النظام السوداني مرتاح لتمضية الوقت بالمفاوضات مع الحركة الشعبية بقلم عبدالغني بريش فيوف

النظام السوداني مرتاح لتمضية الوقت بالمفاوضات مع الحركة الشعبية بقلم عبدالغني بريش فيوف


05-30-2016, 01:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1464567090&rn=0


Post: #1
Title: النظام السوداني مرتاح لتمضية الوقت بالمفاوضات مع الحركة الشعبية بقلم عبدالغني بريش فيوف
Author: عبدالغني بريش فيوف
Date: 05-30-2016, 01:11 AM

01:11 AM May, 30 2016

سودانيز اون لاين
عبدالغني بريش فيوف -
مكتبتى
رابط مختصر


بسم الله الرحمن الرحيم


من يتابع مسرح عملية المفاوضات المتعلقة بالسلام في المنطقتين (جبال النوبة والنيل الأزرق)، يدرك فورا انه أمام مسرحية هزلية عابثة، ومتناقضة، وتافهة في الحصيلة النهائية. الخرطوم تشترط الإنضمام للحوار الذي أطلقه رئيسها الهارب من العدالة (كمخرج وحيد للسودانيين)، وانها تراوغ وتماطل وتشتري الوقت ، وانها غير قابلة للتخلي عن (حوارها المبتور)، وانما المطلوب هو اثبات الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال والجماعات الأخرى نياتها الحسنة تجاهها، وبعد ذلك سيكون كل شيء تمام التمام، وما (أديس ابابا وغيرها) إلآ جلسات وقعدات أو لقاءات اجتماعية طيبة، تجمعها مع الرفاق حملة السلاح وصاحبهم في النضال (سيدهم) الصادق المهدي اطال الله عمره وحفظه من أي مكروه.
خمس سنوات عجاف هي عمر المفاوضات التي تجري في العاصمة الأثيوبية "اديس ابابا" حول المنطقتين التي تجري فيهما الحرب العنصرية القبيحة ، وقد أثبت الرفاق -أعضاء الوفد المفاوض من جانب الحركة الشعبية فشلهم في وضع خطوط حمراء لا يجوز تخطيها بالرغم من أن الوفد الحكومي يطرح في كل جولة ملفات جانبية لتمضية الوقت كملف (الحوار الوطني) عن عمد ليقول: ان الخرطوم مع السلام ومع حل قضية المنطقتين، ولكنها بالمقابل تقول ايضا: انها مع الرؤية الحكومية في هذا السلام، وانها معنية استراتيجيا ببسط الأمن أولاً وهذا لا يتأتى إلآ بـــ (تسريح الجيش الشعبي).
النظام السوداني ، لا يريد سلاما ولا استقرارا في السودان إلآ برؤيته هو ، وهذه الرؤية هي رؤية عسكرية أمنية جنجويدية.ولم يقبل أبداً أبداً أن يكون للجيش الشعبي أي وجود في السودان لأن ذلك يهدد وجوده ، ولم يقبل التنازل عن حواره الوطني الإستهبالي الذي بدأ في أكتوبر الماضي.. وبالتالي فهو يريد كل شيء لكن مقابل لا شيء ، وما على (الحركة الشعبية وحلفاءها) إلآ القبول بشروطه والذهاب إلى الخرطوم والإنخراط في العملية السياسية الجارية هناك في قاعة الصداقة وفنادق العاصمة.
الرفاق الذين يذهبون للمشاركة في (أديس ابابا) بحجة أن الآلية الأفريقية رفيعة المستوى تطلب ذلك وهم لا يريدون اغضابها، نسوا، أو هم يتناسون كالعادة، أن المسرحية التي يذهبون للتمثيل فيها، هي مسرحية هازلة وعبثية، ولا تحتمل بأي شكل من الأشكال، كل هذا الخوف، ونسوا ان السيد ثامبو امبيكي الذي يخشون عقابه إذا لم يستجيبوا لدعوته ، شخصية لا تهمه معاناة أهالي جبال النوبة والنيل الأزرق، ومجرد أداة في يد الخرطوم التي تريد كل شيء من دون مقابل، وهي تقول ذلك لهم كل مرة وبكل وضوح وصدق.
سلام على الحركة الشعبية في (جولاتها التفاوضية القادمة) والتي قد تصل إلى مليون جولة وجلسة وقعدة ، ولا بأس من ضياع الوقت ومباديء الحركة وفكرها بالظهور مظهر الضعيف الذي لا يملك شيئا سوى الإستسلام والإنصياع ، فالبعض من أعضاء وفد الحركة المفاوض اعتادوا تبادل الضحكات والإبتسامات مع أبناء عمومتهم من وفد الخرطوم الذي يعبث رئيسه بالسودان وكأنه مزرعته ، ولكن ما يدعو للإستغراب والدهشة هو أن أبناء النوبة الذين يموت أهلهم هكذا مجانا بقنابل النظام وبطائراته في هيبان وام سرديبة وبرام والأزرق وغيرها ، لا ييأسون ويزهجون من هذه المسرحية سيئة الإخراج، ولا يزالون يصدقون بأن مفاوضات اديس ابابا وغيرها ستجلب سلاما واستقرارا للمنطقتين ، ولذلك نجد النظام مرتاح جدا جدا لوتيرة المفاوضات الجارية لأنّها تساعده على تمضية الوقت واللعب على المتغيّرات الإقليمية والدولية ، وعساها تقنع الجماعات المعارضة كجماعة مناوي وناس العدل والمساواة للإنضمام إلى ما يسميها بالسلام السوداني السوداني بالخرطوم.
ان تساهل رئيس الآلية رفيعة المستوى السيد ثامبو امبيكي وعدم صرامته في المطالبة بتنفيذ قرارات مجلس السلم والأمن الأفريقي والقرارات الدولية حول المنطقتين ، شجّع الخرطوم على المماطلة وكسب الوقت ، وعليه فإن وتيرة التفاوض في اديس ابابا لا تخدم قضية شعب المنطقتين الذي يعاني الويلات وبانتظار انفراج الأزمة وانتهاء الحرب ، وعلى وفد الحركة قفل باب اديس ابابا والإنتقال لحلول أخرى منها تلك التي تفهمها الخرطوم جيداً، وكفانا نفاقا واستهبالا بمصير شعبنا.
.................


