نورالدين مدني * رغم الأجواء المحيطة المحبطة التي تفجعنا كل يوم بأخبار الجرائم والنزاعات والحروب ودمار العمران تبرق في الأفق بعض التجليات الطيبة المبشرة بالسلام الإنساني والسلام المجتمعي بين الناس أجمعين. *مع تنامي بعض الجماعات العنصرية المغذية لثقافة كراهية الاخر ومحاولة إقصائه حتى داخل الوطن الواحد‘ بل والدين الواحد .. توجد إشراقات إيجابية تستحق الدعم والمساندة والتشجيع. *تحدثنا قبل ذلك عن دعوة رئيس وزراء أستراليا مالكولم تيرنبول للمسلمين كي يشركوا جيرانهم في موائد الإفطار الرمضانية وقلنا أنها دعوة طيبة لإحياء ظاهرة موجودة أصلاً في التعاليم الدينية‘ وإن تراجعت نتيجة للضغوط الإقتصادية والمتعيرات الإجتماعية التي أثرت سلباً حتى على العلاقات الأسرية. * ظاهرة الإفطارات الرمضانية الجماعية ظلت موجودة في بلداننا وفي كثير من بلاد العالم‘ ففي السودان على سبيل المثال لاالحصر كنا نعيش في سلام ووئام مع أخواننا الأقباط‘ يشاركوننا إحتفالاتنا الدينية ونشاركهم أعيادهم‘ وقد درج الأقباط على إقامة إفطار رمضاني محضور كل عام‘ إضافة للإفطارات الرمضانيةالتي تنظمها بعض السفارات الغربية. *نقول هذا بمناسبة الدعوة الحميدة غير المسبوقة التي إبتدرها رئيس وزراء أستراليا مالكولم تيرنبول لعدد من الرموز الإسلامية والقيادات المجتمعية على مأدبة إفطار رمضاني وهي مبادرة حميدة وجدت إستحساناً من كل المكونات الإسلامية الأسترالية. *إننا نبارك هذه المبادرة الطيبة لأنها تصب في صالح تعزيز السلام الإنساني بين كل مكونات النسيج الأسترالي وتقوية أواصر التعايش الإجتماعي ومحاصرة أسباب وعوامل وعلل كراهية الاخر ومحاولة إقصائه بلا مبرر ولا جدوى . *نحن ندرك وجود خلافات طبيعية بين المكونات الثقافية والإثنية في كل المجتمعات الإنسانية‘ لكن ذلك لايبرر إختلاق المعارك وزرع الفتن بينها‘ بل بالعكس تزداد الحاجة للإحترام المتبادل بين المكونات الثقافية والإثنية - بعيداً عن العنصرية والأحكام الإنفعالية - لتعزيزالسلام الإنساني والتعايش المجتعي في كل انحاء العالم. *