الأرزقية والوصولية في السياسة والساحة السودانية بقلم بشير عبدالقادر

الأرزقية والوصولية في السياسة والساحة السودانية بقلم بشير عبدالقادر


06-12-2016, 07:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1465756502&rn=0


Post: #1
Title: الأرزقية والوصولية في السياسة والساحة السودانية بقلم بشير عبدالقادر
Author: بشير عبدالقادر
Date: 06-12-2016, 07:35 PM

06:35 PM June, 12 2016

سودانيز اون لاين
بشير عبدالقادر-
مكتبتى
رابط مختصر



في مقال سابق لنا بعنوان "السياسي السودان غير وطني" تعرضنا لنماذج من فئة السياسيين السودانيين الغير وطنيين. واليوم نستعرض فئة أخرى من أصحاب المناصب "الرسمية" أو المحميين من قبل أصحاب المناصب الرسمية وبعض من شابههم من المعارضة وهم من أسميناهم بالأرزقية. وهي فئة ليس لها مثقال ذرة من الاخلاق الكريمة او الخلق السوي او المروة السودانية، لأنها تساهم في انتشار الظلم والفساد وتفكك المجتمع السوداني واشتعال الحروب واستمراريتها في حين تتمتع بكل خيرات الوطن ما ظهر منها وما بطن ولا تستحي البتة في التفاخر بالجاه و المال والسلطان!!!

المثال الأول للأرزقية ، ونبدأ به لأنه شذّ من سبقه "فات الصغار والقبله"، إنه ذلك السياسي السوداني والنائب البرلماني ابوالقاسم برطم والذي نسى وتناسى كل ما تعانيه البلاد من أزمات في كل المجالات ناهيك عن الحروب والموت اليومي مجاناً بالمئات للمواطنين السودانيين في دارفور وجنوب كردفان وفي النيل الأزرق بل وفي العاصمة نفسها الخرطوم. ليعيش هو في رغد من العيش ويتنعم في حياة القصور!!

نعم قام النائب البرلماني "المستقل" والقائل في تاريخ 12/06/2016م بأن "مرتب البرلمان أخير عدمو...3900 جنيه" !!! قام بتشييد مجسم البيت الابيض الامريكي في ضاحية كافوري على مساحة 5 الف متر مربع وبه " 35 غرفة و32 حمام"، معللاً ذلك بولعه بالبيوت الكلاسيكية!!!

ثم فاجأنا بأن واحدة من اهتماماته تكريم أسرة الرئيس الراحل جعفر نميري، ولعل هذا التكريم كان سيكون أكثر شمولا لو أنه أعتصم ليلاً نهاراً في قبة البرلمان معلنا صوما دائما -اضراب عن الطعام - كاحتجاج على استمرار الحرب في هيبان وبقية أنحاء السودان المختلفة.

المثال الثاني، القيادية بحزب المؤتمر الوطني السيدة سامية محمد أحمد التي تناست كل هموم الوطن والازمة السودانية لتنادي في الاسبوع الاخير من شهر مايو 2016م في الجلسة الافتتاحية للملتقى التداولي الأول بنادي الضرائب، بوضع معايير جديدة لعضوية حزب المؤتمر الوطني قائلة "... لدينا أعضاء ملتزمين منذ الثمانينات وآخرين متعاطفين أو موالين للحزب ... مانديهم درجة أولى ولكن نديهم درجات ) ونوهت الى انضمام عضوية جديدة تحمل مواصفات حماية أهداف ومصالح الدولة وزادت هذه العضوية تقف معنا ومثل هذه النظرة تجنبنا مسألة التمكين لبناء انتماء هيكلي يستجيب اي شخص له حتى لو كان لديه مصلحة شخصية ، ولو طلعنا من الحكم ليس معروفا هل سيصبح معنا أم ضدنا، ونحن لانريد أن نخرج من الحكم..."!!! أي الإصرار على "إحتكار سلطة الدولة" شاء من شاء وأبى من أبى!!!

