*أيام وتروج قنواتنا لبرامج العيد.. *وستمتلئ الصحف بتصريحات المديرين والمخرجين والمعدين.. *ستمتلئ بأخبارهم حتى تفيض.. *وقبل أشهر حدث الشيء ذاته بخصوص برامج رمضان.. * قبل أن يفكر الناس في (الحلو مر) أصلاً.. *فما أن ينقضي رمضان حتى نسمع كلاماً عن برامج رمضان القادم.. *وما أن ينقضي رمضان حتى نسمع كلاماً عن برامج العيد.. *وما أن ينقضي العيد حتى نسمع كلاماً عن برامج العيد الكبير.. *ثم أغلبها برامج غنائية تافهة.. *ليست الأغاني في حد ذاتها هي التافهة وإنما البرامج المخصصة لها.. *فهي في مجملها أغنيات معروفة لمطربين قدامى.. *والذين يرددونها - من الشباب- لم يأتوا بجديد ذي شأن في ساحة الغناء.. *لقد توقف قطار الإبداع عند محطة مصطفى سيد أحمد.. *فهم يتاجرون بأغاني الغير- بعد تمييعها- ويطلقون على أنفسهم الألقاب.. *فهذا إمبراطور وذاك قيصر وتلك ملكة.. *وقنواتنا تساهم بقدر كبير في هذا السخف وعلى رأسها (النيل الأزرق).. *ثم تبعتها بقية القنوات من باب المنافسة.. *المنافسة على ترسيخ ثقافة الخنوع والميوعة والخيابة بين شبابنا.. *ميوعة تبلغ قمة انحطاطها في شهر رمضان.. *فلا يصير - من ثم- فرق بين (شارع الهرم) وفضائيات (شارع النيل).. *أو فضائيات (دولة الرسالة).. *أو فضائيات (إعادة صياغة الإنسان السوداني).. *فإن كان هدف الإنقاذ خلق جيل (انصرافي) فقد نجحت بدرجة امتياز.. *فأكبر قدر من المغنين هم في السودان الآن.. *هي الدولة الأولى في العالم من حيث عدد الممسكين بـ(مايكات) الطرب.. *والآن يسخر منا الخليجيون جراء هذا.. *لم يسخروا من اللبنانيين ولا المصريين ولا المغاربة ولكن منا نحن.. *فهم يتداولون طرفة بينهم هذه الأيام.. *طرفة الرجل الذي أزعجه جداً حب ابنه المبالغ فيه للغناء.. *وليس أي غناء وإنما (المائع) منه.. *فهدده بنفيه إلى السودان حيث كل الفضائيات هناك (تغني) على هذا النحو.. *قال له (راح يستقبلونك في المطار).. *ونحن نضيف لحديث الخليجي هذا عبارة (وراح يلقبونك الأمير).. *وقد قُدر لي أن أشاهد جانباً من (أغاني وأغاني) هذا العام.. *ففوجئت بمحاكاة (بليدة) لديكور أستوديو (إم بي سي) للمنافسات الغنائية.. *محض بخور وظلال وألوان و(غباش).. *ثم المزيد من الوجوه التي تسيء لسمعة الغناء السوداني.. *أما برنامج (وتر عربي) فحمدت الله على عدم مشاهدته من واقع سماعي عنه.. *فهو يريد بيع الغناء في (حارة الغنائيين).. *وسخر من تفاهتنا حتى (المكوجي) شعبان عبد الرحيم.. *حتى صاحب الغناء (التافه !!!). assayha