اطفال المايقوما موؤدة السودان هل من حل؟ بقلم د. محمد آدم الطيب

اطفال المايقوما موؤدة السودان هل من حل؟ بقلم د. محمد آدم الطيب


03-20-2016, 11:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1458513587&rn=0


Post: #1
Title: اطفال المايقوما موؤدة السودان هل من حل؟ بقلم د. محمد آدم الطيب
Author: د.محمد آدم الطيب
Date: 03-20-2016, 11:39 PM

10:39 PM March, 21 2016

سودانيز اون لاين
د.محمد آدم الطيب-المملكه المتحده
مكتبتى
رابط مختصر

يعتبر كثير من المسلمين ان عهد الموؤده ( قتل البنت المولوده حديثا عمدا)قد انتهى مع انتهاء عهد الجاهليه ولكن مازلنا نمارس هذه العاده والدليل على ذلك وجود اطفال المايقوما لقد اصبحنا اكثر سؤء من الجاهليه ففى الجاهليه كان القتل للبنت ولكن الان نقتل البنت والولد خشية العار الاجتماعى والحفاظ على الصوره الاجتماعيه للاسره social image والخوف من القانون وهذا هو دفن لرؤوسنا فى الرمال ليس إلا ، وتواريا من العيب بارتكاب جريمه قتل وحل المشكله بمشكلة أكبر منها.

تستقبل الدار عدد كبير من الأطفال فى كل شهر والعدد فى تزايد كبير على حسب ما قرأت من معلومات أن عدد الوفيات قد يفوق آلاف فى العام هذا يعنى فقدان عشرات الآلاف من الأطفال السودانيين كل عشر سنين وهذه مأساة انسانيه فى غاية الخطوره يتجاهلها الشعب السودانى والحكومه .

الوفيات عاليه جدا فى وسط هولاء الأطفال قد يفوق الخمسين فى المئة ممن يدخلون الدار. عدد الأطفال الذين يقتلون أو يتركون فى الشوارع حتى يموتوا او تاكلهم الكلاب الضاله يعادل تقريبا عدد الاطفال داخل دار المايقوما مع صعوبة وجود إحصائيات للسريه التى يتم التخلص بها من هولاء الأطفال.

فى الوضع الاقتصادى السيء جدآ لا يستطيع الشباب من التمكن من الزواج إلا فى سن متقدمه اذا تيسرت لهم الظروف وهذه هى مسؤلية الحكومه، كما وان غلاء المهور وتمسك المجتمع بتكاليف باهظة للزواج تعقد من سهولة الزواج فهذه هى مسؤؤلية المجتمع لذلك من السهل أن يلجأ هولاء الشباب الى العلاقات الغير مشروعه.

يعزى الكثير القضيه أنها قضية تربيه ويلوم الأسر ويتهمها بالتقصير لكن القضيه ليست كلها مسألة تربيه فقد يخالف الابن أبويه كما خالف ابن سيدنا نوح والده وأيضا أخوة سيدنا يوسف لوصية أبيهم ولذلك لايمكن أن نقول أن سيدنا نوح قد قصر فى التربيه. للتربيه دور هام فى مرحلة الوقايه ولكن عندما يحصل الحمل يجب أن نكون كمجتمع قدر المسؤوليه. التحدث عن الوقايه سهل جدا ولكن الواقع مختلف جدا فعند الشباب طاقه وشهوه جنسيه عاليه من الصعوبة السيطره عليها وهذه هى سنة الله فى الخلق وذلك لدوام استمرارية الكون. التفكير فى الجنس غريزه فى كل انسان كما زكر لنا المولى عز وجل فى سورة سيدنا يوسف الايه ٢٤ ( ولقد همت به وهم بها ولولا أن رأي برهان ربه) فاذا كان الحال هو حال نبى من أنبياء الله فما هو حال هولاء الشباب . هل نتوقع أن يروا برهان ربهم؟. ان الذين يتحدثون عن العفه وتجنب الزنا هم لهم على الأقل زوجه أن لم تكن اربعه زوجات ، فلو جربوا العفه حتى ولمدة شهر لكى يروا صعوبة الأمر. أما الكلام عن الصوم لممارسة الوقاية من الزنا فإنه من الصعب جدا لان فترة الانتظار حتى تتحسن الظروف قد تطول ففى الزمن السابق يتزوج الشباب فى سن مبكرة جدا كما أن وجود الجواري يشكل حل إلى أن يتم الزواج الشرعي.

