عن عركي بقولكم وخير الكلام ما قل ودل بقلم بدرالدين حسن علي

عن عركي بقولكم وخير الكلام ما قل ودل بقلم بدرالدين حسن علي


05-06-2016, 02:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1462541337&rn=0


Post: #1
Title: عن عركي بقولكم وخير الكلام ما قل ودل بقلم بدرالدين حسن علي
Author: بدرالدين حسن علي
Date: 05-06-2016, 02:28 PM

02:28 PM May, 06 2016

سودانيز اون لاين
بدرالدين حسن علي-تورينتو-كندا
مكتبتى
رابط مختصر


عندما أكتب عن واحد مثل " أبو عركي البخيت " لا يعني مدحه أو تعظيمه كما
فعلها غيري ولا حتى الترويح له ،وهو أكبر مني خلقا وأ دبا
وسموا ،فمعظم كتاباتي هي " توثيق " ،مثلما يؤمن عبدالوهاب همت وغيره
بالتوثيق ، أحاول مخاطبة هذا الجيل والأجيال القادمة ، أحاول قدر
الإمكان توثيق ما أعرفه ، لذا أجد نفسي كثير المراجعة ورمي ما اكتب في
سلة المهملات ، ولذا أيضا تكثر سلات المهملات في بيتي ، وسلة المهملات
بالنسبة لي لا تعني " جردل الزبالة" وإنما تعني
" التصحيح " ، تماما مثلما يحدث للممثل عند أدائه للدور ، أقصد" التحسين
" ، من الصفات التي أكرهها جدا " التسرع " والحكمة التي أؤمن بها " في
العجلة الندامة .." وهذا بالفعل ما لفت إنتباهي في شخص مثل" أبو عركي
البخيت " ، صحيح صوت جيد ، أداء جيد ، معرفة جيدة بالموسيقى ...إلخ ،
ولكنه غير متسرع ، هذه الصفة عندما يدقق فيها الإنسان جيدا سيدرك معناها
وأهميتها .
هذه المقدمة ذات علاقة وثيقة بمقالي هذا عن " أبوعركي البخيت " ،
أحبه ؟ نعم . ولكني وجدت نفسي محقا في حبي له ، وكما يردد " يا ربنا يا
قادر .. يا واهب كل الشي النادر " فقد أعطاه الله الموهبة والرسم
بالغناء ، وأعطاه صبره ورزانته وصدقه ، خاصة البعض في زمننا هذا يظن
أن الله خلقه في يوم وخلق بقية البشر في يوم آخر ....الكلمة المقابلة
لعركي هي التواضع ، ولم يحدث أن سقطت دموعي مثلما تسقط عندما أسمع " أهلي
الغبش "
بالطبع حزنت لما حدث بين صديقي عركي وصديقي الآخر هاشم صديق، واقولها
بالفم المليان هاشم لن أنساه أبدا ولن أنسى مواقفه النبيلة الشجاعة
الأصيلة معي ، كلاهما يسكنان في ضلوعي وشراييني وقلبي وعقلي وأفديهما
بنفسي ، وفي ده ما بهظر !!!! ولست أخجل عندما أعلن حبي لعركي ، لأني أعرف
حيدا أن الخجل عاطفة ثورية !!!!
تحضرني بهذه ا لمناسبة نكته طريفة ، يقال أن الله قال لجبريل : اليوم
سأخلق بلدا كبيرا يسمى كندا ، وشعبا يسمى " الشعب الكندي " سأعطيهم الماء
، الذهب ، النفط ...إلخ . سيكونون أثرياء جدا ، فقال له جبريل : لماذا
أنت كريم معهم هكذا ؟ فقال له لا تتسرع .. إنتظر لتعرف من هم
الجيران !!!!
هكذا حالنا في السودان ، منحنا الكثير من النعم ومنحنا أيضا الكثير من
الجيران أجارك الله جيران ال ..... ، أعطانا الله الكثير من الأصوات
الجميلة الرائعة وأعطانا أصوات وغناء الحمير !!!! وقطعا أبو عركي من
أجمل وأروع الأصوات .
السبت 7/5 يشدو أبو عركي في تورنتو الملكة بعد أن حلق في سماوات مدن
كندية أخرى كما قالت بثينة تروس وكما كتب شعيب والباشا
وعاطف ، وأهل تورنتو يحسبون الوقت بالدقائق ، وهذا يحدث لأول مرة في
تاريخ الغناء السوداني ، وأبو عركي يستحق هذا الحب الكبير الذي يكنه له
السودانيون في كل مكان يزوره ، ومقاطعته " إفك وزور " أبو عركي لا يمكن
مسه أو مس غناءه وموسيقاه ولو بأطراف الأصابع ، الشعب السوداني قاطبة
يفرق جيدا بين الغناء الجميل والغناء الرث ، ويعرف قواعد الموسيقى ، وهذا
هو السبب الرئيسي في حبنا له
صحيح أن " أبو سماهر " من ود مدني، ولا أظن أنها الصدفة التي أعطت
وادمدني لوطني : إبراهيم الكاشف ، السني ، رمضان زايد ، رمضان
حسن ، محمد مسكين ، محمد الأمين ،ثنائي الجزيرة ، الخير عثمان ، محجوب
عثمان ، عبدالعزيز المبارك ، ولا أطيل ....فقد أعطتنا الكثير من رموز
الأدب والفن والرياضة وثوراتنا وإنتفاضاتنا إنطلقت منها .
زاملته أربع سنوات بمعهد الموسيقى والمسرح ، ومثلما إنتقل هو بعد جامعة
الخرطوم إلى المعهد لدراسة الموسيقى ، إنتقلت من جامعة القاهرة إلى
المعهد لدراسة المسرح ، رأيته عدة مرات ولا أذكر له سوى تلك الإبتسامة
الساحرة هو وعفاف ،" قالت لي كريمتي مهيرة : سارح في شنو يابابا ؟ وكانت
سماهر تعزف على الدرامز ، قلت لها سارح في بسمة سماهر" ، هزتني جدا
مواقفه النبيلة و وطنيته ، ودائما ما أرى فيه روح محجوب شريف ، وإذا كان
هذا شاعر الشعب فعركي شريف مطرب الشعب ، هزني جدا صموده أمام الفسق
والفجور ، هزني جدا ثباته أمام الزيف والبهرجة والثرثرة والكلمات
الطنانة ، وحياة إبتسامتك يا عركي ، وحياة موسيقاك وغناءك و قلبك و شعرك
الأبيض أحبك جدا

