوام), أتوقع أن تشهد سياسات الهجرة و اللجوء فى بريطانيا مزيدا من التضييق و الصرامة بمجرد اكتمال اجراءات فك الارتباط. ربما يتم سن قوانين جديدة تفرض على المهاجرين الاندماج فى المجتمع البريطانى, و اتخاذ اجراءات تعسفية أخرى هدفها ارسال رسالة من شأنها أن (تردع) الذين ينوون القدوم الى بريطانيا. و اذا ما قدّر لليمين المتطرف الصعود لحكم البلاد, ربما يحدث تحالف مع أشخاص من شاكلة Trump (اذا ما تم انتخابه رئيسا لأمريكا). اذا حدث ذلك (لا سمح الله) من الصعب التكّهن بما قد يحل بالعالم من كوارث.
طارق مصباح يوسف- ايرلندا
[email protected]
European Economic Community*
أحدث المقالات
في صالة المغادرة بقلم فيصل محمد صالحأشهر أفلام الرعب (الاستثماري)!! بقلم عثمان ميرغنيقلب الندم !!! بقلم صلاح الدين عووضةسيدي الرئيس .. NOW or NEVER (2-2) بقلم الطيب مصطفىميسي وكاميرون وابراهيموفيتش يصفعوننا شعبا وحكومة ومعارضة بقلم أكرم محمد زكي كلمة وغطايتها .... الهروب من الاعتراف . الي متي؟؟؟ بقلم صلاح الباشاالفشل السودانى فى الدولتين ظاهرة طبعية!! بقلم عبد الغفار المهدى
|
|