نحن كمجتمع نرمي باللوم على هذه الأم ولكن اقول ان المسؤوليه هي مسؤؤلية دوله ومجتمع فبمعرفتى للمرأه من خلال عملى كطبيب ومهتم بالناحية السلوكيه للإنسان أجد أن الشهوه الجنسيه للمرأه ليست كالرجل فالمرأة تسعي وبطبيعة تكوينها إلى خلق أسره مستقره ولا تسعى إلى حلول مؤقته للمسألة الجنسيه فهى تنظر للجنس كوسيلة لتكوين اسرتها فالرجل عندما يتغزل في المرأه فهو يصف جسم المرأه بصوره جنسيه كقول الشاعر غراء فرعاء مصقول عوارضها إلى آخر القصيده ولكن عندما تصف المرأه الرجل فى الشعر تصف فيه مكارم الأخلاق كما فى اغانى التراث السودانى غني لو بت عباس إلفى القهوه ما جلاس. ففي سبيل هدفها نحو تكوين اسرتها هذا يتم خداعها من قبل الرجال بوعدها بالزواج أو باستغلال حاجتها الماديه لتحقيق أهدافهم قصيرة المدى بدون تحمل مسؤؤلية فعلهم وهذا فيه ظلم للمرأه لذلك يجب أن يتحمل هؤلاء الرجال نتيجة أعمالهم.

أصابني حزن عميق جدا عندما زرت هذه الدار ومنظر هولاء الأطفال يعيشون فى هذه الدار ما لشئ جنوه إلا لجهلنا وعدم عمقنا كمجتمع فى تفهم أولويات وأبجديات الحياه. وأشد ما أحزننى وانا أري منظر هولاء الأمهات يزرن أطفالهن بدون أن تعلن أموممتها حتى لا يعاقبها القانون والمجتمع.

هؤلاء الأطفال اعتبرهم سودانيين من الدرجه الأولى فلماذا انتهى بهم المقام إلى أن يعيشوا فى دار بدون أبوين، ماذا جنوا حتى ينتهى بهم المقام إلى حياة بدون رابط اجتماعى، هل هنالك أسباب دينيه أو اجتماعية هل للحكومه دور في وجودهم هذا ما أود تسليط الضوء عليه.

