04:23 PM March, 10 2016 سودانيز اون لاين
هلال زاهر الساداتى-
مكتبتى
رابط مختصر
كنت في عجلة من أمري فقد بقي لي ساعة من الزمن أنجز خلالها ما أريد في مدني وكان من ذلك قص شعري ، فقد كث وغزر وصار منظره كنبات شيطاني متسلق ! والمرء في الريف لا يكترث كثيرا" لهندامه ومظهره نظرا" للبدائية المخيمة حوله والحياة الجافة التي يحياها ، حسنا" ، فقد ذهبت الي أول محل حلاق وقع عليه نظري ، والحق أن محيا الرجل لم يرق في عيني ، من الوهلة الأولي ، فقد بدا لي كأنه من مترددي السجون ومن المجرمين العتاة الذين أستبدلوا دورهم ومنازلهم بدور الحكومة المجانية التي يجدون في رحابها الأمن والطمأنينة ! كان شكل الرجل كأن له عرض بلا طول تسبقه كرش أمامه ، وقد ركب علي كتفيه وجه جامد صفيق برز منه عينان تشعان بالشرر والويل ، وخيل الي أن يديه الغليظتين خلقتا لحز الرؤوس لا قص شعرها ، أما منظر الدكان من الداخل فقد كان يبدو في تناقض كبير مع صاحبه ، فقد كان محلا" أنيقا" له مرآة بعرض الحائط وكرسي جلدي دوار ، حاولت أن أفرغ روعي وجلست علي الكرسي وبدأ يرجل شعري بعنف خلت معه أنه سينزع فروة رأسي في يده ، ثم أمال رأسي الي الأمام بحركة عاتية تقعقعت لها عظام عنقي ، وبدأ العمل ، نسيت أن أذكر أني حدثته أول ألأمر بأن يفرغ من قص شعري سريعا" لأني أريد أن ألحق بالبص الذاهب الي المناقل ، ولما أنتهي رفعت رأسي ورأيت في المرآة عجبا" ، كان رأسي يبدو كالحفر الممتلئة بمياه الأمطار في فصل الخريف في امدرمان ألا أنها فاضية ، وبدا لي رأسي كأنه ليس مني ، حفرة هنا ونقرة هناك ، خط متعرج في الجانب الأيسر ، وخط دائري علي الجانب الأيمن ، وفجوة في منتصف الرأس ، وحدثت نفسي ماذا يضمر هذا المجرم في نفسه بعد هذا ؟ وسرعان ما جاءني الرد عندما التقط الموسي في أناة وذهب الي سير الجلد المعلق علي الحائط في مواجهة الجالس وراح يمررها ببطء ويرمقني بين الحين والآخر بنظرة جانبية قاسية ، عند هذا الحد شعرت بقلبي يصعد الي حلقي وضربالته تكاد تشغل كل فراغ الدكان ، وارتعشت أطرافي ، حين ذلك توكلت علي الحي الذي لايموت وأضطربت شفتاي تردد الشهادتين ودارت في رأسي خواطر شتي ، هل أهرب جاريا"؟ هل أقول له أن هذا فيه الكفاية متعللا" بضيق الوقت ، أم أستسلم وليكن ما يكون ؟ وجاء في تؤدة ووقف علي رأسي ، ثم نظر الي خيالي في المرآة لبعض الوقت قبل أن يبدأ ، يا لله ! لماذا لا ينتهي سريعا" ويريح أعصابي من كل هذا التوتر والتحفز ؟ لعله سفاح من النوع السادى الذي يتلذذ بعذاب ضحيته قبل أزهاق روحها ، يا تري كم روحا" أزهق هذا السفاح ولم تمتد اليه يد العدالة ؟ علي أي حال سأكون ضحيته التاسعة أو العاشرة ، من يدري؟ وبحركة من يزيل عن سبيله عائقا" أمال رأسي جانبا" ، وأغمضت عيني فلا أرغب أن أري مصرعي، أنتهي من الجانب الأيمن ، وركلني بيده الي الجانب الآخر أن كنت رأيت يدا" تركل ،وبدأ يمزق بموساه الجانب الأخر بالرغم من تأوهاتي وصرخاتي شبه المكتومة التي تخرج من حلقي : أخ آخ ، وأقول يمزق بالموسي لأنه ترك علي صدغي ثلاث قطعات بموساه . أقد قلب هذا الرجل من صخر ؟ لا عجب أن شعرت نحوه لأول مرة عندما وقعت عيناي عليه أنه مجرم عريق وقاتل عتيد ، وازداد خفقان قلبي وعلت ضرباته وخيل الي أن المارة في الشارع يسمعون دقاته ، وانتهي من ذلك الجانب من رأسي ولكزني فأمال رأسي الي الأمام ، وبدت لي أنها اللحظة الحاسمة ، ضربة واحدة علي قفاي وأصير المرحوم ، واستجمعت شتات شجاعتي ورفعت رأسي وقلت بكل ما أملك من صوت ( حسبك يا هذا أن ميعاد البص فد أذن ) ورغم ذلك خرج صوتي ضعيفا" مهزوزا" . أمسك بالموسي ووقف ساكتا" لحظة ثم هدر : ( لم أنتهي بعد يا أستاذ ) ، وانتفضت قائما" علي قدمي ولا أدري كيف فعلت ذلك ، وحينما وقفت لحظت لأول مرة حقيبة قديمة من الجلد معلقة في ركن الدكان من النوع الذي يستعمله المزينون الذين يزاولون الحلاقة والحجامة تحت الأشجار ، وازداد حنقي علي الرجل ، ومع ذلك دفعت يدي في جيبي وأخرجت ورقة نقدية لم أتبينها ناولتها له واندفعت خارجا" من الدكان كالمقذوف الناري غير مصدق أني نجوت من الموسي وصاحبها الرهيب .
