الاسم الذي لم يهبط من السماء الاسم الذي تحدث به القدماء والحكماء اسم خرج من أحشاء الماء والأرض والرياح وأحلام الفقراء خرج حلماً كحمامة عطشى للماء . يوتوبيا الكلمة الساحرة، الباهرة، الطاهرة الوادعة، الهاجعة، كأرض السحر لأخيلة الشعراء والحكماء يوتوبيا مدينة لا يسكنها الا الاطهار والأخيار والشرفاء مدينة لا يسكنها الا السعداء اصحاب القلوب الرؤوفه الرحيمة بالاطفال والنساء، والكادحين والفقراء . يوتوبيا التي احلم بها، هي المدينة الفاضلة. التي لا مكان فيها للفاسدين والحاقدين والظالمين والأشرار الذين يقتلون الأطفال بدم بارد . . ! يوتوبيا هي مدينة محاطة بالطهر والبراءة، والعشق والجمال وشعارها الخالد: حيث العدل هو العدل والإنسان هو الانسان فلا إذلال ولا فقر ولا داء لا سرقة ولا فساد، لا كره ، لا حقد لا حسد. يوتوبيا فردوسنا المفقود. هي حلمنا الذي نصبو اليه، الذي في أرضه الكل سواء. من منا لا يتصور حياة أفضل، وحالاً أفضل، ومدينة أفضل، ودولة أفضل ...؟ ومن منا لا يتصور ان فصله الدراسي، الذي درس فيه كان يمكن ان يكون أفضل ...؟ وهكذاالمصنع والمشفى، والشارع والمطعم. يكبر الانسان، وتكبر احلامه وآماله وتطلعاته. هكذا كبرنا وكبر حلمنا وتطلعنا دوماً نرى يوماً السودان دولة أفضل، لا قهر، لا ظلم، لا استبداد، لا فساد ، لا دماء، لا دموع. بل توافق وسلام ومودة ومحبة وعدل وطموح وشموخ وتفاني ونكران ذات. لذلك اتساءل لماذا لا نتصور- معاً- الأفضل، لبلادنا وشعبنا . . ؟ ونسعى لتحقيقه، فعند التصور نكون قد أنشأنا يوتوبيا، وعند التنفيذ نكون قد حولناها الى واقع معاش، في وطن فيه كل مقومات العيش الكريم .