أمين حسن عمر أنت قح: الأخلاق والاقتصاد بقلم عبد الله علي إبراهيم

أمين حسن عمر أنت قح: الأخلاق والاقتصاد بقلم عبد الله علي إبراهيم


06-09-2016, 10:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1465509036&rn=0


Post: #1
Title: أمين حسن عمر أنت قح: الأخلاق والاقتصاد بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 06-09-2016, 10:50 PM

09:50 PM June, 09 2016

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر





(عاد أمين حسن عمر، رجل الدولة الديمة، إلى عادته في القول الفسل عن طهر دولته التي ألغت طوابير اللذة في الخرطوم القديمة. وأمين قح على سنة ب. عبد الله الطيب الذي قال لطالب شقي ملحاح مجدود العبارة: "يا فلان أنت قح". فبينما تتوالى اعترافات إسلاميين أشد منه طهراً بتردي الأخلاق في الدولة الرسالية تجده ما يزال ينافق تلك الدولة بالأكاذيب البلقاء عن طهرها. أنت قح. وأنظر هنا لمسألة أمين الفاسقة من زاوية أوسع من مجرد التهاجي إلى جذرها في علاقة الاقتصاد والأخلاق حسب تجربتنا الاجتماعية والسياسية الملموسة).
وقعت سخرية قدر عجيبة منذ حُل الحزب الشيوعي في ديسمبر 1965 تُذَكر بقولنا "أهل البكا غفرو الجيران كفرو". وهذه السخرية القدرية ماثلة في أن الإسلاميين قبلوا بالماركسية من غير تصريح بالطبع بينما قنع الماركسيون من نظريتهم ظاهراً وباطناً. فمنهم من رماها في قارعة الطريق، ومنهم من ينتظر، ومنهم من لا يعمل بها ويقاتل دونها. فمربط الفرس في حل الحزب الشيوعي كان أنه يدعو إلى التحلل الأخلاقي وتعهير النساء. ورددنا عليهم أن من يدعو النساء إلى سوق العمل لا يمكن أن يدعو لغير كرامتهن واستعلائهن على الحاجة الملجئة للتبذل. قلنا إن شرائع الأخلاق حبابها عشرة وعَاصمةٌ من الترخص ولكن علينا أن نساعدها ب"جكة" مجتمع قائم على العدل. كان صراعاً حول الأخلاق والاقتصاد. كان من رأي الإخوان كفى بالدين عاصما. وقلنا لهم المعاد بالمعاش.
بعد خمسين عاماً وجد كثير من الإخوان المسلمين (الذين سارعوا مسارعة فطيرة للحكم) أنفسهم وقد انحطت الأخلاق بدولتهم حتى كانوا هم أول المحتجين. شكوا من لقطاء المايقوما، ومن ارتفاع معدل مشاهدة الأفلام الماجنة، وهلمجرا. وكانت الأعلى صوتاً في نعي أخلاق النساء والرجال هي سعاد الفاتح: نفس السعاد التي كانت بطلة ندوة معهد المعلمين العالي الشهيرة. وهي الندوة التي تأسست فيها الفرية بفساد خلق الشيوعيين بعد أن شتم طالب مستهتر "ملصق شيوعيين" بيت أفضل البشر. ولا زال غير معتذر ولا آبه بتعريضه لحزب الكادحين الأمثل للشرور والمحاق. لعنه الله. وهكذا نجد الإسلاميين تعثروا بالماركسية عن تجربة طويلة فظة بينما يتنصل أهلها التقدميون عنها بوصفها نظرية ضليلة. والسبب أنهم لم يستمعوا إلى قول الحزب بعد تلك النكسة. وكان قال لهم إن العزلة التي فرضها الرجعيون علينا بحل الحزب تستنفرنا أن نتعمق هذا الدين وندخل بالماركسية على معانيه الغراء نجددها ونستصحبها إلى قلوب المسلمين وعقلهم. وقال إن هذه معركة لا يجدي فيها الدفاع بل الهجوم الذكي النير. وكون لجنة للدين لموالاة ذلك الواجب. ولكن تراخت الهمم. وهكذا صار تحلل الماركسيين من الماركسية هي طريقهم الوحيد للاقتراب من تحدي استصحاب الدين فراراً منه. وهذا موقع دفاع لا هجوم حيال حقائق الدين وسياساته كما أراد له الحزب. وأعرض هنا لما طرأ على سعاد الفاتح التي أشقاها مؤخراً فساد الأخلاق في دولة الرساليين الكذبة:
تأست السيدة سعاد الفاتح، البرلمانية البارزة عن المؤتمر الوطني، على حال طالبات الأقاليم الجامعيات بولاية الخرطوم. وقالت إن اقتصادهن الشحيح اضطرهن لأشياء تَعْرِف عنها وتمسك الحديث عنها. ولكنها قالت بشجن ملحوظ واضح: "يا اخوانا حرام عليكم نفرش بناتنا وعرضنا".
