تزوير العملة النقدية بشندي في عهد المك نمر بقلم سعد عثمان

تزوير العملة النقدية بشندي في عهد المك نمر بقلم سعد عثمان


06-09-2016, 07:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1465496522&rn=0


Post: #1
Title: تزوير العملة النقدية بشندي في عهد المك نمر بقلم سعد عثمان
Author: سعد عثمان
Date: 06-09-2016, 07:22 PM

06:22 PM June, 09 2016

سودانيز اون لاين
سعد عثمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





في العام 1813 غادر الشاب السويسري جون لويس بوركهارت (1784 – 1817) القاهرة متجها الى بلاد النوبة والسودان. وصل اسوان في جنوب مصر، ومنها انتقل عبر مناطق حلفا والمحس ودنقلا حتى وصل الى بربر ومنها الى شندي. من شندي انتقل الى كسلا ومنها ارتحل الى سواكن على البحر الأحمر. واجهت بوركهارت في اكمال رحلته الأولى من مصر الى السودان عدة صعوبات، منها اعتراضه بواسطة عصابات قطاع الطرق من المماليك، حيث اضطر ان يعيد محاولة السفر ثلاثة مرات.

كان بوركهارت يهتم بالرحلات الى الشرق الأوسط وافريقيا، وكان يدوَن كل ما يعايشه ويشاهده من طباع وعادات ما يزورهم من الأمم والشعوب. انضم بوركهارت الى جامعة كمبردج ببريطانيا، ودرس اللغة العربية وعادات الشعوب العربية. حيث كان يخطط بهذا الأمر للسفر الى البلاد العربية.

أصدرت جامعة كمبردج عدة كتيبات عن رحلات بوركهارت في الشرق الأوسط وبلاد النوبة، تم تجميعها من مذكرات رحلاته، وما ارسله من مقالات الى دوريات الرحلات بأوروبا. تمت ترجمة كتابه عن رحلاته الى النوبة بواسطة فؤاد اندراوس في العام 2007 وسمي ب " رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان".

عند وصوله الى مدينة شندي ذكر بوركهارت ان المدينة وما حولها من قرى يحكمها مك اسمه نمر. ويقول " وكان والد نمر عربيا من قبيلة الجعليين، ولكن امه من عشيرة ودعجيب الحكمة[بسنار]". كان المك واخوانه واقربائه، يمارسون سلطتهم ضمن التفويض الممنوح لهم من ملك سنار الذي كان يحكم دولة الفونج.

كانت التداول النقدي في اسواق شندي يعتمد على الريال الاسباني. كما يوجد نظام للشراء والبيع وهو نظام المقايضة. المقايضة هي تبادل البضائع عبر شرائها بسلع أخرى، وكانت المقايضة تمارس بواسطة سلعتي الذرة وقماش الدمور. في هذا الصدد يحدثنا بوركهارت: "ولشندي سوق يومية وأخرى أسبوعية كبيرة يؤمها جميع العرب المحيطون بها. والعملة المتداولة فيها هي عملة بربر، أعني الذرة والدمور. ولا يتداول القوم من الريالات الا ما ضرب في اسبانيا، ويسمونه "أبومدفع" على زعم أن ما يظهره صورة مدفع أو "ابوعمود" نسبة للأعمدة التي عليه، ولا يجيزون من هذه الريالات الاسبانية الا ما يحمل منها اسم كارلوس الرابع، ويسمونه "ريال أبو أربع" ولن يساوي الريال في نظرهم قيمته الكاملة الا إذا كانت هذه الخطوط الأربعة واضحة عليه. اما الريال الذي يحمل اسم كارلوس الثالث فهو في زعمهم أقل قيمة ما دامت خطوطه ثلاثة لا أربعة، ذلك فهو عندهم أقل من قيمته الحقيقية بالسدس. "

من ملاحظات بوركهارت أعلاه، يتضح ان الناس في شندي، كانوا يقيمَون الريال الاسباني بناءاً على عدد الخطوط المكتوبة في ظهر العملة؛ مقترنة مع اسم ملك من ملوك اسبانيا. وهذه الخطوط لم تكن سوى الأرقام الرومانية. فالثلاث خطوط هي العدد 3 بالأرقام العربية، وكذلك الأربع خطوط كانت تعني 4، ولا تعني سوى اسم الملك الاسباني مثل كارلوس الثالث او الرابع، ولا تعنى قيمة الريال نفسه. لكن على كل حال اعتمد عليها أهل شندي في تداولاتهم النقدية في الأسواق، فاسم كارلوس الرابع يعطي قيمة أكثر من اسم كارلوس الثالث، بغض النظر عن القيمة الفعلية للعملة.

