خطة «داعش» لنقل الفوضى إلى أوروبا كتب المقال مارتن شولوف

خطة «داعش» لنقل الفوضى إلى أوروبا كتب المقال مارتن شولوف


03-31-2016, 06:04 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1459400687&rn=0


Post: #1
Title: خطة «داعش» لنقل الفوضى إلى أوروبا كتب المقال مارتن شولوف
Author: شوقى الفقس
Date: 03-31-2016, 06:04 AM

05:04 AM March, 31 2016

سودانيز اون لاين
شوقى الفقس-
مكتبتى
رابط مختصر



قبل تسعة أيام من اعتداءات باريس، اجتمع قادة "داعش" في مدينة الطبقة السورية لمناقشة المرحلة المقبلة بالنسبة إلى هذا التنظيم الإرهابي، فقام كبار المسؤولين من مختلف مناطق الخلافة المزعومة برحلات صعبة، مواجهين باستمرار خطر الضربات الجوية، ليصلوا إلى هذه المدينة الصغيرة غرب الرقة.
في هذه المرحلة الدقيقة من تطور التنظيم، كان من الضروي التركيز بقوة على تصدير الفوضى إلى أوروبا، حسبما قيل للرجال المجتمعين، وكان نحو 200 مقاتل موزعين في تلك القارة ومستعدين لتلقي الأوامر.
اطلعت صحفية "غارديان" على تفاصيل هذا الاجتماع من عضوَين من "داعش" مطلعَين على ما دار من نقاش، فأكدا كلاهما أن الجو العام الذي ساد في الطبقة في تلك الأمسية في مطلع شهر نوفمبر كان جو انتصار، فقد قرر القادة البارزون المجتمعون أن يحوّلوا تركيزهم إلى العواصم الأوروبية ويرسلوا المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم لإعداد خطط الهجوم والانتظار.
وعدّت هذه الخطوة تحولاً جذرياً مع تخلي التنظيم عن بذله كل الجهود للحفاظ على الأراضي التي سيطر عليها في سورية والعراق، علماً أن "داعش" أقر بأن هذه مهمة لا يمكنه الانتصار فيها في مواجهة 14 قوة جوية مختلفة وقدرات خصومه التنصتية الواسعة الانتشار.
بدلاً من ذلك، يتمتع هذا التنظيم اليوم بالقدرة على نقل القتال إلى قلب أرض العدو، وهكذا أعطى تنظيم "داعش" الأولوية للسيطرة على الشعوب عوض الجغرافيا. صحيح أنه لم يتخلَّ عن سيطرته على المساحات الكبيرة من العراق وسورية، التي استولى عليها على حساب هاتين الدولتين ذاتَي السيادة، إلا أن المنطقة التي سيطر عليها أساساً ما عادت بالأهمية عينها كما المجتمعات البعيدة التي يستطيع التأثير فيها.
يعزز "داعش" اليوم انتشاره بطريقتين: الأولى من خلال الخلايا المقاتلة التي أعلنت ولاءها لهذا التنظيم والتي تزداد قوة في أماكن مثل سيناء في مصر، وماليزيا، وإندونيسيا، وليبيا، واليمن. لكن الأهم من ذلك، كما اتضح خلال ذلك الاجتماع، عودة أعضاء التنظيم بحد ذاتهم إلى أوطانهم، علماً أن هؤلاء يشكلون مجموعة صغيرة يُقدَّر عددها بنحو 25 ألف مقاتل سافروا إلى العراق وسورية وباتوا يؤلفون اليوم طليعة "الجيل الجديد" من الجهاد العالمي.
من المفترض أن يؤلف هؤلاء الرجال خلايا نائمة تقليدية وينتظرون الأوامر، صحيح أن قادة "داعش" يحاولون استغلال الفرص أينما نشأت، بيد أن هذه الموجة الجديدة ستركّز خصوصاً على نشر الفوضى في إيطاليا، وبلجيكا، وفرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة.
خلال الأشهر الستة الماضية، فقَدَ "داعش" سيطرته على نحو 30% من المنطقة التي استولى عليها في أشهر الصيف الساخنة عام 2014، وبحلول نهاية هذه السنة سيكون قد خسر مساحات أكبر بكثير على الأرجح.
لكن تنظيم "داعش" يشير اليوم إلى أن الجغرافيا كانت وسيلة لبلوغ هدفه النهائي، الذي لطالما كان نشر نفوذه في مختلف أرجاء العالم، فيعتقد قادة "داعش" أن من الممكن إضعاف المجتمعات الأوروبية بسهولة من خلال الأعمال الوحشية، وأكّد أحد عضوَي هذا التنظيم أن كبار مسؤوليه يملكون فهماً عميقاً لهندسة السياسة الأوروبية وخوف شعوبها.
ذكر: "تحدثوا في الاجتماع عن المجتمعات التي ستنهار أولاً وما ستكون تداعيات ذلك، كذلك اعتقدوا أن الاعتداءات الكبيرة ستعزز الضغط على الاتحاد الأوروبي حتى حلف شمال الأطلسي، ولا شك أن هذا يلائمهم تماماً".
في مدينة الطبقة والمناطق المحيطة بها وفي محافظة الأنبار العراقية، يصب هذا التنظيم اهتمامه أيضاً على السيطرة على الشعب، ونتيجة لذلك حوّل نفسه خلال السنتين الماضيتين إلى الممثل الفعلي للمسلمين السنّة في هذه المناطق، في وقت عجزت فيه العملية السياسية في العراق وسورية عن تحقيق ذلك.
تستمد رسالة "داعش" قوتها خصوصاً من شعور الغبن المتفشي بين المجتمعات السنية التي خسرت سلطتها ونفوذها خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية في العراق، وسورية، ولبنان، وهنا أيضاً تؤدي الجغرافيا الفعلية دوراً أقل أهمية من فرض الشروط والأوامر على المراكز الشعبية.
صحيح أن هذا التنظيم يواجه تراجعاً عسكرياً في بعض أنحاء "خلافته"، إلا أن أهدافه الاستراتيجية باتت اليوم أقرب على الأرجح مما كانت عليه سابقاً. فهم "يمعنون التفكير في هذه المسألة، ويعتقدون أنهم يعرفونك أفضل مما تعرف نفسك".
* «غارديان»