حول العمل الطوعي فى السودان- بقلم الدكتور ابراهيم النجيب

حول العمل الطوعي فى السودان- بقلم الدكتور ابراهيم النجيب


06-12-2016, 08:08 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1465715290&rn=1


Post: #1
Title: حول العمل الطوعي فى السودان- بقلم الدكتور ابراهيم النجيب
Author: مقالات سودانيزاونلاين
Date: 06-12-2016, 08:08 AM
Parent: #0

07:08 AM June, 12 2016

سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
مكتبتى
رابط مختصر

تشن الان حرب شديدة وضارية على العمل الطوعي فى السودان مفادها الأخير أن هذا العمل هو اتساق مع خط الحكومة وتبني غير مباشر لواجبات الحكومة وعملا فى اتجاه يجعلها تفر من المسئولية المباشرة الى التنعم فى الخير وقضاء الحوجات التى يقدمها بدلا عنها نشطاء وناشطات العمل الطوعي ثم تدعي إكتمال الأداء وتنسب الفضل لها.
الناظر لحال البلاد بعمومية وراغب فى التغيير يري ذلك ، بل وصل الحال ان بعض السياسيين نظموا حملات إعلامية لمحاربة ظاهرة العمل الطوعي وعزفوا على وتر الابتعاد عنه وتركه حتي لايتم إطالة عمر النظام
لكن ..
يقوم العمل الطوعي فى السودان فى أكبر تجلياته فى مبادرة شارع الحوادث والتى تهتم بالشان الصحي ونشأت فى شارع الحوادث الخرطوم كرد فعل لحالة الغلاء الفاحش فى الدواء وكثرة السائلين عليه وبشاعة الإحتمال بأن يموت انسان ما لعدم توفر (حق العلاج) عنده ، بل وتوفي أناس فعلا ولايزالون.
هذا العمل سرعان ماتطور وأصبحت المبادرة تقدم خدمات صيانة للمستشفيات وعنابرها وتمتلك عربة إسعاف خاصة بها وتقيم حملات تبرع الدم وغيره ، مما يغطي فعلا على أدوار هي من صميم عمل الحكومات ويؤديه بالنيابة عنها ويسحب كمية من الطاقات التي ربما افادت احزابها وافكارها.وقد حاربت الحكومة هذه المبادرة وغيرها فى فترة ثم رجعت لمهادنتها فى أخرى.
والعمل الطوعي هو ظاهرة صحية وضرورية فى المجتمعات شأنه شأن كل عمل منظمات المجتمع المدني ، والطوعي منها محصور فى ظاهرة اكثر حساسية وهي وجود الكارثة او المشكلة التى تستدعي التدخل فى شانها ومعالجتها من ناشطي هذا المجال.
هذا يعني بالضرورة ان هذه المنظمات ماكانت لتوجد لولا وجود كارثة ومصيبة حقيقية فى شارع بلادها وظاهرة يومية مفادها ضرورة هذا العمل ، وهو يطرح سؤالا اليوم بعد مرور هذه السنوات عليه : لو تخلى الناشطون عن هذا المجال هل ستقوم الحكومة بدورها وواجباتها وتنهي الأزمة !!؟؟ أم ستظل المشكلة قائمة !
العمل الطوعي لايصب نهاية فى مصلحة الحكومة فهو يعريها ويفضحها ويكشفها للمواطن الذي بدلا من تلقي الخدمات من الحكومة يتلقاها من منظمات، ويوضح لأي درجة هي مبتعدة عن دورها الأصيل فى قطاع الخدمات ، هذا لو قدم العمل الطوعي باحترافية ومهنية عالية.
والعمل الطوعي أيضا يجب عليه التعامل بآليات ضبط حساسة وعلمية فى تحديد الأولويات وتقديمها ، وهذا يعني وجود كادر مدرب ومؤهل على عمله لا (طيب وحساس) فقط . الأول يؤدي عمله بطاقة أقل ودراية اكبر وفائدة اشمل ،والثاني بإندفاع أكثر وعاطفة كبيرة وكفاءة قليلة ويهدر طاقة أكبر في ظل أداء أقل.
والعمل الطوعي بحاجة الى التركيز أكثر قليلا فى مجال رفع قدرات ومعارف متلقي خدماته وإطلاعهم على حقيقة أنهم غير مدعومين من الحكومة وهي تتهرب فى كل لحظة من مواطنيها وواجبها ويتصدي لتلك المسئولية هؤلاء الشباب ، حتي يتعرف المواطن لكمية فشل حكومته والحقيقة الماثلة ، ثم يتم تعريفه على الخيار الاكبر والافضل وهو تغيير النظام الى نظام افضل وملتزم بواجباته ومقدم للخدمات
والعمل الطوعي بحاجة إلى صرف المال الفائض بدلا عن (ملايات العنابر) الى ورش تدريب المتطوعين ورفع قدراتهم ومهاراتهم ، فإنك تكسب الف مره أفضل بسبب كادرك المؤهل بدلا من الكادر المندفع بعاطفته غير المؤهل الضائع جزء مقدر من جهده وطاقته بسبب قلة المعرفة والخبرة
هذا سيوقف قليلا الهجوم الذي يتم صبه من قوي المعارضة والقوي الداعية لإلتزام الحكومة بواجباتها وعدم التهرب منها ، وفى سبيل هذا يمكن ان تحارب أي قوي يستفيد منها النظام وتدعم بقاءة حتي احيانا بعمي وتعامي كما هو حاصل فى العمل الطوعي ، الذي يتوجب على القوي المعارضة دعمه وخصوصا دعم ترفيعه والتأهيل والتدريب داخله وتأطير مبادراته بإطارات نظرية قوية وفعالة ؛ كما سيفتح عيون متلقي الخدمة على مواطن الخلل فى الدولة ويعبئه فى اتجاه انتزاع حقوقه ، ويقلل من الجهد المصروف على هذه النشاطات بادق الطرق وأفضلها بدلا من إهدار الطاقات التى ربما كانت مفيدة أكثر فى جوانب أخرى .
بهذا أوجه دعوة الى منظمات المجتمع المدني والعمل الطوعي خصوصا بانشاء مبادرة تدريب وتأهيل لناشطيها ورفع قدراتهم ، والإهتمام أكثر بتمليك الناشط بمفاصل عمله واولوياته والتفضيل بين خيارات العمل بما يدعم عملية التغيير ، كما اوجه دعوة الى الأحزاب السياسية بدعم هذا التدريب والتاهيل والتعريف بالعمل الطوعي بصورة علمية ومعرفية قوية والتقليل من الخطاب المضاد له.
كما أدعو منظمات العمل الطوعي للإنخراط فى هذا التدريب والتاهيل والتزام النهج العلمي ؛وكذلك دعوة للتفضيل فى الخيارات، فإن إطعام أطفال فى مايو أفضل الاف المرات من إفطار سائقي المركبات فى شارع الستين.