ببساطة هي تنادي بإعادة تقسيم غنيمة الوطن على الحزب ومؤيديه ومناصريه قائلة "...ما نديهم درجة أولى ولكن نديهم درجات" !!! حتى لو كانوا أصحاب مصالح شخصية لانهم سيساعدون في أن لا يخرج الحزب من الحكم وتدعم إعادة اقتسام الغنائم مبررة بان حزب المؤتمر الوطني لا يريد ان يخرج من الحكم!!! ويمكن تعضيد هذا الموقف بما أوردته صحيفة اليوم التالي بتاريخ 6 يونيو 2016م ، قول بلة بلة يوسف أمين الشباب بالوطني، إن المؤتمر الوطني يتطلع إلى مائة عام في الحكم لأنه حزب عقائدي ولديه فكرة"!!!

يمكن أن يصنف قول السيدة سامية محمد أحمد بأنه تطييب خاطر للعضوية الغاضبة من الاسلاميين والانقاذيين و غيرهم من الطامعين في اقتسام جزء من خيرات الوطن التى إستحوزت عليها حكومة الانقاذ والمؤتمر الوطني. وكذلك هو تطمئين للانقاذيين والطامعيين بأنهم هم المقصودين وليس الشعب السوداني بقول البشير بعد فوزه في الانتخابات "شكرنا في هذا اليوم يشمل كل الذين وقفوا معنا وأيَّدونا من قطاعات الشعب كافة،... "!!

وتتدرج أصناف الأرزقية "الرسميين" وأصحابهم نزولاً عابرة كل مستويات العمل والمجتمع حتى تنتهي بمن يلهو ببطاقة حكومية على انه في جهاز الأمن أو الاستخبارات او غيرها من القوات النظامية أو غير النظامية، و يتكسب من خلالها رزقه اليومي عبر تسلطه وابتزازه للمواطن البسيط !!!

سقنا تلك الأمثلة البسيطة أعلاه للدلالة على أن الانقاذيين هم أرزقية تقتصر الوطنية عندهم في الدفاع عن الانقاذ من باب الدفاع عن المصلحة الفردية والشخصية ليس الّا، ولا همّ لهم بالسودان ومواطنيه .

هذا ما كان من أمر الأرزقية الانقاذيين ، ومن باب العدل الاشارة الى وجود شخصيات أرزقية في المعارضة ، مطابقة تماما لهم من حيث الانتهازية والمتاجرة بقضايا الشعب السوداني بلا أدنى حس او رقيب او خلق او وطنية. هؤلاء حتى وإن كانوا قلة قليلة جداً ولكنهم كالسوس ينخر في جسد الوطن المتهالك ويزيده ضعفاً الى ضعف. ويمكن تصنيفهم أيضا في مستويات أو طبقات :

الطبقة الأولى، هم "تجار شنطة" سياسية، يتلخص عملهم في إعلان موقف متشدد ضد النظام الحاكم للفت الانظار ثم التظاهر بقبول التفاوض والبحث عنه بالسفر والتنقلات ما بين القاهرة ودبي والدوحة ولندن وغيرها وقبض العمولات مقابل كل جلسة تفاوض لملء أرصدتهم البنكية!!! وبعدها يسعون لإطالة الحرب والأزمات لأنها لو توقفت لتوقف مصدر رزقهم!!! و لا داع لضرب أمثلة هنا بل نكتفي بهلم جرا و "خلوها مستورة"!!!

تأتي الطبقة الثانية من هؤلاء "الأرزقية" الذين يصرخون خارج السودان بأنهم جزء أصيل من المعارضة وهم الفئة الباحثة عن الشهرة وتحلم بالمنصب والوزارة حتى أن أحدهم طلب تعيينه في درجة سفير كثمن لإيقاف معارضته !!! ويدخل ضمنهم كثيرا من المعارضين الذين بقوا بالخارج يتكسبون من خلال إدعاء بطولات زائفة وقد عاد بعضهم الى الخرطوم من منافيهم وقبضوا الاموال وأصبحوا إنقاذيون أكثر من حكومة الانقاذ يسبحون بحمدها ليلا ونهارا، ويدخل معهم من أختصر الطريق والزمن ولم يغادر الخرطوم أصلا للمنافي كالصحفي إسماعيل!!!

