إسرائيل رصاصٌ وقصاصٌ بقلم د. فايز أبو شمالة

إسرائيل رصاصٌ وقصاصٌ بقلم د. فايز أبو شمالة


03-26-2016, 04:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1459004843&rn=0


Post: #1
Title: إسرائيل رصاصٌ وقصاصٌ بقلم د. فايز أبو شمالة
Author: فايز أبو شمالة
Date: 03-26-2016, 04:07 PM

03:07 PM March, 26 2016

سودانيز اون لاين
فايز أبو شمالة-فلسطين
مكتبتى
رابط مختصر



من ظن بأن إسرائيل لديها مجتمع مدني تنطبق عليه قوانين المجتمعات المدنية فقد وقع في الضلال، لأن إسرائيل مجموعة من الممارسات التخريبية المستندة على مجموعة الأفكار التخريفية؛ التي يبثها حاخامات اليهود في اساسات المجتمع الإسرائيلي، حتى صارت تلك الأفكار بقرة مقدسة، يتسابق إليها السياسيون، طمعاً في حليبها، فراحوا يجمعونه في آنية حديثة، ويعيدون تعبئته، وتغليفه بأكياس مزركشة، ويقدمونه للمستهلك الغربي على أنه وجبات من حرية الرأي، وسيادة القانون، والديمقراطية كاملة الإنسانية، والخالية من دهون التطرف الديني.
لقد تجاوزت أفكار حاخامات اليهود التخريفية ما تأسس عليه الجيش الإسرائيلي من إرهاب وعنصرية، وتجاوزت تعليمات الحاخامات مدرسة اليد الخفيفة على الزناد؛ التي ميزت جند الصهاينة، حتى نخر الإرهاب الفكري اليهودي مفاصل الجنود الصهاينة، فصاروا يقتلون الجريح والأسير والمريض والطفل العربي أمام وسائل الإعلام بلا وجل وبلا تردد، بل ويتفاخر أقران القاتل بالمشاهد التي تعرض رصاصاهم الخارق للرأس العربي.
ضمن الصورة الكلية لمجتمع الصهاينة الذي سيطر عليه الإرهاب الديني اليهودي، يجيء مشهد القتل الجبان الذي نفذه جندي يهودي إرهابي بحق الشاب العربي الجريح عبد الفتاح الشريف، وضمن الصورة الكلية لمجتمع الصهاينة يجيء عرس الدم اليهودي، والرقص مع صورة الطفل الحريق علي دوابشة، في تجاوب مذهل لفتوى حاخامات اليهود إتسحق التسور، وإتسحق شابيرا، اللذان أفتيا في كتاب (توراة المَلَك) بوجوب قتل المدنيين إذا دعت الضرورة لذلك.
ولم يكن التنافس على إصدار الفتاوي الدينية المتطرفة هي سبب الفتوى التي أصدرها الحاخام الشرقي إتسحق بن يوسف، حين قال في منتصف شهر مارس: "الشريعة اليهودية تجيز قتل كل إرهابي عربي يحمل سكيناً، بل العقيدة اليهودية ترى في قتلة فربضة"، هذا التصريح الديني بالقتل لمجرد الاشتباه هو صلب العقيدة اليهودية، التي آمن فيها السياسيون الإسرائيليون، ومنهم وزير المواصلات إسرائيل كاتس الذي قال: العربي الذي ينفذ عمل ضد اليهود، يجب أن يموت فوراً، وهذا ما ذهب إليه رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي "تساحي هنجبي" الذي قال في حديث مع الإذاعة العبرية بتاريخ 20/2 من هذا العام: "يجب على كل جندي إسرائيل وكل شرطي وكل مستوطن أن يطلق النار فوراً على أي مهاجم فلسطيني، وأن يشل حركته، بل ويقتله. يجب عليكم عدم التردد في إطلاق النار، والقتل".
فأين هي ردة الفعل العربية؟ أو بمعنى أدق، أين هي ردة الفعل الفلسطينية التي تناظر الفعل الإرهابي اليهودي؟ وهل تم الاكتفاء بالبيان الصحفي الذي أصدره وزير الصحة الفلسطيني، والذي أتهم فيه الاحتلال بخرق اتفاقية جنيف؟ وهل يكفي أن يخرج علينا الدكتور صائب عريقات بعد ذلك ليقول: قمنا بتوثيق الجريمة، وسنقدم الملف لمحكمة الجنايات الدولية؟