ظللت أسمع عن "بنات الأقاليم" في الخرطوم. وبدا لي الحديث عن "فرش عرضهن" ربما كان مبالغاً فيه. وتنبهت لحديث بعضهن عن التجني عليهن بحديث الفرش كاستثناء وكأن الأزمة الاقتصادية أعفت الخرطوم فتعففت بناتها. فالحديث عن أخلاق طلاب الجامعات، سواء من حيث تفشي المخدرات بينهم أو الفاحشة، لا يخلو من مبالغة لأنني وجدت من عرضوا المسألة في الصحف عازتهم البينات.
ولكن لا خلاف حول أن هناك مسألة تضعضع أخلاقي عام في سياق الأزمة الاقتصادية التي تطاولت. ومن المريح أن أناقش هذا الأمر على ضوء هذه الصرخة الصادقة الأسيفة من سعاد الفاتح بالذات على مصائر قسم من بناتنا. فقد كانت وما تزال عضواً مفصحاً في حركة سياسية وتربوية هي الحركة الإسلامية. وكان لها بالنتيجة مفاهيم عن الاقتصاد والأخلاق. وكان نهجها أن الأخلاق نازع روحي وديني يتعالى على الاقتصاد ساء أم حسن. فيكفي أن يحسن دين المرء فتحسن أخلاقه. واشتهرت سعاد بإلحاحها أن تتحجب الطالبات اللائي رعتهن في جامعة أمدرمان الإسلامية. وجعلت الحجاب (مجرداً) من علائم حسن الأخلاق.
من الجهة الأخرى اعتقدتْ سعاد (ضمن حركتها الإسلامية) أن من ساء دينه ساءت أخلاقه. وهنا استعيد خطابهم الأخلاقي خلال حملة الإسلاميين لحل الحزب الشيوعي في 1965 وطرد نوابه من البرلمان. وكانت نواة ذلك الخطاب أن الشيوعيين بلا دين وعليه فهم بلا أخلاق. ووقف يرد الذائعة عمر مصطفي المكي، النائب الشيوعي، في آخر خطاب له بالبرلمان في 8 ديسمبر 1965. وخرجت الميدان بخط عريض منه يقول: "ما هي المصادر الحقيقة للتفسخ الأخلاقي في البلاد". بدأ عمر كلمته بآية من سورة الأحزاب. وقال إنه يكرر "الأحزاب". وهي عن الأشحة على الخير، حداد الألسنة، ليني الركب، من أحبط الله عملهم. وكانت الآية الكريمة الثالثة التي استدعاها عمر في كلمته. وقال اتهمتنا الأحزاب في أخلاقنا بينما الحكم على ذلك لشعبنا الذي عرفنا لعشرين عاماً نحتذي مكارمها ونضمنها لوائحنا التنظيمية. (فمن حاسب غيرنا نحن الشيوعيين أجمل وجوهه قاطبة على نقص مظنون في الأخلاق بحد اللائحة الحزبية ولم نزل نغني لهذا الرمز العجيب ونذرف الدمع؟). ثم التفت عمر ليضع أصبعه على بؤر التفسخ الخلقي الجد. وعرض على النواب مجلات جنس أمريكية متداولة بين الناس. وعندما قرأ بعض ما جاء على لسان عاهرات فيها احتج بعض الأعضاء. فسكت عن ذلك ولكنه قال ليعلموا مصادر التفسخ الأخلاقي الحق.
وربما فاق محمد أحمد محجوب، رئيس الوزراء، الإسلاميين في منطق الأخلاق المتعالية بكلمة أذيعت على الأمة عن فساد خلق الشيوعيين. وغضب أستاذنا عبد الخالق محجوب على "البوص"، محجوب الزمن الجميل، كما لم يفعل من قبل وطلب وقتاً مساوياً للرد في الإذاعة. ولما لم يفعلوا أصدر بياناً على صدارته الآية القرآنية: "إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات: 6]}. ثم قال كيف لحزب يناضل لخروج المرأة للعمل وقيامها بأمر نفسها فيدعوها للرذيلة كما قيل عنهم إثر حادث معهد المعلمين المعروف؟
لا أعود إلى حادثة 1965 لجاجاً أو لكسب النقاط. ولكن لابد من "ألم أقل لكم". فقد قال الشيوعيون يومها إن حديث الأخلاق المتعالية على الاقتصاد مضل. وشهدت سعاد الآن ببعضه. وغرضي مع ذلك ما ظللت أردده من أن الحركة الإسلامية (وهي ليست المؤتمر الوطني بالمناسبة) لن تسترد عافيتها إلا بنقد شجاع لدورها في حل الحزب الشيوعي. وسمعت بآخرة من الترابي أو أحمد عبد الرحمن أن الزعيم الأزهري هو من صمم على الحل وتبعوه بغير إحسان. أما ما ينبغي للشيوعيين أن يفعلوه ليستقيم الأمر فكثير