وأنا عائد في البص عددت نقودي ووجدت أني أعطيت الحلاق السفاح خمسين قرشا" ، أنه يستحق خمسة قروش فقط ، ولكن ما قيمة الخمسين قرشأ مقابل أنقاذ عنقي !
هلال زاهر الساداتي 9مارس 2016
أحدث المقالات
الموت في اليوم العاشر بقلم أحمد الملكتمرد ورحله المليون تبدأ بخطوة واحدة ... فانتفضواوداعاً العم محمد خير البدوي بقلم ياسر عرمانتقسيم فلوس... أم تقريب نفوس...؟!! بقلم توفيق الحاجماذا يمكننا الشراء من مواقع الإعلانات المبوبةالترابى فى ذمة الله بقلم نصر الدين حسين دفع اللهامتحان الترابي..! بقلم عبد الباقى الظافرطلاق وحسرة بقلم صلاح الدين عووضةهاشم بدر الدين لا يبكي بقلم أسحاق احمد فضل اللهبين الترابي والشانئين بقلم الطيب مصطفىالترابي بين التفكير والتدمير بقلم مجاهد عبدالله - أسترالياوصية الترابي بقلم شاكر عبدالرسولهزى بجذع ألنخل , مريم ألبتول مناسبة يوم ألمرأة ألعالمى شعر نعيم حافظالثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (99) بقلم د. مصطفىالسيادة المنقوصة : الطائرة الرئاسية – نموذجاً ! بقلم فيصل الباقر عندما تبكي الحركات المسلحة حسن عبدالله الترابي؟؟.. بقلم عبدالغني بريش فيوفكسوف الشمس يرمز لسقوط واحتجاب رئيس الجمهورية بقلم ابوبكر القاضي موسم حصاد المصالح في العراق بقلم د. غسان السعد/مركز المستقبل للدراسات الستراتيجيةالمبادئ ( خشم بيوت) بقلم الطاهر ساتيخطوات الاصلاح الاقتصادي في العراق: رؤية من الخارج بقلم د. حيدر حسين آل طعمة/مركز الفرات للتنمية والهل يقدر المتحاورون ماذا يعني فشل الحوار ؟؟؟؟؟؟ بقلم هاشم محمد علي احمدو شرعوا في تزوير تاريخ الترابي.. بلا وازع! بقلم عثمان محمد حسنالترابي.. هدأةُ الشيخ الأخيرة بقلم أحمد الدريني جو بايدن يشوه وجه الانتفاضة بقلم د. فايز أبو شمالةالكشف عن سيارات المستقبل في معرض جنيف ابراهيم السنوسي ما قدر الشغلانة بقلم شوقي بدرىقريمانيات .. يكتبها الطيب رحمه قريمان كيف تسقط حكومة بنكيران في يوم واحد وبدون قلاقل؟؟ بقلم انغير بوبكرحق اللجوء واللاجئين ...... قوانين مثالية، وواقع مرير اعداد د. محمود ابكر دقدق/استشاري قانونيي وباالأمهات الأرامل والمطلقات المجتمع يكفن والأبناء يدفنون!! (2) بقلم رندا عطيةالتسوية قبل الوحدة..! بقلم عبد الباقى الظافرضرب السد بقلم صلاح الدين عووضةكثير من علي الحاج .. قليل من السنوسي بقلم أسحاق احمد فضل اللهوقطع معتز قول كل خطباء السدود بقلم الطيب مصطفىدموع خالد مشعل ووحدة الإسلاميين!! بقلم حيدر احمد خيراللهفي عيد المرأة التحية لصمود نساء وطني... بقلم زينب كباشي عيسيالقمح وإستبدال الأدنى بالذى هو خير بقلم سعيد أبو كمبال بني مَلاَّل منتظرة منذ الاستقلال بقلم مصطفى منيغ في يوم المرأة العالمي : هل نالت حقها ؟ بقلم د. حسن طوالبهلا تحتمل الإنتظار والحلول التسكينية بقلم نورالدين مدنيالصدمة وفرضية الإغتيال بقلم أكرم محمد زكي القصر الكبير بلا إصلاح ولا تغيير بقلم مصطفى منيغحكومة الإنقاذ أكبر شر علي السودان بقلم محمد عبدالله ابراهيموصية الترابي بقلم شاكر عبدالرسولهزى بجذع ألنخل , مريم ألبتول مناسبة يوم ألمرأة ألعالمى شعر نعيم حافظالثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (99) بقلم د. مصطفىالسيادة المنقوصة : الطائرة الرئاسية – نموذجاً ! بقلم فيصل الباقر تحتاج لمعالجة جذرية عاجلة بقلم نورالدين مدني عندما تبكي الحركات المسلحة حسن عبدالله الترابي؟؟.. بقلم عبدالغني بريش فيوفو شرعوا في تزوير تاريخ الترابي.. بلا وازع! بقلم عثمان محمد حسنالعلاقة بين ال ( السراج ) و ال ( الامام المهدي ) .. بقلم جمال السراجالهجمة المصرية علي الرعايا السودانية – الأسباب والأبعاد المحتملة ومثل نشوف الفيل ونطعن ضله – قراءةبأسهم بينهم شديد !! بقلم د. عمر القرايونسة ماسخة ياشيخ الترابي!! بقلم حيدر احمد خيراللهالتركيبة الديموغرافية لإقليم بني شنقول (3) بقلم خالد ناصرالتركيبة الديموغرافية لإقليم بني شنقول (2) بقلم خالد ناصرالعلاقة بين ال ( السراج ) و ال ( الامام المهدي ) .. بقلم جمال السراجرجال خارج التاريخ بقلم سعيد أبو كمبالالمعارضة السودانية بالقاهرة تتنفس الصعداء بعض سفر المقدم احمد خليل إلي امريكا ؟ بقلم جمال حسن ادمفي اليوم العالمي لحقوق الانسان راجعت دفاتري القديمة لأجول في متاهة حقوق الانسان في السودانفي مثل هذا اليوم من العام 1989 كانت تجربتة الاعتقال والتعذيب القاسية ولا تزال اثارها النفسية والجسدحول مذكرة القضاة المفصولين والسابقين للسيد/ رئيس القضاء(1) بقلم الشيخ حسن فضل اللهفي ذكري رحيل الدكتور جون قرنق .. ومذكرة تفاهم مجالس الصحوة .. حتمية قيام السودان الجديد ..جلسة اَلية الحوار" 7+7" تثير عاصفة نكات وتساؤلات لدي السودانيين.. لم يعلقوا اَمالهم علي الحوار الوطالإخوان المسلمون .. سؤال اللحظة الراهنة!أحلام إستخراج السَمنة من بطن النملة/ عباس خضرحزب المؤتمر الشعبي لن يتراجع عن" الحوار" قريبا.. وهذه هي الاسباب!لا بقاء للبشير ولا عودة للترابي/أحمد قارديا خميسمقال رقم ( 3 ) مواصلة للمقال السابق من الذى فتن النوبة مع البقارة ؟! تلفون كوكو ابوجلحةلا يا شيخ ! أحمد قارديا خميسعودة الترابي بين الدراما والمؤامرة! ضياء الدين بلال حنتوب الجميلة 1949- 1952 : مامون بحيري والنمر وسنهوري الأستاذ الطيب علي السلاوي 7-12فن المُمْكِنْ مفاجأة المشير – قراءة أولية من زاوية أخرى/Asim Mohamedالكافر هداه الله هو من كفرني علي مقالنا،دمعة علي روح النبي مانديلا عليه السلام هل من مانديلا سودانلماذا يتهافت الكمندر مناوي وحركة العدل علي منابر لن تحل أزمة قرية في دارفور.. ناهيك عن أزمات السود الدولة العابدة مقالات فى العسف والاستبداد الديني بالسودان/بدوي تاجوالحل لكل ازمات البلاد ومن بينها الاقتصادية ، في استعادة السودان كدولة مسروقة ومنهوبة /حيدر محمد أحمالبيان الاول لانقلاب الترابي في الاهرام وليس اذاعة امدرمان الجياع بمعسكرات دارفور وخدعة اسمها الاغاثة الاسلاميةالزعماء السودانيين: وتحديات السلام