أحدث المقالات

  • لأنكِ إنتِ هو السُّـودان و جل القدرك صـــور.. قصيدة جديدة.. د. شعراني
  • العنصرية الـمتأصلة في أمريكا تهدد الديمقراطية والسلام بقلم نور الدين مدني
  • أضواء على محاضرة د. وليد بتورنتو بقلم بدرالدين حسن علي
  • الحاجة الي قيام ..الجبهة الاهلية الثورية للتصحيح بقلم عبد الباقي شحتو علي ازرق
  • كلمة وغطايتها كتب صلاح الباشا من بحري
  • عبد الباري عطوان وداعش ..مؤيد أم معارض؟! بقلم شعلان شريف
  • لا تخلط الأوراق بقلم ماهر إبراهيم جعوان
  • تبت يد المتطاولين على بيت رسول الله صلعم بقلم عثمان الطاهر المجمر طه
  • رسالة لوالى مصر ومسلميها - من اقباطها بقلم جاك عطالله
  • تدفق الهجرة العشوائية إلى السودان ونزيف هجرة السودانيين إلى الخارج بقلم حسن الحسن
  • حزب البشير يشعر بالرعب بعد مراجعات الغنوشي بقلم عثمان نواي
  • يا خبر .. حلايب .. وكمان الاطلال .. بقلم طه أحمد أبوالقاسم
  • ثرثرة مع الذات في وداع حبيبي عثمان ابو غربية ... بقلم سري القدوة
  • التأميم والمصادرة: الثورة تُرَاجِعْ ولا تَتَراجَعْ - إلغاء مصطلح الرأسمالية الوطنية من قاموس مايو!
  • أسهم كنار ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • كارثة مدني ! بقلم صلاح الدين عووضة
  • ناس درجة ثانية ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • الحركات المسلحة بين البرلمان ووزير العدل بقلم الطيب مصطفى
  • الموسيقي والدوبامين والمخدرات بقلم عبدالعليم شداد
  • ماذا يفعل سُليماني في الكرمة..؟! بقلم عبد الجليل النداوي
  • المهنة عار في العرف السياسي العراقي بقلم الشيخ عبد الحافظ البغدادي
  • مسألة ملكية كنز البحر الأحمر (1) بقلم فيصل عبدالرحمن علي طه
  • شهادة الترابي على العصر حلقة (6) بقلم مصعب المشـرّف
  • حتى أنت يانقيب المحامين بقلم نورالدين مدني

  • Post: #2
    Title: Re: النظام السوداني مرتاح لتمضية الوقت بالمف�
    Author: محمد الكامل عبد الحليم
    Date: 05-31-2016, 06:05 PM
    Parent: #1

    النظام يشتري الوقت علي حساب الدم القاني الذي يراق بافاعيله المخزية وهروبه المستمر من واقع صنعته علي الأرض وعلي صفحات التاريخ الأسود..