إن ردة الفعل الفلسطينية هي التي ترسم معالم الفعل الإرهابي الإسرائيلي، فلو أدرك الصهاينة أن ردة فعل السلطة الفلسطينية على جريمة قتل الوزير زياد أبو عين ستكون قوية وقاسية وجدية حتى إيلام الصهاينة، لما أقدم المستوطنون على إحراق عائلة دوابشة، ولو كانت ردة فعل السلطة الفلسطينية على إحراق عائلة دوابشة عنيفة وحارقة لقلب المستوطنين، لما تجرأ الإرهابيون اليهود على قتل الشاب الجريح عبد الوهاب الشريف، وغيره من المدنيين.
لقد تتبعت الإعلام الإسرائيلي على مدي يومين، واستمعت إلى المناقشة الداخلية لحادث تصفية الشاب الجريح عبد الوهاب الشريف، وأدركت أن إدانة الجريمة تهدف إلى التخفيف من وقعها لدى المجتمع الدولي، فكان التذرع بسجن الجندي الإرهابي، وتقديمه للمحاكمة، هي خطوة استباقية لأية ردة فعل دولية، وقد لفت انتباهي تخوف بعض المعلقين الإسرائيليين الذين توقعوا غضباً فلسطينياً مجلجلاً، فجاء جواب السياسيين مطمئناً للجمهور، وأكدوا لهم بان السلطة الفلسطينية لن تسمح بذلك، وأن الأجهزة الأمنية الفلسطينية لا تزال قادرة على ضبط الأوضاع، والحيلولة دون أي غضب فلسطيني، أو أي عمل يخل بأمن المستوطنين.
انتهى المقال، وظل السؤال:
إلى متى هذا الصمت على ممارسات السلطة التي قلعت مخالب المقاومة، وكسرت أسنان المقاومين، وتركت الشعب الفلسطيني فريسة، ينتظر نيران الإرهاب اليهودي القادم؟
أحدث المقالات
  • اباطرة الابادة في قبضة المحكمة الجنائية الدولية بقلم محمد فضل علي .. كندا
  • ولا (خصايصها) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الغائب..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • كفاية فضائح يا وزيرتي التعليم العام والعالي بقلم الطيب مصطفى
  • الحكومة السوداني تخسر قضية الاموال المحجوزة لدى أمريكا القاضي يصف سلوك الحكومة السودانية بالعشوائية
  • معارضة الطرق المنبهمة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • رسالة من داخل سجون ايران بقلم صافي الياسري
  • لماذا تصاعدت التدخلات الايرانية؟ بقلم علي ساجت الفتلاوي
  • ايباك تسلط الأضواء على القضية الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • أجمل ليلة ثقافية قطرية سودانية! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • رسالة الي الاخ دينق الور وزير الخارجية بقلم شوقى بدرى
  • سقوط آخر أوراق التوت عن الإتحاد الأفريقي!!.. بقلم عبدالغني بريش فيوف
  • الانقلاب الروحي لابي حامد الغزالي ... مهداة لحيران الترابي والسلفيين بقلم إبراهيم سليمان/ لندن
  • خارطة ألطريق غير قابلة للتعديل , خطأ مفهومى!! بقلم بدوى تاجو
  • من هلو مر الهمد لله بقلم شوقي بدرى
  • إهمال التعليم وتدمير العقول صفة أصيلة للإسلاميين وأمر مُدبّر بقلم أحمد يوسف حمد النيل
  • البروفيسير اريك ريفز :- أمبيكى فاسد دبلوماسياً واداة فى يد نظام الخرطوم! بقلم عثمان محمد حسن
  • عمق الأشياء... (الجزء الأول) بقلم عبدالحق الريكي