*وصف زميلٌ لنا صوت مغنيةٍ ما بأنه (جبلي).. *ولا أدري كيف استطاع تمييز الصوت المذكور من بين عشرات الأصوات المشابهة.. *فهي عندي كلها أصوات (جبلية) - إذاً - إن صدق التوصيف المشار إليه.. *فلا فرق - في نظري - بين صوت ندى القلعة أو إنصاف مدني أو حرم النور.. *كما لا أقدر على تمييز صوت أحمد الصادق من (شقيقه) من الفحيل.. *فنجوم الطرب (الأصيل) كان لكل منهم (بصمة صوتية) تميزه عن الآخرين.. *فصوت خوجلي - مثلاً - هو بخلاف صوت زيدان بخلاف وردي بخلاف الكاشف بخلاف الجابري .. *ثم لكل من هؤلاء (مدرسة) في الغناء تختلف عن مدارس الآخرين أيضاً .. *أما مطربو اليوم - إن سميناهم كذلك مجازاً - فهم يتشابهون في كل شيء.. *في الأصوات ، في الميوعة ، في (الفلفلة) ، وفي الألحان التي لا تعرف (رأسها من رجليها).. *وقد تحديت يوماً نفراً من معجبي مطرب شاب في أن يدندنوا بأي لحن من ألحانه فعجزوا.. *ولكنهم لم يعجزوا - في مفارقة غريبة - عن الدندنة بألحانٍ لوردي وعركي وزيدان حين طلبت منهم ذلك.. *فألحان مطربي زماننا هذا هي ألحان (مائية) بمصاحبة موسيقى (جبلية).. *ومفردة (مائية) هنا أعني بها أنها ألحان لا يمكن أن (تمسكها) الذائقة الفنية السليمة.. *أو بعبارة أخرى لا تخضع لقوالب فنية محددة تجعلها ترسخ في الذاكرة.. *ولهذا فإن أغنيات هؤلاء تلمع ثم تنطفئ سريعاً كما الشهب.. *ولا أدري إن كان تفسيري للمفردة هذه هو ذاته الذي عناه من وصف صوت نميري بأنه (مائي) أم لا.. *فقد كتب الصحفي الذي نسيت اسمه يقول عقب الانتفاضة (الحمد له الذي أراحنا من صوته المائي).. *وقبل أن أقرأ عبارة زميلنا هذه كنت أقول إن نميري يتكلم كالذي في فمه ماء.. *وباختصار (كده) نعني أن صوته لم يكن (مريحاً) للأسماع.. *وكذلك كثير من سياسيينا الآن أصواتهم تفقع المرارة مع عبثٍ بقواعد اللغة يرفع الضغط.. *أما الذي (يهري الفشفاش) فهو محاكاة تجعل من التشابه بينهم مثل الذي بين مطربي جيل اليوم.. *فلا يمكنك التفرقة بين زيد وعبيد - من المتحدثين - إلا بالصورة.. *أي أن يكون هناك (صوت وصورة) عوضاً عن محض السماع.. *أما أصواتهم فيمكن أن نصفها بأنها (هوائية).. *وعليك أن تفهم المقصود بالتوصيف هذا دون شرح من جانبي.. *فأنا لم أسأل زميلنا ذاك عن معنى (جبلي!!). http://assayha.net/play.php؟catsmktba=9824http://assayha.net/play.php؟catsmktba=9824