أحدث المقالات

  • لماذا تتحاشون نقد الأفكار ؟ بقلم بابكر فيصل بابكر
  • لماذا لا تريد المعارضة أحزاب وحركات انتفاضة ومادور الجيش؟؟ بقلم عبد الغفار المهدى
  • آخر نكتة سودانية (قطع الكهرباء من خلاف)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • صحافتنا المصرية تاريخ من الحرية بقلم د. أحمد الخميسي. كاتب مصري
  • كسر الجمود في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بقلم د. ألون بن مئير
  • وقف التظاهرات رهين بتحقيق العدالة ودولة الديمقراطية,وليس بأغلاق الجامعات وفصل الطلاب وأرهابهم
  • هل تحرج المواقف القوية لنقابة الصحفيين في مصر اتحاد الصمت والإذعان في السودان بقلم حسن الحسن
  • إن ما يخيفكم و يقلق مضاجعكم أننا لا نخافكم أيها المنافقون! بقلم عثمان محمد حسن
  • عودة إلى «إسرائيل الكبرى»ن بقلم محمد السهلي
  • المشروع الفرنسي بين سياستين بقلم معتصم حمادة
  • آخر المضحكات المبكيات: السوداني راعي كسلان! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • كمال عمر وامثاله..! بقلم الطيب الزين
  • عودة الوعي!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الصهد والأنس أمام الباب بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • أبيي وخدعة حكومة الجنوب ! بقلم الطيب مصطفى
  • المقاومة بقلم عائشة حسين شريف
  • حتى يغيروا ما بأنفسهم بقلم نورالدين مدني
  • شهادة الترابي على العصر حلقة (2) بقلم مصعب المشرّف