أن تقوم الحكومة الكندية ممثلة بوزارة خارجيتها بتكريم " أبو عركي البخيت " وأن يتلقى هذا الأخير الكثير من الهدايا من سودانيين وغيرهم ! ، جميع ذلك مشاعر طيبة ، إمتنان وعرفان بدور هذا الفنان ، تأكيد أن الموسيقى والغناء ليس خلاعة ، نعم الموسيقى ليست هز أرداف وأكتاف ، وعندما نقول الفن بكل أنواعه ضمير العالم نقصد ما نقول !!! الآلاف تهدر في الشوارع ضد الظلم والقهر ، ومن أجل الحرية والسلام والعدالة الإجتماعية ، وايضا هدرت الآلاف في المسارح مع عركي بخيت في كافة المدن الكندية التي زارها ، خاصة حفله الإستثنائي في تورنتووالفرقة الذهبية وفطاحلة الموسيقى في السودان وخارجه ، شيء لا يصدق ، شيء لا يخطر على عقل بشر ، كلمات مثل : رجاء الهدوء .. رجاء الجلوس ... إلخ " تصبح بلا معنى أمام ذلك العشق والعاطفة الثورية التي نشأت بين عركي وجمهوره ، لا يستطيع أحد أن يمنع الأسماك من التنفس تحت الماء ، لا بستطيع أحد أن يمنع الناس من الغرق النبيل في حضرة هذا المغني الجميل ، لا يستطيع أحد أن يمنع عركي من الغناء والإلتحام بالجماهير ، المقولات الزائفة لم تمنع الآلاف من ترديد أغاني عركي ، حتى التذكرة غالية الثمن رخيصة العطاء وبعد المسافة لم يمنعهم من الإلتقاء بنجمهم المحبوب، جاءوا من كل الأصقاع والمدن والمناطق المجاورة وسهروا حتى الصباح ، حارقين عشرات بل مئات لترات البنزين ، أن لا تجد مقعدا لتجلس عليه ، أن يتزاحم الناس بالمئات أمام خشبة المسرح رجالا ونساء وأطفالا ، شيء لا علاقة له بالواقع ، شيء فوق الخيال ، التصفيق فوق الخيال ، كل شيء كان فوق الخيال ، أقسم أني شاهدت فيلما سينمائيا رائعا من افلام الخيال !!! مسرح الإبهار والخيال ، الجالية السودانية واللجنة المنظمة لم يكتفيان بالحفل الساهر إذ أعقب ذلك أشياء مفرحة أخرى : تابعت حفلاته في كالقري وأدمنتون وأتاوا وتورنتو وخرجت بنتيجة واحدة ، هذا رجل فوق الخيال ، شخص يبتسم ويضحك ويغني 25 ساعة في اليوم .. هذا غير معقول !!!!