طالعنا في الايام الماضية خبر تنازل مصر عن جزيرتي الصنافير وتيران للمملكة السعودية وما صاحب هذا الخبر من ضجيج إعلامي وحراك علي مستوى الشارع بين مؤيد ورافض..
يقال وبشهادة دبلماسيين مصريين ان الحديث عن الصنافير وحدها هو الذي طرح منذ فترة طويلة وأكدوا ان تيران هي ارض مصرية وهذا يؤكد ما سأذهب إليه..
تيران مشمولة ضمن إتفاقية كامب ديفد للسلام بين مصر وإسرائيل وتتبع لسيناء ضمن المنطقة (ج) ..وعليه تحكمها الإتفاقية بتمركز قوات حفظ السلام و الوجود الامني والعسكري المصري حسب نصوص الإتفاقية..
تطل جزيرة تيران علي الممر الحيوي للبحر الاحمر وتعتبر نقطة إستراتيجية هامة..
الواضح في الامر ان المنطقة تعيش في حالة حرب إقليمية بأذرع وتقاطعات دولية بالغة التعقيد والحساسية .. وبما ان إسرائيل تكبل مصر بإتفاقية مضى علي توقيعها عقود فهي بالطبع لا تخدم مصالح مصر الأمنية في هذا الظرف الدقيق.. فكان لا بد من وجود طريق يخدم مصر و المملكة التي اصبحت تفكر بعقلية الحرب وهي حالة فرضتها اوضاع المنطقة..
فبتنازل مصر عن تيران للمملكة تبقى هذه الجزيرة خارج إطار كامب ديفد.. وللمملكة السيادة الكاملة علي الجزيرة ويمكنها ان تستخدمها في اي غرض و اهمها الاغراض الإستراتيجية للسيطرة علي ممر البحر الاحمر ..
اعتقد ان هذه الصفقة إستراتيجية وستعقد حسابات إسرائيل ودول عديدة.. وستصبح الجزيرة مركزا مهما في حال إندلاع حرب اوسع..
اعتقد انها محاولة جادة في طريق العمل الإستراتيجي برغم الظروف التي تعيشها مصر وحربها علي الإرهاب والمملكة في حربها في اليمن وما يدور في سوريا ..
اصبحت العقلية الامنية والعسكرية هي رأس الرمح في التفكير السعودي بعد ان تأكد لها ان الحروب بالوكالة لا تجدي نفعا كما حدث في العراق و كيف سيطرت عليه إيران التي دخلت النادي النووي وخرجت من عزلتها الدولية بصفقة مع الغرب الحليف السعودي..وكيف ضاعت خيوط اللعبة في سوريا واصبحت مسرحا لصراع دولي بإمتياز...و لا تملك المملكة اوالدول العربية مجتمعة التأثير علي مجريات الاحداث فيها..
اعتقد ان هذه الصفقة تجاوزت حدود السيادة لصالح العمل الإستراتيجي المشترك وستشهد الايام القادمة صفقات اكبر لأن العرب حقيقة ادركوا ان المنطقة تشتعل تحت اقدامهم ..
فهل سيلحق العرب الركب بعد النوم الطويل في العسل..؟