هل هنالك سبب دينى من وجود هولاء الأطفال ؟

معظم هولاء الأطفال نتاج لعلاقات جنسيه بدون عقد زواج بين الأبوين. فى الاسلام الزنا اذا تم بتراضي الطرفين فهو ذنب وليس جريمه ، الجريمة هى التعدي على حدود الغير أما الزنا فهو التعدى على أوامر الله. ليس على السلطات المسؤلة البحث عن الزاني كما فى حديث ماعز بن مالك فى صحيح البخاري[ ٦٨٢٤] عن بن عباس رضي الله عنه قال اتى ماعز بن مالك النبى ص قال له النبى لعلك قبلت او غمزت او نظرت قال لا يا رسول الله انكتها لا يكنى قال عند ذلك فامر برجمه. فشاهدنا من هذا الحديث أن المسلم اذا لم يحضر و يعترف بالفعل فلا داعى إلى التحرى كما يحدث اليوم. ولا يوجد حديث لعلمى بان الرسول ص سأله عن من زنا معها وترك الامر للمراه للإعتراف. وايضا حديث المراه الغامديه التى زنت واتت هى للرسول لتكفر عن ذنبها وعلى أيضا لم يسالها عمن زنت معه وترك الامر له للاعتراف. ولذلك ليس من حق أي مستشفى أو دار المايقوما أن تسأل هل الأم متزوجة أم لا وليس من حقها إبلاغ الشرطه اذا علمت بأنه لا يوجد عقد قران، للمريض الحق فى الاحتفاظ بأسراره قال ص( من ستر مسلما ستره الله يوم القيامه) فهو مايعرف عندنا فى الطب باسرار المريض Patient confidentiality. وهذا من الأخطاء التى صاحبت قوانين سبتمبر باعتبار الزنا جريمه وليس ذنب كما فعل الرسول ص مع الصحابى الجليل ماعز بن مالك وجعل له الخيار وهو الذي اختار أن يكفر عن ذنبه وكذلك المرأه الغامديه أتت بنفسها و على حسب علمى لم يسالها الرسول ص بان تخبره من هو شريكها فى الزنا بل ترك له الحق و الحريه فى أن يكفر عن ذنبه بالطريقه التى يراها مناسبه فإن الله غفور رحيم .لذلك استغربت جدا عندما علمت أن بدار المايقوما وجود للشرطة فهذا فعل يخالف الحديث أعلاه وحتى إن وجود حديث آخر أمر الرسول ص بتنفيذ العقوبه أري أن فى مازكرت دليلا كافيا بعدم مسأءلة هولاء الامهات تخفيفا على العباد.

دور المجتمع فى دفع الأم للتخلص عن طفلها دور لا أساس له من الإسلام فهذا هو قتل للنفس قال تعالى فى سورة المائدة إليه ٣٢ ( من قتل نفس بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا).

فا لأسرة الكبيره هذه الام تكون فى حاله نفسيه صعبه جدا خوفا من المجتمع وكلام الناس وليس خوفا من الله لأن من يخاف الله لن يعرض حياة طفل صغير للخطر ويتركه عرضة للكلاب الضالة الجائعه وما أكثرها فى السودان ويتعرض أيضا لعوامل الطقس من برودة أو سخونة أو نقصان فى مستوى السكر فى الدم والتهابات وكلها تؤدي إلى وفاته.

أتمنى أن تتحمل الاسر مسؤليتها تجاه الطفل حتى لو تم عقد القران بعد الحمل واذا لم يتم الاتفاق تكون المسؤولية مشتركه فكل أم تعرف من هو آب الطفل. وإذا تنكر الأب يمكن اللجوء إلى فحص الحمض النووى لإثبات الابوه وتحمل مسؤليته تجاه طفله. وإذا اتفق الطرفان يمكن أن تكون سبب لتكوين أسره مستقره وتخطي للتعقيدات الاجتماعيه.

كما يجب علينا أن نطبق المده الشرعيه للحمل والتى تتراوح من ٦ أشهر وأربع سنين والدليل على أن اقل مدة للحمل هى سته أشهر تكمن فى قوله تعالى فى سورة الاحقاف (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا). وأيضا قوله تعالى فى سورة لقمان ( وفصاله فى عامين).فاذا كان الفصال والحمل فى ثلاثون شهرا والفصل عامين هذا يعنى أن فترة الحمل هى ستة اشهر وهو أيضا رأى سيدنا على رضى الله عنه ووافقه سيدنا عثمان فى أن أقل مده للحمل هى ستة أشهر . أما عن أقصي مده للحمل فهى بإجماع الائمه الاربعه تتراوح من سنتين الى اربعه سنين عند المالكية كما ورد عن الإمام مالك فى قصة امراة محمد بن عجلان .مهمة هذا التعريف هو من الناحيه الشرعيه لا يجب الشك فى امرأه حملت حتى إذا غاب عنها زوجها الفتره الشرعيه للحمل والتى قد تصل اربعه سنين . هذا حق شرعي يؤدى إلى أن يعيش هولاء الأطفال فى كنف أسره وبصوره شرعيه.

