مشار والعودة إلى المجهول ! بقلم الطيب مصطفى

مشار والعودة إلى المجهول ! بقلم الطيب مصطفى


04-28-2016, 02:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1461849934&rn=1


Post: #1
Title: مشار والعودة إلى المجهول ! بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 04-28-2016, 02:25 PM
Parent: #0

01:25 PM April, 28 2016

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


بالله عليكم هل سأل سلفاكير نفسه وهو يستقبل نائبه السابق رياك مشار أمس الأول في عاصمة دولة جنوب السودان وينصبه في ذات المنصب الذي أزاحه منه قبل سنتين ونصف ..هل سأل نفسه لماذا نشب النزاع الذي فتك بعشرات الألوف وشرد ملايين الجنوبيين بعد انفجار جوبا في ديسمبر 2013 والذي أعقبته حرب أهلية مجنونة دمرت الدولة الجديدة وقتلت شعبها وأجاعته ونفته إلى دول الجوار ؟
بذات القدر هل هان على مشار تدمير بلاده وتقتيل شعبها وهو يعود اليوم بدون أن يطرف له جفن أو تدمع له عين إلى ذات المنصب الذي غادره قبل اندلاع الحرب الأهلية التي تسبب فيها نزاعه مع غريمه سلفاكير ؟.
عاد مشار بعد ضغوط وشروط مما يسمى بالمجتمع الدولي على الغريمين اللدودين سلفاكير ومشار استجابة لاتفاق أفريقي فرض على الرجلين وتم توقيعه تحت الإكراه، ولكن هل زال الخلاف بين الرجلين والذي تسبب في اندلاع ذلك القتال الدامي أم أن الجرح ضمد على صديد سرعان ما ينفتق من جديد بصورة أعمق وأبشع؟
لا خلاف البتة أن ما بني على باطل فهو باطل ذلك أن نداء الثأر اليوم بين الرجلين وكذلك بين القبيلتين اللتين ينتميان إليهما أكثر قوة وأشد عويلاً، مما كان عليه قبل اندلاع القتال الأخير الذي ولد مرارات وأضغان يصعب وربما يتعذر إخمادها، ذلك أن الخراب والدمار والموت والعنف والوحشية التي مُورست خلال الحرب بين جيشي ومليشيات القبيلتين كانت مرعبة ولا يمكن تصديقها، فقد بلغ العنف درجة إجبار المقاتلين بعضهم بعضاً على أكل جثث قتلاهم.
علاوة على ذلك فإن سلفاكير ومجلس حكماء الدينكا لن يغمض له جفن قبل أن يزيل الخطر المتمثل في وجود مشار حياً ذلك أن نبوءة حكيم النوير وكجورها (موندينق) والتي تحدثت عن القائد النويراوي صاحب الفلجة (مشار) الذي سيحكم جنوب السودان تزلزل كيان سلفاكير وزعماء القبيلة التي لن ترضى بأحد من خارجها يحكم الجنوب، ومثل هذه المعتقدات عميقة التأثير في جنوب السودان ويؤمن بها بها حتى المثقفين، بدليل أن مشار يحتفظ بعصا ذلك الكجور الذي توفي منذ أيام الاستعمار وقد استقبلها في المطار حين أعيدت من المتحف البريطاني قبل بضع سنوات.
تاريخ الصراع بين القبيلتين وبين قبيلة الدينكا وبقية القبائل الجنوبية قديم وله قصص تروى وقد أثر ذلك في مسيرة الصراع في جنوب السودان وكان له تأثير في تعديل اتفاقية أديس أبابا التي كانت قد وقعت بين حكومة الرئيس نميري وحركة الانيانيا المتمردة عام 1972.
كنت قد نصحت النخب الجنوبية المشتغلة بالسياسة ألا ترتكب أخطاء الساسة الشماليين الذين أضاعوا عشرات السنين في وحدة مستحيلة بين الشمال والجنوب، ذلك أن الوحدة بين القبائل الجنوبية أصعب بكثير منها بين الشمال والجنوب خاصة بعد الفتق الكبير الذي نشأ جراء الحرب الأخيرة التي لا تزال مشتعلة، ولذلك ليت قبيلة النوير تعمد إلى الضغط من أجل فصل أعالي النيل الكبرى المكونة من ولايات جونقلي وأعالي النيل والوحدة من خلال المطالبة بتقرير مصير أبناء النوير، ولا أظن أن هذا سيكون نهاية المطاف بين الدينكا والقبائل الاستوائية التي إما أن تنجح في انتزاع الانفصال من سلطان الدينكا أو تذعن لإرادتهم وتمنحهم حكم بقية ولايات الجنوب بما فيها الإستوائية الكبرى ومدينة جوبا العاصمة.
قبيل عودته إلى الجنوب عبر مشار عن أفكار ومواقف جيدة في التعامل مع السودان بما في ذلك حسن الجوار وطرد الحركات السودانية المتمردة من دولته مع عدم تقديم أي دعم لها بل أن الرجل تحدث عن تغيير اسم دولة (جنوب السودان) باعتبار أن نسبة الدولة الجديدة إلى السودان يشي بأنها جزء منه وليست دولة مستقلة، وهذا بلا شك هدف نبيل ينهي أطماع أولاد قرنق الذين ما إرادوا بالانتساب إلى السودان إلا إعادة الوحدة (على أسس جديدة) هي المعبر عنها في مشروع السودان الجديد وفي اسم الحزب الحاكم في دولة الجنوب (الحركة الشعبية لتحرير السودان) والذي يسعى إلى تحرير السودان من خلال إعادة هيكلته وتغيير هويته وحكمه بواسطة الجنوب.
http://www.assayha.net/play.php؟catsmktba=10986http://www.assayha.net/play.php؟catsmktba=10986

