لا تخدعنَّك اللِحى و الصورُ.. تسعةُ أعشارِ من ترى بقرُ! بقلم عثمان محمد حسن

لا تخدعنَّك اللِحى و الصورُ.. تسعةُ أعشارِ من ترى بقرُ! بقلم عثمان محمد حسن


05-22-2016, 02:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1463879928&rn=0


Post: #1
Title: لا تخدعنَّك اللِحى و الصورُ.. تسعةُ أعشارِ من ترى بقرُ! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 05-22-2016, 02:18 AM

02:18 AM May, 22 2016

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





لقد جنى ( هؤلاء) على الإسلام و هم لا يعلمون.. و مأواهم جهنم و هم لا يدرون!

ينتهي الرئيس من خطابه ( الجامع) في أي ميدان عام.. يتدافع الأرزقية نحوه
في حماس جاد جداً، حماس يقطع النَفَس.. و التهليل و التكبير يصدران
بتواصل لا ينقطع.. و تهتز لِحىً تحيط ب( جضاضيم) لامعة و تتحرك كروش
منتفخة بالسحت.. و الشالات ترفرف على إيقاع النسائم و الليل يكاد يرخي
سدوله.. و الطبول تُدق في حماس غامر و متناغم.. و الحالة العامة في
الميدان تشتط أهازيج و رقصات فرسان " دخلوا البلد و..." و غبار يرتفع
ارتفاع الحماس و الرقص الأشتر.. و يفاجئني بيتُ شعر قادم من أفقٍ مجهول،
أضحك و أنا أصغي إلى شاعر ذاك بيت الشعر النبيه و هو يصف المشهد:- " لا
تخدعنَّك اللِحى و الصورُ.. تسعةُ أعشارِ من ترى بقرُ!"

أصمتُ بعد الضحكة الصاخبة صخبَ الايقاعات المجنونة.. أرنو إلى الحياة و
زيفها.. و المتدافعون يتخبطون.. و يرقص الراقصون في نشوة عاجزة عن إدراك
أن في دارفور امرأة يغتصبها الجنجويد في نفس اللحظة.. و طفل في جبال
النوبة تمزقه طائرة سوخوي لحظتها.. و أسرة تباد عن آخرها في النيل الأورق
في نفس الوقت.. و يهلل و يكبر المهللون و المكبرون و هم يعلمون، علم
اليقين، أن الخطاب ( الرئاسي) يتقاصر عن تحقيق عُشر معشار ما جاء في
مضمونه عن الاستقرار و الأمن و السلام.. و التنمية المستدامة.. ربما
يكونون مغيبون لحد السَفَه.. لكن معظمهم، بالتأكيد، جزء من ساتر كبير تم
اعداده لتغطية الكذب و النفاق الجاثم فوق المشهد السياسي في السودان.. و
الشعب السوداني يتفرج على ما يحدث من تمثيلية لم يتم اخراجها في التلفاز
بشكل مقنع.. و الشعب مدرك لما تحت الساتر من إفك و ضلال.. لكن لا يستطيع
الفكاك من سماع ما يقال من وعود و ( بشريات) شبِع منها.. و ليس أمامه
سوى إغلاق التلفاز أو الرحيل إلى قنوات أخرى.. بحثاً عن ظل يقيه من سَموم
( الانقاذ)..

تهليل أجوف و تكبيرات جوفاء.. سقطت الثقة بعيداً عن كل من يكبر أو يهلل
في أي مجلس من المجالس، حتى و إن كان الذي هلل و كبر مسلماً مؤمناً بما
يصدر منه تهليلاً و تكبيراً، و دون غرض دنيوي.. بل و صارت حتى البسملة
تثير الشك في غرض من ينطقها علناً و بصوت عالٍ أمام الجماهير في أي مكان!
لقد أفقد المتأسلمونُ الثقةَ في جميع الداعينَ إلى مقاصد الاسلام، و
الثقة أهم ركائز الدعاة، افتقدوها بعد أن ارتبطت شعائر اسلام ( الانقاذ)
بحبال متينة من التدليس المفضي إلى الشكوك المنفرة.. و المزيلة لفرص نفاذ
المقاصد إلى القلوب غير الصدئة..