بالنسبه للأطفال الموجودين فى الدار يجب توزيعهم على الأسر بكفالة الحكومه ويتبنى المشرفين الاجتماعيين مسؤلية متابعة هولاء الأطفال حتى يتم التأكد من تلقيهم الرعاية المناسبه، هنالك أسر كثيره يمكنها أن تتبنى هولاء الأطفال فالشعب السودانى شعب طيب وحنين لدرجه كبيره جدا.

ومن هنا أدعو إلى تكوين جمعيه لمساعدة الأسر التى تواجه بمشكلة الحمل بدون عقد قران بعد تطمينهم بعدم تعرض ابنتهم إلى القانون إلا إذا أرادت أن تكفر عن ذنبها فهذا الأمر متروك لها على حسب الاحاديث المزكوره اعلاه . وتتحول الدار لاستقبال الأمهات قبل الولاده لو دفعتهم الظروف إلى ذلك. فكثير من الأسر قد تتعامل مع الأم بقسوه شديده قد تصل إلى ممارسة العنف ضدها و تهديد حياتها. ويجب علينا الإعلان عن حقوق هولاء الامهات بصوت عالى وبكل شفافية حتى لا يلجأ ن إلى التخلص من أطفالهن لتفادى المجتمع والقانون.

كما ويجب علينا نشر ثقافة احترام بعضنا البعض بنبز وإدانة من يستعمل كلمة ود الحرام فهى لغة لا تواكب العصر وتدل على تخلفنا.

وكما أيضا أدعو إلى إلغاء دور الشرطه فلا دور للشرطة فى موضوع الزنا اذا تم بموافقة الطرفين فى الاسلام على حسب مازكرت فى الحديث أعلاه لأن هذا ذنب وليس جريمه . فوجود الشرطه شيء مخيف جدا حتى فى مخالفات المرور ناهيك من مشكلة حمل بدون عقد زواج.

إذا ما فعلنا ذلك فهذا من شأنه التقليل من هذه الظاهرة عندما يعرف كل شاب بأنه سوف يكون مسؤول من فعله فسوف يقوم باتخاذ الإجراءات التي تجنبه وتجنب المجتمع هذه الظاهره. وبهذا نضمن أن يتربى هولاء الأطفال فى كنف أسره بدل أن يكون مستقبله من أطفال الشوارع. ففى الدين الإسلامي دفع الضرر والخطر مقدم على جلب المنفعة. كما فى قوله ص لا ضرر ولا ضرار وهذا يعنى ان إنقاذ حياة طفل مقدم على تطبيق النصوص فالهدف هو تهيئة الجو الأسري لهؤلاء الأطفال وان يعيشوا حياة كريمه.

أحدث المقالات

  • مشروع ايجال الون ونظرية الامن والاستبطان الاسرائيلية بقلم سميح خلف
  • مخاطـر تطبيق بـدعـة إغـلاق المتاجر للصلوات بقلم مصعب المشرّف
  • أقلام فاخرة ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • والسودان / بعد شهر/ هو بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • خلافة الترابي .. من يكسب الرهان ؟ بقلم عبد الباقى الظافر
  • المصلحة الشخصية في دعاوي الشأن العام بقلم نبيل أديب عبدالله
  • كانت أيـام بقلم عبدالله علقم
  • إن لم يجدوها عندنا ،فأين يجد الجنوبيون الحماية؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • ظلم الطبيب ومأساوية المسلسل بقلم عميد معاش طبيب. سيد عبد القادر قنات
  • قنبلة دارفور الموقوتة وانكار البشير العلاقة مع الاخوان المسلمين بقلم محمد فضل علي
  • في ذكراها معركة الكرامة والتحولات التي طرأت على الثورة بقلم سميح خلف
  • اللهم إني بلغت اللهم فاشهد بقلم نور الدين مدني
  • نحن أمة لا نتفكر،ولا نتعظ ،ولا نتدبر بقلم رحاب أسعد بيوض التميمي