ختاماً، أقول أبتلى الشعب السوداني بخونة من أبنائه لا يهمهم سوى مصالحهم الذاتية فهم تجار السلطة وتجار الدين وتجار "الشنط" السياسية، وتجار الحرب ورافعي شعار"حقي كم" ، مرورا بالصحفيين تجار المواقف وتجار المخدرات بالحاويات وتجار المواد الغذائية الفاسدة وتجار الأوراق الثبوتية وأصحاب الشركات والأعمال التجارية التي "خلقوها" عنوة عبر استغلالهم لمناصبهم الحكومية انتهاء ببعض من تجار اللجان الشعبية بالأحياء السكنية. نعم هذا زمان الأرزقية التجار في السياسة والساحة السودانية و الذين لا هم لهم سوى السلطة والجاه والمال على حساب الدين والأخلاق والمبادئ والوطنية رافعين شعار "يازول بيع" !!!

ليلطف بك الله ايها الوطن.

أنشد الشاعر حميد
.....
"قول لابن ادم في بلد
طالت معاناتو وتعب
سكانو دايشين بالشرق
واولادو طاشين بالغرب
احنا اللي فاقدين اي شي
في الدنيا مالكين كل شي
با لفينا بالحيل ودا الدرب
والتابع الصاح ما ضهب
ويا ارزقية كضب كضب
احنا التعابة ال باختيار
صرمتنا ترتاح الديار
ينجم بالبلدا تعب
نحن الطيابه الصح كتار
احنا الغلابة اكبر حزب
لابننغلب ولا بننقلب".
[email protected]



أحدث المقالات
  • ذكريات رمضانية 5 قريمانيات .. يكتبها الطيب رحمه قريمان
  • مؤسسات التمويل الدولي مكانيزمات لزيادة الأفقار وتمكين الرأسمالية الطفيلية بقلم المثني ابراهيم بحر
  • الوتساب كثير منه مكانه المكبات بقلم عواطف عبداللطيف
  • التأميم والمصادرة: حصاد التجربة المر المقالة الثالثة عشر بقلم د. عبدالله محمد سليمان
  • بداية فصول المأساة الدامية ! بقلم عثمان الطاهر المجمر طه
  • القومية العربية و الشيوعية و الإسلامية هم صناعة تركية يهودية عثمانية بقلم طارق عنتر
  • المشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي بقلم ماهر إبراهيم جعوان
  • الحركة الإسلامية: نفسية وعقلية ضاربة في التقليد, وضلال في المقاصد وفعل الخير بقلم أحمد يوسف حمد الن
  • استهداف المحكمة الجنائية للقادة الأفارقة..كلمة باطل أريد بها باطل بقلم الصادق حمدين
  • تحديات المرأة المؤمنة في اليهودية والمسيحية والإسلام بقلم عزالدّين عناية
  • تايه بين القوم/ الشيخ الحسين/ الاتحاديين ( يا حليلم دوام بطراهم)
  • رسائل برلين بقلم فادى عيد
  • السودان هل مشى (كلاي) خلف جنازة (محمد علي) باكياً حافياً..؟ بقلم أحمد إبراهيم
  • خطأ طبيب..!! بقلم الطاهر ساتي
  • هل نحن شَعبٌ كسولٌ؟؟ بقلم عثمان ميرغني
  • والبحر جنبك !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • هزيمة الاســلاميين؟؟بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • شكراً قراء الصيحة بقلم الطيب مصطفى
  • معتمد محلية الجنينة وإعتباطية القرارات ! بقلم عبد العزيز التوم ابراهيم المحامي
  • حول العمل الطوعي فى السودان- بقلم الدكتور ابراهيم النجيب
  • بلد تنهار ولامغيث ....واهل البلد يتفرجون وينتظرون اعلان الوفاة بقلم ادروب سيدنا اونور
  • ليبرمان يعرج في مشيته ويتعثر في سياسته بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • برلمان البشير فعلاً مكان للتسلية يلعب فيه النواب دور الكومبارس!! بقلم عبدالغني بريش فيوف