طهران وصناعة الجهل في العراق بقلم وائل حسن جعفر

طهران وصناعة الجهل في العراق بقلم وائل حسن جعفر


06-23-2016, 10:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1466715996&rn=0


Post: #1
Title: طهران وصناعة الجهل في العراق بقلم وائل حسن جعفر
Author: وائل حسن جعفر
Date: 06-23-2016, 10:06 PM

09:06 PM June, 23 2016

سودانيز اون لاين
وائل حسن جعفر-
مكتبتى
رابط مختصر



لطالما عمل ملالي إيراني منذ سيطرتهم على الحكم في أعقاب سقوط نظام الشاه على (تجهيل) الشعب الإيراني بهدف إلهائه عن المطالبة بحقوقه وتركه كالأعمى حائراً هائماً على وجهه لايعرف أسباب فقره وحرمانه من أبسط حقوقه ولايدرك من هو عدوه الحقيقي، إلى درجة أن مئات آلاف الجنود الإيرانيين ذوي الملابس الرثة والأحذية البالية كانوا يذهبون الى جبهات القتال بلا وعي ولا إدراك، يسيرون في حقول الألغام هاتفين يا حسين يا حسين الله أكبر خميني رهبر... لتمزق أجسادهم الشظايا، علماً أن الكثيرين منهم كانوا دون سن الثامنة عشر، ومن بقي من ذلك الجيل على قيد الحياة باتوا يتعاطون المخدرات ويجلسون على الأرصفة كالمتسولين، ولو لم تكن حملة تجهيل الشعب الإيراني التي نفذها الملالي قد نجحت لما وصل الحال الى ما هو عليه.

واليوم، نشاهد النسخة العراقية من (حملة صناعة الجهل والتخلف) التي يقف وراءها ملالي إيران أيضاً، فمنذ قيام الإحتلال الأمريكي بتسليم مقاليد الأمور في العراق بيد السفارة الإيرانية ولغاية اليوم أثبتت حملة تجهيل الشعب العراقي نجاحاً ساحقاً لم يتوقعه الإيرانيون أنفسهم، فهذا النجاح المذهل يتجسد في وصول الجهلة الى سدة الحكم، فاليوم هناك قادة سياسيون ومسؤولون حكوميون كبار أميّون وجهلة وليست لديهم شهادات إعدادية ولا متوسطة وبعضهم لم يتخرجوا من الإبتدائية، وقد لجأ معظمهم الى تزوير الشهادات أو شرائها !

وقد وصل الجهل أيضاً الى أروقة الجامعات، وخصوصاً على مستوى أساتذة يحملون شهادات الدكتوراه والماجستير التي حصلوا عليها بعد 2003 بالوساطة والمحسوبية، كم هو مؤلم أن يقف أستاذ جامعي على المنصة ليلقي محاضرة على الطلبة وهو أساساً شخص بلا فكر وبلا ثقافة وبلا أية خلفيات علمية، لقد بات الطلبة يتندرون ويهزأون بهؤلاء الأساتذة ذوي البدلات الرسمية خصوصاً بعد أن تم الكشف عن حقيقة شهاداتهم وعناوينها العجيبة (دكتوراه في القصائد الحسينية في عهد الصنم هدام، دكتوراه في حب الزهراء، دكتوراه في السجود على التربة الحسينية، دكتوراه في امتداد العداء الأموي لأهل البيت من قبل النواصب وأحفاد يزيد، دكتوراه في العلوم الحوزوية، دكتوراه في آداب زيارة العتبات المقدسة، دكتوراه تاريخ الوهابية.....الخ) ، علماً بأن حملة هذه العناوين من شهادات الدكتوراه يمارسون مهنة التدريس في تخصصات لا علاقة لها بحب أهل البيت والعلوم الحوزوية، إذ انهم يدرّسون الفيزياء والكيمياء والحاسبات والبايولوجي وغيرها من التخصصات المهمة....!!!

ماهذا الجنون؟! الى أي حال أوصلتنا تبعية حكومتنا لإيران؟ كيف سيكون الجيل العراقي القادم؟ هل سنرى فيه أطباء ومهندسين أم مسؤولي كشوانية يستجدون المال في العتبات المقدسة مقابل الدعاء لنا بجاه الزهراء عليها السلام؟

اليوم نستطيع القول بأن ملالي إيران قد نجحوا في تجهيل الشعب العراقي أو على الأقل من بقي داخل العراق من العراقيين لأن من هاجروا هرباً من بطش الميليشيات هم بمنأى عن موجة الجهل والتخلف.

وما الحل؟ الحل مرهون بالمثقفين والعلمانيين والتيارات المدنية ومن بقي من الأكاديميين وعقلاء القوم وحملة الشهادات الحقيقية، الحل مرهون بقيامهم بحملات مضادة تجعل عامة الناس يفهمون بأن الحياة لايمكن اختصارها بالحوزة والولي الفقيه والسيد وعمامته، فالسيد سيدٌ بأخلاقه وعِلمه وعمَله، فالانغلاق الذي وضَعَتنا فيه طهران عندما سلختنا عن محيطنا العربي والعالمي سيعود بنا مئات السنين الى الوراء، فكأننا اليوم نعيش في إقليم إيراني بائس، وكأن حكومتنا العراقية مجرد إدارة محلية غبية، كل شيء حولنا فيه شيء من عفن الولي الفقيه ومكره، الحل هو أن ينتفض المثقفون ليهتفوا بوجه عبيد الملالي في المنطقة الغبراء (إيران برّة برّة.. بغداد تبقى حرة) .


أحدث المقالات
  • ملحق خارطةالوطن ألوطنية, أم خارطة الوساطة ألافريقية, ألاممية بقلم بدوى تاجو
  • تجوع الحرة ولا تأكل بتيرانها وصنافيرها بقلم جاك عطالله
  • دحلان ، خيارات اقليمية ودولية أم خيار وطني بقلم سميح خلف
  • هل دعوة الأخوان المسلمين هى الإسلام ؟ بقلم بابكر فيصل بابكر
  • صناعة الطائفية والإنتهازية السياسية!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • عباقرة ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • استلام مال مسروق ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • مسكين الوالي !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • 26 يونيو – اليوم الوطنى لتعذيب الإعلام السودانى ! بقلم فيصل الباقر
  • دولة المواطنة الحديثة.. هي دولة الاغلبية المهمشة بقلم الطيب الزين
  • دهر وملاعين قصة قصيرة جديدة بقلم هلال زاهر الساداتي
  • تقارير المخابرات البريطانية عن السودان ١٨٩٢ــ ١٨٩٨م تقرير رقم (٢) مايو ١٨٩ بقلم عبدالرحيم محمد صالح
  • وماذا إذا لم يقبل ثامبو إمبيكي بملحق إضافي يا قوى نداء السودان؟.. بقلم عبدالغني بريش فيوف
  • لحماية السلام الإنساني والنسيج المجتمعي بقلم نورالدين مدني
  • المدينة والحاكم والكلاب 2 بقلم خالد دودة قمرالدين