أحدث المقالات

  • صدور الطلاب يخرقها الرصاص: الثورة الان لنحمي ابنائنا بقلم عثمان نواي
  • أسماء جديدة لولايات دارفور بقلم حامد جربو
  • سرعة التهاب السودانيين بقلم شوقي بدرى
  • ماذا يمنع التكامل و عقد اتفاقية للدفاع المشترك مع إثيوبيا؟! بقلم عثمان محمد حسن
  • سقطت الكويتية فنرجو الا يسكت بعضنا بقلم أكرم محمد زكي
  • مصائر.. دشر العيش شرا بقلم ناصر البهدير
  • شهادتى لله ثم التأريخ هذه هى الكويت ! لا تعجب يا أستاذنا شوقى بدرى هؤلاء تربية الترابى
  • من القدس سلامٌ لروحك يا رام الله بقلم د. فايز أبو شمالة
  • رجال آخر زمن (هروب 100 رجل من إمرأة واحدة)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • النازيون الجدد في السودان وإستراتيجية الإلهاء وصرف الأنظار بقلم حسن إبراهيم فضل
  • كويتي جليل .. من الاوفياء بقلم م.نصار العبدالجليل
  • يواجهون العنف والبمبان وحدهم بقلم كمال الهِدي
  • آخر نكتة (أكبر مقلب في حكم سوداني)!! بقلم فيصل الدابي /المحامي
  • فجر السعيد .. كويتية .. ايضا تشتمنا بقلم طه أحمد أبوالقاسم
  • البيع بالتقسيط ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • وصرت (إيلاوي) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • لله يا محسنين.! بقلم عبد الباقى الظافر
  • عبدالوهاب عثمان .. فريد عصره بقلم الطيب مصطفى
  • المخاطر المدرة لتعدين الذهب العشوائى وعدم التزام شركات التعدين بسلامة الانسان والبيئة
  • ليسوا في حاجة لضوابط وكوابح بقلم نورالدين مدني


  • المظاهرات تندلع لتشييع شهيد الجامعة الاهلية الطالب محمد الصادق
  • ندوة أسرار سواكن في لندن
  • في مسك ختام الدورة التاسعة لمنتدى شروق وبرفقة الشاعر بدر الدين صالح
  • بيان هام من الجمعية الخيرية الفرنسية لمساعدة اهالي جبال النوبة
  • رابطة جبال النوبة العالمية بأمريكا تدين الإستهداف العنصري لأبناء النوبة بالجامعات السودانية
  • بيان حول المجزرة التي ارتكبتها مليشيا النظام بحق المدنيين العزل بمعسكر دريج للنازحين بولاية جنوب دا
  • نداء من الجبهة الوطنية العريضة
  • منبر كلفورنيا الوطني الديموقراطي يدعم ثورة الشعب السوداني و يدين قتل الطلاب و المدنيين
  • الحركة الشعبية : تعزي جماهير الحركة الطلابية وتناشد تنظيماتها وعضويتها ومؤيديها للنزول في الشوارع و
  • شعب جبال النوبة سيرد عمليا على مقتل الشهيد الطالب محمد الصادق
  • بيان من تنسيقية تحالفات المعارضة بالخارج
  • السر قدور: النقد الفني يفتقر إلي معرفة القواعد
  • البشير يشيد بمواقف السعودية وتصديها لمحاولات زعزعة الأمن في المنطقة
  • كرتي يزور واشنطن ويجري لقاءات مع مسؤولين أمريكيين
  • تراجي مصطفي: الذي لا يحترم شرف الخصومة لا يستحق أن يوصف بمحلل أو مؤهل يقود السودان
  • كاركاتير اليوم الموافق 27 ابريل 2016 للفنان ود ابو بعنوان الكضاب...!!!
  • المحبوب عبد السلام في قناة الشرقية نيوز.. موضوع الحوار الترابي .. إستفهامات ما بعد الرحيل
  • شبكة جبال النوبة الدولية: اعدام التوم حامد توتو خرق للمواثيق الدولية و نهاية للسودان المتنوع