ماذا تريد إسرائيل منا ،، وماذا يريد السودان منها .. للأذكياء فقط ..بقلم جمال السراج

02:40 PM May, 14 2016

سودانيز اون لاين
جمال السراج-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

بسم الله الرحمن الرحيم

على الرغم من ان الدين الإسلامي لم ينهانا عن التعامل مع أهل الكتاب إلا أنه حذرنا من مكرهم الدائم في التعامل مع المسلمين على وجه الخصوص ،، لكنه لم ينهانا الدين عن التعامل مع اليهود بل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أستن ذلك بوضع أول دستور مدني ذي وجهة حضارية صالحة للتعامل إلى يومنا هذا إذ وضع الحقوق لكل من المسلمين وغير المسلمين وحفظها حتى للمنافقين الذين كشفهم الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ولكنه كتم سرهم عن فضحهم كسنة أبدية لحفظ التماسك الإجتماعي بصفته رأس الدولة إلى جانب إنه معلم الانسانية بالتعاليم الآلهية الغير خادعة للأخطاء والأكثر من ذلك فقد استن رسولنا الكريم التعامل مع اليهود بشراء درع عن طريق الاستدانة وقد كان في مقدوره سداد ذلك الدين عن طريق نصيبه من بيت مال المسلمين أيضاً هنالك قضية مالية بين سيدنا علي بن أبي طالب وبين يهودي وتم الحكم لصالح اليهودي ، وهكذا من الأمثلة ..إلا أن مثل هذه الأمثلة دليلاً عملياً وسنةً تشريعيتاً بسلامة التعامل مع اليهود فعلى ماذا التوهم بحرمة التعامل معهم ؟! ساسة اليهود وليس شعبهم هو السبب على مر الزمان إذ نشطت توجهاتهم (الجيوسياسية ) بعد عصر النهضة الأوربي لخلق كيان يحكم العالم وأشتد ذلك التوجه وتكثف عند إكتشاف الأراضي الجديدة التي من بينها الولايات المتحدة التي قيل أن اليهود هم مكتشفوها وليس (كلومبس) الذي تم تأجيره بقوة المال للوصول إلى امريكا الشمالية بناءً على خريطة جغرافية عربية تم أخذها من مسلم صيني وقد حاذ اليهود على الولايات المتحدة كملك لهم وتم حكمها عن طريق اول رئيس أمريكي (جورج واشنطن) وهو يهودي بدستور تمت صياغته بعناية وذكاء بخريطة لمستقبل آمن وكان اليهود مسالمون في امريكا إلى حد بعيد ولم يدخلوا في حكم مباشر على الناس ..
المهم في المسألة اليهودية أنهم شجعوا أبناءهم لتخطيط المناهج العلمية والجيوسياسية ووضع خارطة طريق تنفيذية لذلك حتى يسهل قيادة من يرونه للفروع الثقافية والحاكمية في شكل الصهيوينة والماثونية والبهايئية كل ذلك كان نتاجاً للتوجه نحو السيطرة على حكم العالم فظهرت علوم (الجيبوليتيك) في المانيا وروسيا وفرنسا ثم امريكا وفي القرن الثامن عشر تم توزيع مناطق النفوذ بين الدول الأوربية في قارات العالم وكانت الانطلاقة لحكم العالم عن طريق دولة كبرى ثم مجموعة دول كبرى (مجلس الأمن في القرن العشرين) ملخص القول ان الصهيوينة وليست اليهودية قد خططت للحرب العالمية الأولى بنهاية ثمانيات القرن التاسع عشر (مجلس اساندر هايس) لإيجاد وطن لليهود وهنا يدخل العنصر الديني وكان التباغض الكبير وبداية الصدام الأممي الدموي إلى يومنا هذا ..
الصهيونية وليست اليهودية هي من يقود الصراع في الشرق الأوسط بين جغرافيا المسلمين ،، نعم اليهود يتعاطفون مع اخوانهم الصهاينة لكن هذا لا يعني إطلاقاً أنهم متفقون معهم في كل شئ لكننا نجد ان أخواننا المسلمين قد زادوا التوتر مع اليهود بدلاً عن البحث بالتعاون مع اليهود المخلصين والمتدينين على حل الأذمة ،، وقد كانت هنالك تهورات حمقاء قادها العسكريون في الدول الإسلامية دون حنكةً جيوسياسية فكان الخراب العظيم وكانت الانتكاسة والبغضاء بين اليهود والدول العربية على وجه الخصوص ..
كان هنالك بريق أمل في إيجاد تعايش سلمي بين الأديان التوحيدية لكن عاطفة العرب الجياشة اوصدت الباب هروباً من واقع التعايش السلمي ،، ولكنني أحمّل أخواننا اليهود المعتدلين مسئولية (الرشدية) في إصلاح العلاقات مع الدول العربية وعلى رأسها السودان لكننا نامل أيضاً في مؤتمر تعايش يقوده المسيحيون واليهود وأن يعقد ذلك في السودان كفرصة سانحة لتوضيح أن اليهود ليس صهاينة وإنما ذلك فكر سياسي وأصحابه أحرار لكنه يمكن ان يتم التوسط في تهدئة الخواطر بتصحيح مفاهيم التعايش الديني والمجتمعي ..
أيضاً أرى أن يقود اليهود كنشاط موازي لمؤتمر التعايش بتوضيح العلاقات التجارية والمالية والعالمية مع بيوت المال والتجارة اليهودية بطريقة مباشرة وغير مباشرة للمصالح العالمية ،، وإستعداد علماء اليهود ورأسماليين مع علماء دين مسلمين ومسيحيين إجراء مقابلات صحفية وتلفزيونية يردون فيها ويوضحون موقف اليهود والمسيحيين المتعدلين إستعداداهم لمد جذور التعامل الدولي كسراً للحاجز النفسي وإذا ما تم السودان كعينة صالحة للتعامل أرى أن تكون هنالك دفعة كبيرة بإظهار الوجه الطيب لليهود بحل مشاكل السودان الاقتصادية والجيوسياسية كانموذج لعلاقات منفعه متبادلة وآمنه مع اليهود تتميز بصفة الاستدامة والتعايش في تحانن ووئام وسلام..
إذن سادتي هنالك سؤال يدور في الخاطر والقلب والعقل والفؤاد وهو :-
ماذا تريد إسرائيل منا وماذا تريد الحكومة السودانية من إسرائيل ؟! علماً ان إسرائيل لديها إيجابيات كثيفة ومصالح عظيمة في السودان نذكر منها على سبيل المثال أن جبل الطور الذي ذكر في القرآن الكريم هو في حقيقة الأمر (جبل مرة) الكنز الذي لا يقدر بثمن ..
لكن المهم والأهم هو ان نبدأ بتكوين علاقة ممتازة مع إسرائيل تشمل كل الجوانب الإيجابية الحياتية التي تصب في مصلحة الطرفين حتى لو كانت تحت الهواء إسوة ببعض الدول التي تعادي إسرائيل في الظاهر وفي اللحظة ذاتها يشربون كؤوس العسل النقي المخلوط بالشهد دائماً وابداً وليس في شهر واحد فقط مثل العروسين الذين يقضون شهر العسل في أي مكان يرونه رائعاً لبداية تخالط جنسي لينتج من هذا التخالط الصبيان والبنات ..
ونزيدكم في الشعر (قصر) أن شهر العسل سمي بذلك لأن الأوربيون كانوا يشربون العسل النقي لمدة 30 يوماً وهنا جاءت التسمية (شهر العسل)..