أحدث المقالات

  • الهدية التي ينتظرها ترامب بقلم عبد الله الشيخ
  • هدى في عهد ميلاد القرآن بقلم الإمام الصادق المهدي
  • السودان وجنوب السودان : القضايا العالقة بقلم فيصل الباقر
  • أحفاد البوابين و الطباخين و السفرجية في مواجة الترك العثمانيين الغزاة بقلم طارق عنتر
  • الإسلام مُتهم عند الأخوان لذلك يسعون لتحسين صورته بقلم رحاب أسعد بيوض التميمي
  • د. امين حسن عمر لا يعرف ما هو التدين ...!!! ولا يعرف الحياء...!!! بقلم بروفيسور أحمد مصطفى الحسين
  • في الذكري الثامنة لرحيل عثمان حسين .. كانت لنا ايام . كتب صلاح الباشا من الخرطوم بحري
  • المؤتمر السادس إحكام القبضه على المؤتمر ... 2/2 عرض: محمد على خوجلي
  • النخب التى تتعمد ان لاتقرأجيداً!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • شهادتي للتاريخ (19) : أصَحِيحُ أن الروصيرص أَحْرَى وأَجْدَرَ بالفشل الهيكلي من سد النهضة؟ ! بقلم
  • الديمقراطية / الأصولية... أي واقع؟ وأية آفاق؟.....9 بقلم محمد الحنفي
  • ذكريات رمضانية 4 قريمانيات .. يكتبها الطيب رحمه قريمان
  • حصاد ( الانقاذ) الحضاري.. الدعارة و المخدرات! بقلم عثمان محمد حسن
  • مغالطات أمين بناني بقلم بابكر فيصل بابكر
  • وآسفي عليك يا ميادة سوار الدهب (4 من 10) ميادة سوار الدهب : العنصرية الُمُقيتة والجهل المُقيم
  • سياسة التهريب ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • في انتظار (المفاجأة) !! بقلم عثمان ميرغني
  • الكبار لا يكتبون أنفسهم أشقياء ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • دقات مسرح حسن مكي بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • (خليني) سوداني!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • بين الصادق المهدي ومبارك الفاضل بقلم الطيب مصطفى
  • خلاف التوريث بين الصادق ومبارك بقلم صلاح شعيب
  • جريمة قتل فى عياده عشوائيه ! بقلم ياسر قطيه
  • ملاحظات ومقترحات حول التطورات الاخيرة لأزمة دارفور وأثرها على مستقبل السودان بقلم د. محمود شعراني
  • تعليقا على لاح الصباح الامام الصادق المهدى . بتنفخ فى قربة مقدودة بقلم محمد القاضي
  • الأزمات لاتخنق المواطنين وحدهم بقلم نورالدين مدني

  • Post: #2
    Title: Re: أمين حسن عمر أنت قح: الأخلاق والاقتصاد بقل
    Author: عوض محمد احمد
    Date: 06-10-2016, 11:30 AM
    Parent: #1

    اوجزت و افدت استاذنا العظيم
    تكاد تقف وحدك كالسيف ضد موجات الزيف و العهر الفكري

    Post: #3
    Title: Re: أمين حسن عمر أنت قح: الأخلاق والاقتصاد بقل
    Author: عبد الله علي إبراهيم
    Date: 06-11-2016, 05:18 AM
    Parent: #2

    النصيحة قطعت مصاريني كلمة عن حمد النحلان استحسنها استاذنا يوماً وظفتها فيه. شكراً للطف.