الطفل الذي أراد أن تثكله أمه، فليذهب إلى الجبال! بقلم عثمان محمد حسن

الطفل الذي أراد أن تثكله أمه، فليذهب إلى الجبال! بقلم عثمان محمد حسن


05-16-2016, 09:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1463431967&rn=0


Post: #1
Title: الطفل الذي أراد أن تثكله أمه، فليذهب إلى الجبال! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 05-16-2016, 09:52 PM

09:52 PM May, 16 2016

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر







الأشياء تتداعى في جبال النوبة.. سقف الأمل مبتور الركيزة.. و السماء
تمطر القنابل و الرصاص.. الطير الأبابيل يرمي الناس بالنابالم و
الفوسفور.. و الناس تتوجه نحو بيت ( الكجور) ليرتق الأمل و يربط الأرض
بالسماء.. و لا تنفك الحياة تتراجع و الموت يتقدم نحو الأطفال في بسالة..

الحكومة سيَّسَت الهواء و التراب بعد أن إغتصبت السلطة و من ثم تزوجت
المال بشريعة المدفع و الدبابات و الطيران.. و كل من ليس معهم فهو
عدوهم..

لا يعرف الأطفال في ( هيبان) أن لا أمان في البيوت.. " إنكسر المرِق و
اتشتت الرصاص!".. الموت فاغر فاه في شره.. و الطفل الذي لم يمت بالفوسفور
المقذوف و الرصاص، مات بالجوع و الأمراض المستوطنة.. و الألغام تنمو
كالنبت الشيطاني في الدروب..

سراً يُقال أن جميع من ماتوا من الأطفال كانوا مشاريع تمرد تتحرك في
الأرض المحروقة.. لا يوجد طفل برئ في الجبال سوى الذي لم يولد بعد.. بل
حتى الذي في بطن أمه متمرد باعتبار ( الهوية) و اعتبار ما سوف يكون عليه
ضمن سلاسل منظومة من خرز الغبينة..

و القَتَلَة يطبقون قوانين الغاب بحزم.. فيؤكدون أن الطائرات غير مذنبة..
و أن الطيارين أبرياء.. و أن الأطفال مذنبون، و ( المرحوم غلطان)، إذ
وُلِدوا في المكان الخطأ.. و اختاروا العيش في أعشاشهم في الوقت الخطأ، و
كان عليهم أن يتواروا في أجحار داخل الكهوف مع العقارب و الثعابين و
الخفافيش.. فلو فعلوا ذلك ما كانوا ليضاروا سوى من لدغة عقرب أو ثعبان..
أو ثعلب عقور، و ذاك أفضل للأطفال من القصف بالقنابل..!

أين الخيار للعيش في الجبال إذن.. أين هو الخيار..؟ ويتحدون في صلف:-
الطفل الذي أراد أن تثكله أمه، فليذهب إلى الجبال!

و ينبري مدافعون، من نيابة محكمة الغاب، يلقون باللوم على الأمهات، و أنه
كان حرياً بهن أن يلدن أطفالهن خارج الجبال.. و يتركونهم هناك تحت رحمة
الجوع و البحث عن مكان للنوم في الصيف و الشتاء.. و ربما تكفيهم
المجاري.. بداخلها يدفنون أحزانهم في خرقة بللها البنزين و (
السليسيون).. لكنهن، يا لخيبتهن، ولدوهن في أرض النوبة، تلك الأرض
المحروقة.. ما أغباهن من أمهات.. ما أغباهن.. ألم يتنبهن إلى ما تبثه
وسائل الاعلام المكتوبة و المشاهدة و المسموعة و كلها تحذر كل من يمشي في
مناكب أرض جبال النوبة: ( إحذر.. أنت هنا في خطر! محروق أنت إذا وطئت
قدماك الأرض المحروقة لا محالة!) و كل " من أراد أن تثكله أمه"، فليأت
إلى هنا!

