دارفور غداً نبكيك إن لم نتماسك اليوم بقلم فيصل سعد

دارفور غداً نبكيك إن لم نتماسك اليوم بقلم فيصل سعد


04-24-2016, 10:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1461533048&rn=1


Post: #1
Title: دارفور غداً نبكيك إن لم نتماسك اليوم بقلم فيصل سعد
Author: فيصل سعد
Date: 04-24-2016, 10:24 PM
Parent: #0

09:24 PM April, 24 2016

سودانيز اون لاين
فيصل سعد -
مكتبتى
رابط مختصر

شوك الكتر

[email protected]

(1)
بالأمس إنفلقت من نواة الوطن ثلث أرباعه، في صمت مريع ، فوارينا وجهنا خلف الحجاب خجلا. دون أن يفتح الله لنا بثورة حق تسقط النظام. تُريحنا من كابوسة الجاثم على صدرنا ثلاث عقود إلا نَيف . وقيل في الأحكام من (يهُن يَسهُلُ الهوان عَليهِ، فما لِجُرحٍ بميتٍ إيلامُ ).
هذه المقولة تتطابق علينا صدراً ثم عجزا ، كطالبي إنعتاق ومناشدي تحرر من قبضة الإنقاذ . وهنا لابد لنا "عزيزي القارىء" من الوقوف ولو برهةُ لمُسألة أنفسنا ، عما الذي اقدمنا عليه بعد إنشطار الوطن ؟ غير النحيب ،وإعلاء الشعارات اللامعة ، ومضى من يريد تقسيم البلاد في مسعاه ، دون أن يَرمش له طرف او يرتد بصره ولو لحين".
(2)
الأن تتكرر فصول الرواية بإقليم دارفور "مسمار نص السودان" الذي إذا ما أرتخى ستصاب عجلة الوحدة بالتوقف. وسيسعى كل منا لإبتغاء أهله ونفسه شر ويل الإنقاذ ، وثبورأفعالها المره يمثل " وتد" لبقاء النسيج الإجتماعي ، والقيم السودانية التى نتباهى بها بين الشعوب ، لأننا افتقدنا لكل شي، وبقينا نستجر التاريخ ، ونسرد قصص الماضي لجيل الحاضر.
(3)
ما جرى الاسبوع الماضي بإقليم دارفور "عزيزي القارىء" من إستفتاء إداري، له ما بعده من الكوارث. التي لم نستدعيها في تحليل الواقع وربطه بالغد.
اولاً لم تاتي نتائج الإستفتاء بجديد يُذكر فالكل توقع ، وقد كان. والكل يعلم ايضاً أن الإستفتاء منتقصاً للجوانب الفنية والقانونية ،بخروجه عن الإطار الزمني المضروب له وفق إتفاقية الدوحة، إذا ما سلمنا بأنها كانت خارطة الطريق لإقامة هذا الاستفتاء، الذي يجب أن يٌدرج في طي الاتفاقيات الـ"45" التي وقعتها الحكومة ولم تنفذ منها شىء . فالإستفتاء الحالي كان سيكون ملزماً إذا ما تم قبل يوليو" 2015 " ذلك التوقيت الذي انتهت فيه إتفاقية الدوحة، ومايثير الدهشة هو إعلاء حملة تقسيم الإقليم الى خمس ولايات على شعار إبقاء الوحدة الإقليمية المناط بها هذا الاستفتاء .
وهنا بدأت اللعبة القذرة التي تشكلت في ازمة السودان بدارفور، وليست ازمة دارفور منفصلة . لأننا بدرفرة الأزمة نكون قد وقفنا الى جنب مصطلحات النظام الذي يسوق لها ، وبترنا جزء عزيز منا في غفلة ، لذلك علينا بسودنة الازمة وتسميتها بالأسم الصحيح هو ازمة السودان في كل بقاع الوطن الملتهبة حرباً ،الراقدة على شفير هاوية المجاعة .
(4)
إستفتاء دارفور هو الخطوة الأولى لتقسيم الإقليم، على أساس قبلي إثني لإذكاء نار الفتنة ،وضرب النسيج الإجتماعي ،بتقسيم الإقليم الى إقطاعيات بُعدها سياسي، وهي في الأصل قنابل موقتة يقتتل فها الناس عما قريب _ لتُقدم الحكومة علي تقسيم جديد من بطون الخمس المشئومات على الإقليم . أتت خطوة الإستفتاء بعد أن فعلت السلطات السودانية ما تريد ، في دارفور، فمنذ العام" 2003 " لم تترك سلطات الانقاذ معول هدام، إلا وأستخدمتة لشق صف الناس بدارفور . بداءً من الإعتقالات التعسفية ، مروراً بالإتهامات الجزافية ، التي ظلت تطلقها السلطات على التجار من بني الإقليم ، فضاقت بهم الأرض مارحبت ، وولو وجههم شطر بلدان أخر، ولاحقتهم أيادي البثوث ، تحاربهم أينما حلو ولو في الصين . قد يعلم البعض منا ما حاكته أيادي التشوية بتجار سوق ليبيا، الذين دست لهم العقول المخربة تارة مخدرات و اخرى سلاح ناري ، ادوية محظورة تالفة أواسط بضائعهم ، ومن ثم القبض عليهم بحجة انهم مهربين ، تجار سلاح ؛ مروجيين . فمنهم من أنتهى به الأمر في السجون والإفلاس . وأخرون صعدت همهم فختار وا الكفاح المسلح لإستراد حقهم، من جبروت سحل جلودهم بالإقليم ولأحقهم في المدن ففرقهم ذرافتاً ووحدانا . لم يترك لهم من أمل في الحياة . فتجسدهم الغبن الذي لن يزول الا بإستراجاع الحقوق.
(5)
وفي ضفاف العلم، والمعارف، إستل الجلاد سيفه ، فأعمله على ظهور ابناء الإقليم فراح ما يقارب العشر طلاب من بني الوطن ، منهم من غُرست على صدره سكيناً، فتوشح الدم قبل أن تعلو روحه الجسد، ومنهم من خرق راسه عيار ناري، فأرحه من الألم تاركاً على رقابانا وصايا الخلاص، ومنهم من طمر جسده بطمي البحر فلم يأكله الحوت، فنفد جسده ليكون عبرة لنا في يوم الحساب. وفوق ذلك صارت متلازمات تصويرهم كأسواء من مشى على رجلين قائمة . فتم التعامل معهم بأسواء الطرق داخل قاعات الجامعات. وفي الوسط المجتمعي ، وما حادثة ميدان دنقلا ببعيدة عن التاريخ ، حيث تكالب الأهالي على الطلاب فأوسعهم ضرباً وكالوهم سباً عنصرياً بداية هذا العام ، وفي السابق له تضامن الناس ورفعوا شعارات منددة بصنوف عذابهم ، مناصرة لهم ضد اجهزة أمن السلطان التي لم تستجب للضغوط ولكنها رفعت يدها هدنة ثم إستعادت العذاب .
كل هذه الاشياء لم تأتي من فراغ ، أرادت الحكومة أن تٌهيئ الناس للجرائم التي ستتركبها في بإلسودان في دارفور .
فعلى صعيد إنسانه إستطاعت الانقاذ أن تخلق قطيعة نفسية ،بينه وبين مكونات السودان الأخرى. التي لم تتضامن معه ولو على استحياء ، عداء أولئك الذين يعملون في قضايا المواطن هناك لكسب العيش الرتق . وعلى فصول العلم ايضاً فرقتهم بإستهدفها لهم بشكل عنصري ، حتى في الإعتقال يُصرف التعذيب حسب الجغرافية والقبيلة.
(6)
اما على صعيد ما تبقي من اهل السودان ، استطاعت الحكومة بفضل اعمالها أن ترسل رسالة فحواها أن الجريمة تمشي مع أهل دارفور. منذ تنفيذ الإعدام في حق المتهمين ذوراً بإغتيال الصحفي محمد طه ، الى قصة تعذيب السارق بعطبرة والذي اتهم فقط بأنه سارق الخ... هذه أشياء تبادر لذهن الانسان البسيط بأن هؤلاء القوم خقلوا مع الجرائم ، لذا وجب أن نتحاشهم.
ففي الإستفتاء لاحت فصول الحلقات الأخيرة ، اولاها توسيع دائرة الإقتتال القبلي، ومن ثم إنتزاع الإسم من الولايات ،لإفقاد الإنسان هوية الإنتماء الى الوطن. بعد أن تتحول القرى الى مسميات جديدة ، والمدن الى حاضنات ثقافة اخرى . وإذا ما لزم الأمر بتر هذا الجزء الذي يسبب الماً لما تبقى من الجسد وستتبعه اخريات . كل هذ يجري ونحن على الرصيف، ننظر غدً ستشرق شمسة على أشلاء وحينها سنبكي الوطن . فألان الفرصة قائمة للإصطفاف حول الثائرين من الطلاب ، وإشعال ثورة حقيقية تُقي الناس بأس الظالم . لنحافظ على دارفور جبال النوبة والنيل الازرق .مناطق ان لم نتمسك بها تمسك الاقوياء سنبكيها بكاء الضعفاء في يوم ليس ببعيد.




