استلام مال مسروق ..!! بقلم عبد الباقى الظافر

استلام مال مسروق ..!! بقلم عبد الباقى الظافر


06-23-2016, 02:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1466688480&rn=0


Post: #1
Title: استلام مال مسروق ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 06-23-2016, 02:28 PM

01:28 PM June, 23 2016

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


قبيل شهر رمضان المعظم كان وزير العدل السوداني يخاطب مؤتمراً صحفياً..سأل سائل عن اتهامات تواجه رجل أعمال جهيّر السيرة..ومن دلائل نفوذ ذاك الثري أنه كان أحد المرشحين لرئاسة نادي المريخ السوداني ..الوزير فاجأ الحضور بأن ذاك الوجيه مطلوب للعدالة، وأن بوسع أي مواطن تسليمه للشرطة..لا أدري إن كان الوزير قد تمكن من تنفيذ القانون على ذلك الرجل الثري، أم مازال في انتظار عون المواطنين.
الأسبوع الماضي قرأت خبراً يفيد أن حكومة ولاية جنوب دارفور قامت بشراء عدد كبير من السيارات المهربة أو مجهولة المصدر..السيارات المسماة ب (بوكو حرام) يبلغ عددها في الولاية نحو ثلاثة آلاف سيارة ..تمكنت الحكومة من رصد أكثر من ألفي عربة حسب معلومات رسمية.. الحكومة المحلية اشترت في الأسبوع الماضي (١٨١) عربة، وذلك بعد انخفاض أسعارها إلى ما دون النصف ..أغلب السيارات هذه قادمة من ليبيا وبعض الدول الإفريقية .. قبيل عامين اشتكت دولة أفريقيا الوسطى من أن عصابات استغلت ظروف الحرب الأهلية وهربت سيارات لدارفور .. بل إن بعض هذه السيارات مسروق من مناطق مختلفة من السودان.
عندما تشتري حكومة محترمة عدداً من السيارات ذات المصدر المجهول، فإنها تضرب عرض الحائط بعدد من المفاهيم المتعارف عليها.. هذه العربات حيازتها تشكل جريمة في حد ذاتها..كما أن التعامل فيها يخالف قوانين الجمارك التي تنظم استيراد السيارات.. الأهم من ذلك أن الشراء يعتبر اعترافاً رسمياً وتقنيناً لظاهرة تستحق المحاربة ..هذه السيارات يمكن أن تستغل في أعمال مجافية للقانون.
هذا التصرف الأخرق من حكومة جنوب دارفور يعيد السودان إلى دائرة الاشتباه في تمويل الإرهاب..وما يجدر ذكره أن الحكومة الاتحادية والأجهزة المصرفية لعبت دوراً كبيراً لخروج السودان من هذه القائمة المسيئة ..قائمة توفير التمويل للإرهاب تختلف عن نظيرتها الأمريكية التي تتحدث عن الرعاية الرسمية للإرهاب، بينما الأخيرة قائمة أممية تركز على متابعة الضوابط المالية والمصرفية في كل بلدان العالم.. تصرف حكومة جنوب دارفور يوحي أن هنالك جهات رسمية في السودان تغرد خارج السرب.. كل شبكات غسل الأموال تحاول تحويل المال المتسخ إلى أصول، ومن بعد ذلك تسييله عبر إدخاله في القنوات المالية الشرعية.
ماذا إذا تعاملت معنا إحدى دول الجوار عبر سياسة التعامل بالمثل ..سيتم تهريب مئات بل آلاف السيارات من بلدنا إلى بلاد مجاورة..هذا يعني تحفيز سياسة مخالفة القانون.. داخلياً ستنتشر ظاهرة سرقة العربات مادام هنالك ملاذاً آمن، وهنالك حكومة ترحب بالسيارات مجهولة الهوية.
في تقديري..كان من واجب حكومة جنوب دارفور أن تلتزم حرفيا بتطبيق القانون.. أي عربة لا تحمل مستندات استيراد يتم مصادرتها ..بعيد إنفاذ القانون بإمكان الحكومة بيع هذه العربات أو تحويلها لخدمة الحكومة..لكن ما فعلته هذه الحكومة يعتبر مخالفة صريحة لكل القوانين الدولية والمحلية.
بصراحة.. يحتاج والي جنوب دارفور لمساءلة رسمية من جهات إنفاذ القانون..تتعاظم الجريمة حينما ترتكب بآليات السلطة التي من المفترض أن تقوم بحماية القانون.




أحدث المقالات

  • الحصاد المر للربيع العربي (3 - 4)تحولات النخب وحراك اجتماعي جديد بقلم د. موريل أسبورغ، هايكو فيمن
  • الاتجاهات العالمية، تقرير يستحق التأمل!!! بقلم د. محمود ابكر دقدق
  • في ذكري شيكان .. حينما ابتلعت الارض جيش الغزاة بقلم د. محمد المصطفي موسي
  • منتجات غزة تضاهي شركة بلاسون الإسرائيلية بقلم د. فايز أبو شمالة
  • صاحب الاقتراح وو .. أهو د. لوكا بيونق .. أم هو .. !! بقلم رندا عطية
  • إطلاق سراح طلابنا النبلاء!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • سيادة القانون، في كلمات مختصرة بقلم د. محمود ابكر دقدق، استشاري قانوني وباحث
  • اشهر زول سوداني في تاريخ السودان!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • تايه بين القوم/ الشيخ الحسين/ الترابي وجدل المصداقية
  • حين تجثم البطالة على صدر الطبقة الساحقة في رمضان بقلم فكري ولد علي
  • شكراً.. وهناك ثغرة ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • معايير النقد الفني بقلم فيصل محمد صالح
  • استوردوا.. خُضَرا.. أو بَشرا!! بقلم عثمان ميرغني
  • بإمكان الملك أن ينقذ سلام السودان ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • بين الكبريت الصابون! بقلم الطيب مصطفى
  • محمد على جادين: أيها الراحل في الليل وحيدا بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • عن مصر بلا حصر بقلم مصطفى منيغ
  • مكمن الخلل والواقع المأزوم بقلم نورالدين مدني
  • التحالُف المُركَّب.. مخرج أزمة العمل المشترك للمعارضة؟ بقلم البراق النذير الوراق
  • فرنسا تضيق الخناق على الكيان الصهيوني بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • ثابو أمبيكي.. كتف الوساطة المايل!! بقلم الصادق حمدين
  • التوقيع على خارطة الطريق خيانة عظمى و تقنين لمغانم الفاسدين! بقلم عثمان محمد حسن
  • لماذا كثر الكلام عن الجنجويد الان ؟ بقلم د محمد علي الكوستاوي
  • أساليب نضالات الطبقة العاملة، في ظل النظام الرأسمالي المعولم.....4 بقلم محمد الحنفي