هكذا العنوان وما من خطأ فيه.. *فنحن نعني به جيل (البطالة) الذين لا عمل لهم.. *الذين (يبِلون شهاداتهم ويشربون مويتها).. *الذين هم ضحايا جامعات (جامعة) للمال ولا قيمة أكاديمية لها.. *الذين هم أبناء الفاقد التربوي جراء تعب المعيشة ومتاعب الواقع وأتعاب الرسوم.. *الذين دفع بهم اليأس إلى أتون (الخرشات)، ومجون (الصالات)، وغياهب (التقليعات).. *ولكنه صار جيل (البطولات) عند سيف الدولة حمدنا الله.. *فالذين يكتبون من الخارج لا يرون ما نراه نحن بالداخل.. *ولا يحسون بالذي نحس كذلك.. *فإن تهاوت عملتنا أمام الدولار ظنوا أنها النهاية.. *وإن حدثت تظاهرة جامعية محدودة بشروا بانتفاضة جديدة.. *وإن (شخبطت) المعارضة على ورق في باريس هيأوا أنفسهم للتغيير.. *وإن (هرف) وزير السياحة بما لا (يعرف)- عن جامعة الخرطوم- دبجوا المناحات.. *وإن اختفت (معارِضة) حذروا من المساس بها قبل معرفة (الحقيقة).. *وإن أوقفت إدارة صحيفة كاتباً لأسباب مالية صارت عندهم أسباباً سياسية.. *ونحن هنا نعمم ولا نتحدث عن سيف الدولة تحديداً.. *ولكنا نعيب عليه في كلمته هذه النظر من زاوية هؤلاء.. *فهو يتكلم عن جيل بطولات من وحي أمانيه لا نراه نحن الذين نعيش بينهم.. *وينفي عنهم صفة جيل (أغاني وأغاني) رغم إن اغلبهم كذلك.. *وإلا فليخبرنا سيف من هؤلاء الذين (يتراقصون) في الصالات بالألوف؟.. *فإن لم يكونوا هم جيل اليوم فلنسألهم بلسان القذافي (من أنتم؟).. *وبما أنهم هم فلنقل لهم بلسانه أيضاً (غنوا وارقصوا واستعدوا).. *وكذلك هم في حالة غناء ورقص و(استعداد) طوال سنوات تغرب سيف الدولة.. *والاستعداد الوحيد الذي يعرفونه هو الاحتشاد لليلة حفل يحييه (الملك).. *أو التظاهر الغاضب من أجل منع (الأمير) من ترديد أغنيات (الزعيم).. *أو إعلان حالة الاستنفار بغرض المساهمة في تسديد ديون (الملكة).. *أو تسيير المسيرات الإلكترونية لنصرة (الدكتور) على (القيصر).. *هذا هو جيل (البطولات) الذي يتوهمه سيف ويحلم بيوم ثورته المجيدة.. *ولو كان متابعاً جيداً لأخبار الداخل لعلم ما يشغل أذهان أفراده هذه الأيام.. *فهم مشغولون ببرنامج (أغاني وأغاني) مع قرب موعد رمضان.. *من الذي أُبعد؟ ومن الذي اعتذر؟ ومن الذي أُضيف؟.. *هذا هو الذي يشغلهم وليست البطولات ولا التضحيات ولا حتى السياسة (من أصله).. *ونستثني فئة ضئيلة - بالجامعات- هي التي يراهن عليها سيف.. *وما درى أنها ذرة (بطولات) في رمال (العطالات).. *أو حبة لالوب في مسبحة شريف الفحيل.. *أو قدور وسط فريق (أغاني وأغاني!!).