أحدث المقالات
  • الأزمة العالميّة للقيادة بقلم أ.د. ألون بن مئيـر
  • هذا المذيع الكويتي القميئ يسخر من السودان ! بقلم عثمان محمد حسن
  • السودان: المراحل المبكرة لمعنى الاسم ودلالته 3 بقلم الدكتور احمد الياس حسين
  • في ذكرى شعلة النِّضال ومنارة الحريَّة.. يوسف كوَّة مكِّي بقلم الدكتور عمر مصطفى شركيان
  • كيف تتوحد الأمة العربية لتنصر الأمة الإسلامية . بقلم عمر الشريف
  • استفزتني تصريحات يحيى رباح...!! بقلم سميح خلف
  • هل يوقع السودان وأثيوبيا إتفاقية دفاع مشترك؟ بقلم مصعب المشرّف
  • أغنيات إستراتيجية ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • (عهر) السعيد !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • نظرية «النقلتي» والجامعات بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • كيف نحافظ على قيم هذه البلاد؟ بقلم الطيب مصطفى
  • أمر التفتيش فى قانون الإجراءات الجنايئة بقلم نبيل أديب عبدالله
  • تعس الحاكم والمعارض .. بقلم حيدر احمد خيرالله
  • أحفاد العمالقة لا يعرفون المستحيل ويصنعون النجاحات رغم قهر ظروف المعاناة المحيطة بهم..!!!
  • سوق الموية مختارات من كتاب امدرمانيات حكايات عن امدرمان زمان وقصص قصيرة أخري بقلم هلال زاهر الساد
  • إستئصال دارفور من ذاكرة الوطن بقلم معتصم أحمد صالح/ نيويورك
  • عاجل جدا مهم للغاية ( تحذير للامة السودانية ) بقلم /جلال الدين محمد ابراهيم (الصفر البارد )
  • أحرار العالم ينشدون من تونس العدالة لفلسطين بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • التداوي بالأعشاب والرقابة الصحية بقلم نورالدين مدني
  • حلايب غدر بها بنوها 1 بقلم شوقي بدرى
  • تهافت الثوار .. لعناق الأشرار بقلم ابراهيم سليمان
  • بكلاريوس تخدير ... سلام بقلم غازي قسم الله محمد إبراهيم*