كان التزوير يعتمد على إضافة خط واحد للملك الاسباني كارلوس الثالث، المكتوب بالأرقام الرومانية، ليصبح الريال أكثر قيمة، كون انه يصبح محتوياً على أربعة خطوط، ويشابه بذلك الريال الذي به صورة الملك كارلوس الرابع. يقول بوركهارت "وقد وجدت في اثناء مقامي بشندي حداداً يشتغل خفية بإضافة رقم" I" الى ريالات كارلوس الثالث، وكان ربحه من وراء ذلك مكيالين من الذرة للريال. ويقال ان البدو اول من فرق بين ارقام الريالات على هذا النحو. على ان التفريق لا يسبب مضايقة تذكر لأنه غير معروف في أوساط التجار."

إذا كان التزوير يعتمد إضافة خط صغير الى اسم الملك الاسباني، ليصبح اعلى قيمة شرائية، فكيف فات على القوم في شندي ان صورة الملك كارلوس الرابع لا تشابه صورة الملك كارلوس الثالث، المضاف الى اسمه خط صغير، ليصبح كارلوس الرابع!!

أحدث المقالات

  • الهدية التي ينتظرها ترامب بقلم عبد الله الشيخ
  • هدى في عهد ميلاد القرآن بقلم الإمام الصادق المهدي
  • السودان وجنوب السودان : القضايا العالقة بقلم فيصل الباقر
  • أحفاد البوابين و الطباخين و السفرجية في مواجة الترك العثمانيين الغزاة بقلم طارق عنتر
  • الإسلام مُتهم عند الأخوان لذلك يسعون لتحسين صورته بقلم رحاب أسعد بيوض التميمي
  • د. امين حسن عمر لا يعرف ما هو التدين ...!!! ولا يعرف الحياء...!!! بقلم بروفيسور أحمد مصطفى الحسين
  • في الذكري الثامنة لرحيل عثمان حسين .. كانت لنا ايام . كتب صلاح الباشا من الخرطوم بحري
  • المؤتمر السادس إحكام القبضه على المؤتمر ... 2/2 عرض: محمد على خوجلي
  • النخب التى تتعمد ان لاتقرأجيداً!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • شهادتي للتاريخ (19) : أصَحِيحُ أن الروصيرص أَحْرَى وأَجْدَرَ بالفشل الهيكلي من سد النهضة؟ ! بقلم
  • الديمقراطية / الأصولية... أي واقع؟ وأية آفاق؟.....9 بقلم محمد الحنفي
  • ذكريات رمضانية 4 قريمانيات .. يكتبها الطيب رحمه قريمان
  • حصاد ( الانقاذ) الحضاري.. الدعارة و المخدرات! بقلم عثمان محمد حسن
  • مغالطات أمين بناني بقلم بابكر فيصل بابكر
  • وآسفي عليك يا ميادة سوار الدهب (4 من 10) ميادة سوار الدهب : العنصرية الُمُقيتة والجهل المُقيم
  • سياسة التهريب ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • في انتظار (المفاجأة) !! بقلم عثمان ميرغني
  • الكبار لا يكتبون أنفسهم أشقياء ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • دقات مسرح حسن مكي بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • (خليني) سوداني!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • بين الصادق المهدي ومبارك الفاضل بقلم الطيب مصطفى
  • خلاف التوريث بين الصادق ومبارك بقلم صلاح شعيب
  • جريمة قتل فى عياده عشوائيه ! بقلم ياسر قطيه
  • ملاحظات ومقترحات حول التطورات الاخيرة لأزمة دارفور وأثرها على مستقبل السودان بقلم د. محمود شعراني
  • تعليقا على لاح الصباح الامام الصادق المهدى . بتنفخ فى قربة مقدودة بقلم محمد القاضي
  • الأزمات لاتخنق المواطنين وحدهم بقلم نورالدين مدني