أحدث المقالات

لن أصفق لمحكمة الجنايات الدولية إذا اعتقلت البشير! بقلم عثمان محمد حسن

سعد الدين إبراهيم ...في رحمة الله بقلم د. عمر بادي

الديكتاتور السوداني في زيارة للديكتاتور الأوغندي..فعلاً الجرو من ذلك الكلب!! بقلم عبدالغني بريش في

الشعب ما بين الدولة العميقة وأمريكا بقلم عبدالحق الريكي

وهروب كبير آخر للجنرال عمر البشير من أوغندا بقلم الصادق حمدين

تفاصيل الموت والحياة بقلم د. أحمد الخميسي. كاتب مصري

الصفوة السودانية و الطريق الثالث للحل بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن

سد النهضة الاثيوبي والفهلوة المصرية علي السودان بقلم يوسف علي النور حسن

سعدالدين ابراهيم الفارس الذى ترجل!! بقلم حيدر احمد خيرالله

انسحاب دبلوماسيين اميركيين من حفل رسمي بسبب تواجد البشير بقلم محمد فضل علي..كندا

رسالة للسيد/وزير العدل:ألم يأن إلغاء عقود الإذعان الخاصة بالكهرباء والمياه ؟ بقلم د/يوسف الطيب

التخادم السياسي بين إيران وداعش ...التفجيرات الطائفية بقلم محمد الياسين

البشير يدافع عن ارض الوطن بقتل أطفال هيبان ويترك حلايب والفشقة للاحتلال بقلم عثمان نواي

تايه بين القوم/ الشيخ الحسي/ تخيلوا السودان بدون ( كيزان)

أبشركم بتراب يمور بقلم حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك

تفوت قبال ما تشوف اخرتها بقلم سعيد شاهين

السيسى وشلبوكة ومساء الانوار بقلم جاك عطالله

النهب ...النهب... يكاد عقلى يذهب! (او فى سايكوباتية الفساد/الإفساد) بقلم محمد عثمان دريج

انت حكايتك شنو مع السيد الصادق المهدي؟ قريبك؟ حبيبك؟ ما عندك صورة (لحالك) تظهر بيها غير صورتك اللازقها مع ود المهدي دي؟ شنو المعنى بالظبط؟