في آخر يوم من شهر مايو وأول يوم من شهر يونيو 2016 ،عقدت الوساطة المشتركة للسلام في دارفور مباحثات بالعاصمة القطرية الدوحة مع وفد من حركة العدل والمساواة السودانية برئاسة الدكتور جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة السيد مني مناوي وقد وصف سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء المباحثات بالمكثفة والإيجابية والشفافة ، كما أكد سعادته أن الإخوة من الحركتين قد طرحوا وجهة نظرهم وأن الوساطة المشتركة ناقشت معهم عدداً من المسائل ذات الصلة، حيث أكد وفدا الحركتين على الاستمرار في المباحثات وعلى أن يكون منبر الدوحة هو المنبر الوحيد لتحقيق السلام في دارفور، ونوه سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود بأن وفد الحركتين أكد كذلك على ثقته في الوساطة المشتركة وأشار سعادته إلى أنه كانت هناك بعض الأمور الإجرائية التي تحتاج إلى التشاور مع الطرف الآخر وهو الحكومة ، لافتاً النظر إلى أنه تم الاتفاق على أخذ وقت للتشاور مع الطرف الآخر للوصول إلى النتيجة التي يرغب الجميع في التوصل إليها، وأضاف سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود قائلا إن وفدي الحركتين قد أكدا رغبتهما في الاستمرار في مباحثات سلام الدوحة والتطلع إلى العودة مرة أخرى لاستئناف المباحثات ،متمنيا أن يخطو الجميع خطوة ثانية إلى الأمام في هذا الطريق. من جهته اعتبر سعادة الدكتور مارتن أوهومويبهي، الوسيط المشترك والممثل الخاص المشترك للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في دارفور ورئيس بعثة اليوناميد أن اجتماع الدوحة بين الوساطة المشتركة ووفد حركتي العدل والمساواة السودانية وتحرير السودان قيادة مني مناوي هو اجتماع مهم للغاية، مؤكدًا أن وصول وفدي الحركتين للدوحة يُعتبر في حد ذاته إنجازاً مهماً وجوهرياً، وتابع سعادته قائلاً في هذا الخصوص " نحن هنا منذ ثلاثة أيام نجتمع مع حركة تحرير السودان قيادة مني مناوي وحركة العدل والمساواة السودانية وأعتقد أن اجتماعنا في الدوحة يُعتبر إنجاز كبيراً"، ونبه إلى الأمر الأكثر أهمية الذي توصل إليه المجتمعون وهو أن هذه المحادثات لا بد أن تستمر إلى أن يتم تحقيق السلام في دارفور، وتوجه الدكتور أوهومويبهي بوافر الشكر والتقدير لدولة قطر على حسن استضافتها لهذه الاجتماعات وحفاوتها بالوفود المشاركة وعملها المخلص والجاد من أجل السلام في دارفور والسودان عامة، وفي إجابة على سؤال لوكالة الأنباء القطرية حول ما إذا كان متفائلاً بنتائج هذه المباحثات قال سعادته "نحن متفائلون جداً ،لا سيما وأن المباحثات قد جرت في مناخ من الشفافية والحميمية والثقة.
من المؤكد أن كل السودانيين داخل السودان وخارجه يشعرون بالامتنان الشديد لدولة قطر نظراً لمساعيها الجادة والمتواصلة وتنسيقها المستمر مع الوساطة الافريقية والدولية من أجل إحداث اختراق ناجح في الملف الدارفوري الشائك والوصول إلى تحقيق السلام في دارفور بشكل خاص وفي السودان بصورة عامة ويأملون أن تعقب هذه الخطوة الأولى الهامة خطوات آخرى لاحقة في القريب العاجل حتى تتمكن الوساطة المشتركة والحكومة السودانية والحركات الدرافورية من تحقيق السلام الشامل والعادل ووقف الحرب في دارفور بصورة نهائية فالواقع المعاش قد أثبت وما زال يثبت أن الخاسر الأكبر في الحرب بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة هو الشعب السوداني، وفي الختام لا نملك إلا أن ندعو الله سبحانه وتعالى ونقول (اللهم أعن أهل السودان على تحقيق السلام والأمان، آمين يا رب العالمين) . فيصل الدابي/المحامي