لا للطوفان نعم للتوافق بقلم بشير عبدالقادر

لا للطوفان نعم للتوافق بقلم بشير عبدالقادر


05-08-2016, 03:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1462717005&rn=0


Post: #1
Title: لا للطوفان نعم للتوافق بقلم بشير عبدالقادر
Author: بشير عبدالقادر
Date: 05-08-2016, 03:16 PM

03:16 PM May, 08 2016

سودانيز اون لاين
بشير عبدالقادر-
مكتبتى
رابط مختصر



الناظر للحال السودانية الان يدرك ان الاحتقان قد بلغ مداه، وأن الانفجار قادم لا محالة!!!ويدرك أنه لم يعد هناك رجل رشيد تسمع كلمته في السودان، فحتى الاسلاميين مثل الطيب زين العابدين وقدماء الانقاذيين مثل قطبي المهدي وغازي صلاح الدين لا يسمع لهم، فالدولة أصبحت دولة النظام الحاكم، ثم أختطف حزب المؤتمر الوطني الدولة من نظام الانقاذ، وبعدها سرقت عصبة لايتجاوز عددها أصاب اليدين من الدائرين حول فلك البشير مفاتيح القرار من حزب المؤتمر الوطني. وأصبح لا يسمع إلا لمجموعات ضغط "عصابات" محددة.
إما لانها قوات مسلحة "شعبية" تدافع عن مصالح الحزب والنظام الحاكم وتقاتل وفق أوامره، قال "العميد" حميدتي : " البلد دي إحنا بلفها في يدنا ، نقول أقبضوا الصادق يقبضوا الصادق..." وكذلك قال امس الاول "نقاتل التمرد وندق الدابي في رأسو" !!! والدليل صدور قرار رئاسي مؤخرا بأن تصبح قوات الدعم السريع تابعة لرئاسة الجمهورية مباشرةًّ !!!.
أما لأنها تملك مجموعة من المقاتلين ومحبي الدماء المزودين بسلاح ناري قاتل او كيماوي حارق، وهؤلاء لا يتورعون عن ممارسة العنف المجاني -ضرب الصحفي عثمان ميرغني-، و -غزوة مكتب المحامي نبيل أديب- او الاعتقال في بيوت أشباح أو قتل أعلى قامة سياسية او علمية او مهنية في السودان اذا همست فقط بما هو عكس هوى الحكومة. وبالطبع سحل الطلاب والمواطنين البسيطين يدخل بالنسبة لهم كجزء من التدريب ليس إلا وهؤلاء هم أفراد جهاز الأمن الشعبي او المخابرات الرسمية او اللارسمية ومن عرفوا بالكجر، الذين وضع لهم برنامج يتمثل في التمتع بالمميزات المالية والمادية التي توفرها لك الحكومة مقابل القيام بالإعمال القذرة "تأكل تنوم ، كتمت تقوم" !!!. والدليل أنه قد "أفسد" دستور 2005م لتصبح قوات الامن والمخابرات الرسمية و"الغير رسمية" قوات مسلحة نظامية.
إما لأنها مجموعات تسيطر على الاقتصاد ويمكنها ان تجفف البلد والبنوك في خلال أيام بل قل ساعات من كل السيولة المالية والعملات الصعبة أو من المواد التموينية الاساسية. وضمن هذه المجموعة يتداخل الاقربين والمقربين للبشير وكبار رجال الاعمال والوسطاء لرجال الاعمال الخليجيين وكبار رجال الامن الشعبي والأمن القومي والاستخبارات وتتوافق مصالحهم الاقتصادية والتجارية، ومن حاد عن الطريق يبعد أمثال جمال الوالي والشيخ الأمين!!!
الذي يهمنا هنا إثبات اختفاء أركان الدولة بل انهيار المؤسسية للدولة وانهيار كل مرافق الدولة في الصحة والتعليم والاقتصاد والعدالة و اشتداد الضايقة المعيشية مما أدى لافتقار جميع الشعب ما عدا العصبة الحاكمة والمقربين لهم او المنتفعين من وجود التضارب في القرارات الاقتصادية والفوضى الأمنية . كذلك يأتي تفشي الاحقاد و اشتعال الفتنة القبلية والإحن والثارات التي تراكمت في النفوس والحروب الاهلية من ناحية ومن ناحية أخرى انعدام الحريات والرقابة القبلية والشعور بهلع من وجود رجال الامن والاستخبارات في كل الاحياء و الاسر. وبما انه لا توجد بوادر انفراج على المدى المنظور بل الجميع ينتظر ويترقب وقوع الكارثة مع يقين بليد بأنه لا يمكن فعل أي شيء سوى الانتظار.
إذن هدف هذا المقال هو التنبيه لانفلات عجلة قيادة البلاد من يد الجميع وإن تشبثت بها "تشعبطت" تلك المجموعات التي أشرنا لها في بداية المقال، و اقتراح حل توافقي يمكن أن يساهم بإعادة الامور الى نصابها، قبل أن تنزلق البلاد بسرعة نحو الهاوية وتتفشى الانتقامات والأحقاد الجهوية والقبلية وتنتهي البلاد بالسقوط في الحرب الاهلية و الصوملة.
إذن السكوت اليوم عن السقوط المتسارع لدولة السودان امر غير مقبول، و اكتفاء البعض بالمواقف الضبابية وتماهي البعض الأخر مع النظام الحاكم حماية لمصالحه الشخصية "مشي حالك"!!! هو نوع من الخيانة الوطنية على المستوى الفردي!!!