و الثوار هناك.. لكن لم يحترق الثوار، بل الأطفال.. بل الأطفال.. مِزقاً
إرباً.. و دماء.. بل الأطفال! ما ذنب الأطفال؟

المرحوم غلطان.. ! لا، ما غلطان!.. غلطان..! لا، ما غلطان.. جدال لن
ينتهي.. و الموت لا ينتهي.. و بيوت العزاء تزداد عدداً...

و يوغل العالم في لجج الشجب و الادانة.. و الخطب الرنانة.. و كل ما ليس
في إمكانه أن يوقف الموت بالمجان في دارفور و جنوب كردفان و النيل
الأزرق.. ما جدوى الشجب و الادانة لأم ثكلى.. و أمل أضاعته طائرة (
سوخوي) طائرة لا يهمها الذي يهمنا..

و الحياة تؤخذ قهراً كل يوم رغم أنف الشجب و الادانة.. فنظام الغاب في
الخرطوم لا يصغي إلى أنين المرضى و الجياع داخل الخرطوم، دعك عن أن يسمع
الصرخات في هيبان حيث الموت لا يطرق الأبواب إنما يقتحم البيوت و يسلب
الأرواح دون استئذان..

لم يتبق لنا طريق سوى العصيان المدني و الاضراب العام.. هذا طريق لا بد
منه لقهر القهر دون سفك قطرة دم..


أحدث المقالات

  • جريدة الجريدة السودانية المستقلة ... سِيرة مقاومة بقلم محمد بدوي
  • افريقيا المرحة (الموسيقى من اجل اثبات الذات) بقلم أحمد يعقوب
  • قول سرقوا مظلات المطار!! بقلم كمال الهِدي
  • كيف أصبحت تركيا فعليّا ً ديكتاتوريّــة بقلم ألون بن مئير
  • اكرهيني كما شئتِ، فأنا لا أحبكِ بقلم د. فايز أبو شمالة
  • الرفاق عمال الميناء ... بورتسودان بقلم شوقي بدرى
  • ضعف إرادة النظام أضاع حلايب وشلاتين مثلما أضاع الجنوب بقلم حسن الحسن
  • السُّودَان سَنَةَ 2100 الْجمعَيَات التَّعَاوُنِيَّةُ الانتاجية تَنْمِيَةُ هَدَفِهَا الْإِنْسَانِ و
  • مولانا ابوزيد يكشف فساد جيب الله !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • رسالة أولى إلى عمدة بلا أطيان... عشيّة إنتقال الحكم من الوكالة للأصالة! بقلم فيصل الباقر
  • المتمرد النبيل ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • عربات السيد الحسن..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • دنيا !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • «6» بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • مرة أخرى .. زيارة الرئيس ليوغندا بقلم الطيب مصطفى
  • السودان والقانون الدولي للبحار (1) بقلم فيصل عبدالرحمن علي طه
  • داعش والمؤتمر الوطني والموت المجاني بقلم بدرالدين حسن علي
  • لايزال العالم خالي من الإنسانية بقلم جعفر وسكة
  • وداعاً يا كلوفيس مقصود.. وداعاً يا حبيب العرب جميعاً بقلم صبحي غندور
  • سبعون عاماً مدعاةٌ لليأس أم أملٌ بالنصر بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • المنارات التي شيدها أول مايو: سعد الدين إبراهيم وعزة العاملة ومشيها بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • بعد عودة المياة الى مجاريها في بن لادن خطوة تصحيحية لابد منها الان بقلم أمين محمد الشعيبي*
  • الجبهة الثورية السودانية، أسباب الصعود والهبوط جزء أول (12) بقلم عبد العزيز عثمان سام
  • أخي بقلم/ ماهر جعوان
  • ابراهيم السنوسي يغرد لنظام العميد عمر حسن البشير بقلم جبريل حسن احمد
  • كيف أصبحت تركيا فعليّا ً ديكتاتوريّــة بقلم أ.د. ألون بن مئيـــــــــــــــــــر