للفساد أسباب ثلاثة : ( 1 ) يتبع : بقلم عمر حيمري

للفساد أسباب ثلاثة : ( 1 ) يتبع : بقلم عمر حيمري


05-19-2016, 08:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1463685102&rn=1


Post: #1
Title: للفساد أسباب ثلاثة : ( 1 ) يتبع : بقلم عمر حيمري
Author: عمر حيمري
Date: 05-19-2016, 08:11 PM
Parent: #0

08:11 PM May, 19 2016

سودانيز اون لاين
عمر حيمري-
مكتبتى
رابط مختصر





الفساد : ضد الصلاح والجد والإخلاص في تولي الأمانات في التعامل والحفاظ عليها ، ويعني لغة البطلان والاضمحلال ويعرفه معجم أوكسفورد الإنجليزي بأنه " انحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة " . أما البنك الدولي في تقرير له عن التنمية الصادر سنة 1977 فقد عرفه بأنه { سوء استغلال السلطة العامة من أجل الحصول على مكاسب شخصية } ( د سيف راشد الجابري ود كامل صكر القيسي ـ كيف واجه الإسلام الفساد الإداري ص 28 ) . لم يعجب تعريف البنك الدولي منظمة الشفافية الدولية ، لأنها حصرت الفساد في القطاع العام ، في حين أن الفساد قد يتجاوز القطاع العام إلى القطاع الخاص والمجتمع المدني . فعرفت الفساد بأنه { إساءة استعمال السلطة الموكلة لتحقيق مكاسب خاصة . } ( منظمة الشفافية الدولية ـ تقرير الفساد العالمي لسنة 2007 ) . وعلى كل فالفساد بمفهومه السياسي ، هو سوء استخدام السلطة واستغلالها من أجل ابتزاز الناس واختلاس الأموال العامة والاستفادة من الرشوة والمحسوبية وتمكين الأقارب والزبناء والأصدقاء والوسطاء وكل من يتعاطف مع المفسدين ، من أحزاب وطوائف وميلشيات من المكاسب والوظائف والمناصب غير مشروعة ودون مراعاة للعدل ولا للأهلية أو الكفاءة والجدارة والاختصاص العلمي ...

وفي المتداول اليومي يطلق مصطلح الفساد على الزنا ، فالذي يأتي الفاحشة ويشتهر بها يطلق عليه "فاسد " وأحيانا يقال له " فاسق "

والقرآن الكريم اهتم بالفساد ، كظاهرة اجتماعية عرفتها جميع المجتمعات الإنسانية قديمها وحديثها ، غنية كانت أم فقيرة ، ديكتاتورية أم ديمقراطية ، متطورة أم متخلفة ، متقدمة أم متخلفة . ولذلك تعمد القرآن الكريم شد الانتباه لخطورة هذه الظاهرة ، فكرر ذكرها في العديد من الآيات الكريمة أذكر منها : قوله سبحان وتعالى : [ ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ] ( الروم آية 41 ) وقوله تعالى : [ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعقبة للمتقين ] ( القصص آية 83 ] وقوله : [ أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار ] ( سورة ص آية 28 ] وقوله : [ ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين ] ( يونس آية 40 ) .

إن كلمة الفساد ترددت في القرآن الكريم خمسون مرة وذلك للتنبيه والتحذير من مخاطر هذا الوباء ونتائجه المدمرة للفرد والمجتمع على مستوى القيم والمثل العليا ، وله انعكاسات سلبية على سير الحياة سيرا طبيعيا مستقيما ، فهو يقضي على الروح والقيم الإنسانية ، لدى الفرد كما يقضي على القوى الإنتاجية والعطاء الاقتصادي وعلى كل الإمكانات والمصادر التنموية في المجتمع ، وقد يعرض الأمة بكاملها للانهيار على جميع المستويات ومنها الاستعمار ، وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة [ وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ] ( سورة البقرة آية 205 ) . ولهذه الأسباب حث القرآن الكريم على التصدي للفساد وكشفه وفضحه .