و نكات كثيرة تدور حول ( الانقاذيين) و حول النهب ( رجالة و حمرة عين) و
حول السرقات القانونية في مواسم التحلل، كثيرة هي النكات.. و تقول احداها
أن أحد المتهمين بالسرقة وقف أمام القاضي.. و بدأ حديثه بالبسملة و
الصلاة على الرسول الأعظم.. قبل أن يُعرِّف نفسه باسمه.. و بعد الفراغ
من تقديم نفسه، كان اسم المتهم اسماً يطُلق على غير المسلمين ما جعل
القاضي يسأله عما إذا كان مسلماً.. و لما نفى انتماءه إلى الاسلام.. سأله
القاضي عن السبب في البدء تقديم نفسه بالبسملة و الصلاة على الرسول.. فرد
المتهم بأن هذا ديدن كل الحرامية هذه الأيام..!

هذا هو المفهوم في الشارع العام!

لم يعد الطريق سالكاً للغش باسم الشريعة الاسلامية.. و مع ذلك، لا نزال
نسمع الرئيس/ البشير يعزف على وتر الشريعة في كل خطاب سياسي.. و لا يدري
مدى المفعول العكسي لخطاباته.. و ازدياد عدم اليقين في النفوس اليائسة من
أي خير يأتي من نظام غاص في نعيم الدنيا و هو يدعو الناس إلى التمسك
بأهداب الدين.. و نحتار في مدى معرفة الرئيس بمتغيرات المفاهيم و
المطلوبات الشعبية:- ( الشعب يريد اسقاط النظام!).. لن يفهم ذلك و لديه
من المساعدين و المستشارين أكثر مما لدى الرئيس/ أوباما.. بالإضافة إلى
أن لدى البشير من العلماء أعداداً أكثر من ما لدى أي سلطان سلجوقي.. و
أعداد لِحى تدخل القصر.. و تتحرك في اتجاه.. و أعداداً من لِحى كثيفة
تخرج من القصر.. و لحىً تتحرك في جميع الاتجاهات في كل المواقع و كل ركن
في البلد.. لكن:

" لا تخدعنَّك اللِحى و الصورُ.. تسعةُ أعشارِ من ترى بقرُ!"

أحدث المقالات


  • ود حبوبه (17 مايو 1908): ثورة ام حجة طين ؟ بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • هذا عن الحد الادنى للاجور .. فماذا عن الحد الاعلى .. يا متاسلمين .. ؟ بقلم حمد مدنى
  • غياب الإرادة السياسية بقلم محمد السهلي
  • بعد مئة عام على إبرامها.. «سايكس بيكو».. أصل الداء أم الدواء؟ بقلم فيصل علوش
  • هل هي مبادرة فرنسية أم أميركية؟! بقلم معتصم حمادة
  • ( حجوة حدوقة وحدقدق ) .. و(المصراويات) ال4! (1) بقلم رندا عطية
  • الجّماعة، ما صَدّقوا ..! بقلم عبد الله الشيخ
  • السُّودَان سَنَة 2100 تكاتف للتمويل الجماعي بقلم مُحَمَّد عَبْد الرَّحِيم سيدَ أَحَم
  • بوح الحروف بقلم مأمون احمد مصطفى
  • ماذا قال الزهار عن (فزبة) أبي عمار؟ بقلم د. فايز أبو شمالة
  • السعودية تسحب أرصدتها وسفيرها من أمريكا ..عاجل بقلم جمال السراج
  • الوجه الآخر لفتحي الضو محمد بقلم بدرالدين حسن علي
  • حر موت !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • أنا أكره العمدة..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • بطاقة شخصية للحكومة الجديدة بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • لماذا لا يحترم الإعلام العربي رمضان؟!بقلم الطيب مصطفى
  • والله غزيت ياابوزيد !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • جمهورية مافى الممكونه بقلم سعيد شاهين
  • ليبرمان يجب أن يغير الأولويات الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • مصادقة الكونغرس على القرار 650 الخاص بحماية سكان ليبرتي.. رغم تأخره يجب الإسراع في تطبيقه
  • جهاز الأمن و المخابرات و رسائل غير موفقة بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • شهادة .. الغنوشي !! بقلم د. عمر القراي
  • التنقل في المدينة والولائم مختارات من كتاب أمدرمانيات بقلم هلال زاهر الساداتي
  • الديمقراطية راجحة وعائدة بقلم نورالدين مدني
  • تايه بين القوم / الشيخ الحسين/ البشير يتنازل لعبد الرحمن الصادق عن الحكم- النكتة والتعليق
  • يا دكتور أمين حسن عمر مرافعتك عن الترابى مجروحة! بقلم عثمان الطاهر المجمر طه