يجب أن يتنادى المثقفين والمهنيين والسياسيين ومؤسسات المجتمع المدني وعامة المهمومين من الشعب للتنبيه بصوت عالي للخطر القادم، عبر اعتصام دائم في غرفة عمليات وطوارئ تسمى "الجلسة الوطنية"، وليكن بإقامة "صيوان" في الميدان الاخضر مثلا، تعتصم فيه كل الشخصيات الوطنية والسياسية ونجوم المجتمع وتتعاهد على إبتغاء وجه الله بهذا الجهد، ، وإيضاح إن هدف الإعتصام هو إيجاد خارطة للطريق عاجلة لإيقاف الانهيار الكامل للسودان، والتعاهد على التفاكر في تجرد كامل عن الحزبية والجهوية، والذاتية والانانية، وتبني فكرة "تحلل" سياسي ومالي، ورفض فكرة تصفية الحسابات والمحاكمات في غير الدم، ، وتقديم خلاصة دراسات في نصائح عاجلة مثل إيقاف الحرب وتشكيل حكومة وطنية او قومية جامعة وغيرها.
ولقطع الطريق على المغرضين و"الجواسيس" وبناء الثقة يمكن ان تنقل تلك الجلسات على الهواء مباشرة لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس الشعب، مع وجود لجنة مكونة من رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والبرلمان تتابع وتحلل وترفع نصائح الجلسة الوطنية وآلية تطبيقها.
أختم بأن هذه هي المرة الثانية التي أدعو فيها لحل الأزمة السودانية عبر وجود آلية اعتصام "الجلسة الوطنية" ويبقى اقتراحي مفتوحا للتعديل والتطوير والإضافة ممن يود المساهمة في إيقاف انهيار السودان وصوملته.

أنشد الشاعر هاشم صديق
"ممـا قمـت
عـارف الدنيـا
تبـدا شــروق
وعــارف الرحــلة
شــيلها تقــيل
وفــاهم الدنيـا
يوم بتمــيل
وتمـدد في حمد النيــل"


[email protected] .


أحدث المقالات

  • قصة السفير السوري في الخرطوم ،، ورجل الأعمال السعودي ..بقلم جمال السراج
  • العثمانية الجديدة تفقد مهندسها: «انقلاب قصر» ينهي حقبة داود أوغلو بقلم محمد نور الدين
  • صناعة الموت في غزة بقلم سري القدوة
  • أخطر من العدوان على غزة بقلم د. فايز أبو شمالة
  • بل نال السودان منكم كل الويل يا هؤلاء !! بقلم بثينة تروس
  • عصام الترابي علي خط المؤتمر الوطني في الإستهداف العنصرى للنوبة.. بقلم الفاضل سعيد سنهوري
  • ونستر !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • صنعت من حبيبي دكتاتوراً بقلم عبد الباقى الظافر
  • عندما تنتحر الأمة؟! بقلم الطيب مصطفى
  • رد على د. آلون بن مائير حول كسر الجمود في صراع إسرائيل فلسطين في سودانيزاونلاين بقلم سعيد محمد عدنا
  • الطيب مصطفي والطلبة الاوباش المتمردون بقلم جبريل حسن احمد
  • الطيب مصطفى يتهم شهداء الجامعات السودانية بأنهم متمردين !!؟ بقلم عبدالغني بريش فيوف
  • إسرائيل تماطل في قبول المعونة الأميركية بقلم نقولا ناصر*
  • محمد محدثين و مفتاح الملف الايراني بقلم اسراء الزاملي
  • إنتصار السعادة في ملاذ الحب بقلم نورالدين مدني
  • خوفي لا اعرف الي أية دولة من دول السوداني انتمي بقلم محمد ادم فاشر
  • من محن الانقاذ بقلم شوقي بدرى
  • الثقافة السودانية دعامة العنف في المجتمع بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • تايه بين القوم: الشيخ الحسين/ السيسي رجل المخابرات الداهية والصوفي الدرويش!؟