إن محاربة الفساد ومواجهته تعتبر واجبة شرعا ، وهي ضرورة دينية قبل أن تكون ضرورة مجتمعية وأخلاقية وإنسانية في بناء المجتمع الصالح ، وكل من قصر في محاربة الفساد ، أو تعاون مع المفسدين مباشرة أو بطرق ملتوية ، أو رضي بالفساد في مجتمعه فهو عاص ، آثم ، مخالف لشرع الله ، ويحسب في أعداد المفسدين . وللفساد مظاهر عديدة منها : الفساد الفكري ـ الفساد الديني ـ الفساد الاقتصادي ـ الفساد السياسي ـ الفساد الإداري ـ الفساد الأخلاقي ـ الفساد المالي ـ الفساد ـ القضائي ـ الفساد الأمني والاجتماعي ـ الفساد الإيماني أو العقدي ـ الفساد المؤسساتي ...

إن لهذه الأنواع من الفساد ولغيرها ، أسباب متعددة ومختلفة ، ولكن نتائجها ومخاطرها على مستوى الواقع والحياة الاجتماعية واحدة ، فهي تجتمع كلها وتتفق على تدمير الإنسان وإفساد المجتمع ، وهلاك الأمة وخلق الأزمات الاجتماعية والاقتصادية ، وتقويض رزق العباد ، وتغييب العدل ونشر الظلم ... مقابل تحقيق مصالح فردية وشخصية ضيقة . وبما أن الفساد ظاهرة معقدة مركبة من العديد من الاختلالات ، يرى البعض أن لها أسباب متعددة ولكني أختزلها في ثلاثة :

1 ـ أسباب فردية : ( يتبع ) بقلم عمر حيمري

أحدث المقالات

  • بين (ماعز) حليمة و (الماعز هليفة).! بقلم أمين محمد إبراهيم
  • آخـر نكتـة (خروج نهائي للشيطان من السودان)!!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • أولويات المعارضة السودانية ومستقبل ادارة الحكم في السودان-الحلقة الاولي بقلم تاور ميرغني علي
  • اين ذهب ( الذهب الترليوني )...!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟ بقلم محمد فضل - جدة
  • الزياديه بقلم شوقي بدرى
  • جرائم دارفور تاريخكم وارشيفنا:- بقلم محمد اسماعيل عبدالرحمن(محمد كاس)
  • الإنقاذ لم تكذب علينا بقلم عمر الشريف
  • تائه بين القوم / الشيخ الحسين/ في النفاق لأهل الجاه و السلطان (١)
  • الاستثمارات الزراعية السعودية في السودان ...،،،،،، بقلم محمد فضل-جدة
  • الديبلوماسية الإيرانية ودعم الإرهاب الدولي! بقلم داود البصري-كاتب عراقي
  • الوجه الآخر لملالي إيران (3) الاتفاق النووي وأكذوبة الشيطان الأكبر بقلم كاظم عدنان الرماحي
  • لغة الجرائد بقلم د. أحمد الخميسي. كاتب مصري
  • عنـك يا رمضان أورندي نكتب ! . والثورة مستمرة . بقلم :أ. أنس كـوكـو
  • إتحاد الصحفيين السودانيين : صمت دهراً، ونطق قهراً بقلم فيصل الباقر
  • التأميم والمصادرة: : : تراجيكوميديا مصادرة مجموعة شركات عثمان صالح وأولاده-المقالة السابعة
  • وحدة مع مصر !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • صباح الخير يا مولانا بقلم عبدالباقي الظافر
  • حينما يصرخ صلاح أبوالنجا بقلم الطيب مصطفى
  • أكاذيب محافظ بنك السودان وسر ارتفاع الدولار!! بقلم عبد الغفار المهدى
  • هل فات الآوان ؟ لكسب دولة الجنوب كدولة صديقة وشريكة تجارية واقتصادية ضرورية لتنمية البلدين. (١
  • قراءة مهنية للواقع المأزوم بقلم نورالدين مدني
  • الفكرة الراسخة للغرب عن نظام الإنقاذ.. بقلم خليل محمد سليمان
  • هل يستقيم ؟ بقلم بابكر فيصل بابكر
  • ودا كلو من تحت دقنوس كلنج أب صلعة: ألحقنا ياراشد (من أغاني رفاق الخمسينات) بقلم عبد الله علي إبراهي
  • الترابي والصادق والإنقاذ وما لا يمكن إنقاذه بقلم نزار ود الحسين
  • الأمل للفلسطينيين والأمن للإسرائيليين بقلم د. فايز أبو شمالة
  • تفاصيل التعاون الامريكي السوداني في الحرب علي داعش بقلم محمد فضل علي..كندا
  • متى يفهموا ان قطع الارزاق من قطع الاعناق...! بقلم سميح خلف