جلال بلال .. مخرج تليفزيوني .. ومسرحي غيبه الموت قبل يوم من وفاة الشاعر الكبير .. سعدالدين ابراهيم .... ارقاما فى مقتبل العمر .. غادرت .. مسرحنا الكبير .. وتسربت دون أن يحس بها أحدا .. ربما لا يعرف الكثير .. عن جلال بلال .. مخرج الروائع .. فقد ظل خلف الكواليس .. يمطر الجميع من خياله الخصب بروائع وفنون الاخراج .. يكون متألما دون أن يقترب منه أحدا .. خبير فى اخفاء الخاص جلال .. ابن المدينه المسرح على الهواء .. عطبرة .. فهو من أغنياء المدينة فى العفاف والكبرياء .. وعزة النفس .. وتعلم من الاخراج .. كيف يخفي الامه من فضول البشر .. ووشج كل شىء كبده المنفطر .. تعود جلال أن يبتسم لك ويسعدك .. والالم يعتصره .. وجلال من اسرة .. عريقة .. فى الطب والهندسة .. وبسطة فى المال .. لكن حياته أقرب الى حميد .. الشاعر .. الذى تنفس ايضا فى المدينة الساحرة عطبرة .. وعلمت من اسرة حميد .. ذات مرة فصل نفسه من العمل .. بحجة أن صاحب العمل .. يصرف له الراتب .. ويتأخر عن بقية الزملاء .. ر اقترن الراحل جلال .. بالرائعة تحية زروق .. فضلت الاقامة .. فى بلاد الاخراج أمريكا .. هروبا منا جميعا .. وتركتنا فى عز الجمر .. نسمع منها كل خير .. هى وزميلاتها الابرار جلال ولد وتربي فى عطبرة .. درس فى عطبرة الثانوية .. قسم الرياضيات الاضافية .. منتصف السبعينات .. كان طالبا ذكيا .. خجولا .. أنيقا .. توجه رأسا الى مصر ودرس الاثار .. ليعود الى الوطن .. ويختار معهد الموسيقي والمسرح .. وتخصص فى الاخراج ..تخيلوا معي .. انسان بهذا التكوين .. كانت الفرصة كبيرة ليكون رقما مميزا فى عالم الاخراج .. محليا وعالميا .. يختزن من الامكانيات الكثير .... .. لماذا نحن تعودنا اغتيال الابداع بكلتا يدينا ..؟؟ لماذا نحيل ينبوع نور الى ظلام دامس .. ؟؟ لماذا يجلس الابداع على جدار الالم .. ؟؟ كثير من مبدعينا .. على أسرة المرض .. لا يحس بهم أحدا .. .. المبدع جلال بلال .. والرائع سعدالدين .. غادروا قبلنا .. وسبقونا .. نسأل الله أن يتقبلهم القبول الحسن .. ويصبرنا نحن ..