د.ابراهيم النجيب
الرئيس المكلف للحزب الديمقراطي الليبرالي
أحدث المقالات


  • الفرصة مواتية لانتصار السلام في أمريكا بقلم نورالدين مدني
  • أخلقوا ألمعاذير فى سدوم شعر نعيم حافظ
  • فلندعم توجهات وزير العدل بالغاء القوانين المخالفة للدستور و المواثيق الدولية بقلم ابوبكر القاضي
  • قصصات وفاء لأصدقاء الثورة الأرترية بقلم محمد رمضان
  • عسل الوجود بقلم د. فايز أبو شمالة
  • الصراع الإيراني الأمريكي بين الشك واليقين بقلم الدكتور سفيان عباس التكريتي
  • في زكري قرار الرابع من رمضان بقلم Dr.Almogdad Adam Taha Hussien
  • المراة التي جعلت النوم يطير من عيون المجرم عمر البشير .. بقلم الفاضل سعيد سنهوري
  • المِيَاه و نطَاق التَّجَوُّل لِاِسْتِدَامَةِ الْمَرَاعِي بقلم مُحَمَّد عَبْد الرَّحِيم سيد أَحَمَّ
  • الموضوع: تحذير .. هام و عاجل جدا .. جدا ..!! قريمانيات .. يكتبها الطيب رحمه قريمان
  • ليس الأمر كما يراه نبيل أديب!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • محمد علي .. نموذج للمسلم الحقيقي. بقلم الطيب الزين
  • (عايزنها كده) بقلم الطاهر ساتي
  • (القيامة) .. مطلب شعبي بقلم جمال السراج
  • هل مشى (كلاي) خلف جنازة (محمد علي) باكياً حافياً..؟! بقلم أحمد إبراهيم
  • توتة توتة......وما خلصت الحدوتة..!! بقلم توفيق الحاج
  • شجرة الفكي ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • هزيمة الاسلاميين؟؟ بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • (الصيحة) للأذكياء !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • (غضبة الحليم)!! بقلم عثمان ميرغني
  • صحافة الغفلة! بقلم الطيب مصطفى
  • محمد علي كلاي: شارك في تشييعه زعماء من مختلف أنحاء العالم في موكب مهيب
  • صادق خان وفوز الإسلام المستنير بقلم بدرالدين حسن علي
  • عبد الخالق محجوب وصفوف أمين حسن عمر بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • عملتوها شينة يا مريخاب !! بقلم الشفيع البدوي
  • الإعلاميون بين دائرتي الواقع و الطموح بقلمزين العابدين صالح عبد الرحمن
  • المؤتمر الوطنى هذا الوعاء الجامع بقلم محمدين محمود دوسه
  • الفنان الشامل والعطاء الجميل بقلم د. موفق نورالدين مدني