السودان الجديد (2) بقلم بهاء جميل

السودان الجديد (2) بقلم بهاء جميل


02-09-2016, 03:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1455027124&rn=0


Post: #1
Title: السودان الجديد (2) بقلم بهاء جميل
Author: بهاء جميل
Date: 02-09-2016, 03:12 PM

02:12 PM Feb, 09 2016

سودانيز اون لاين
بهاء جميل-
مكتبتى
رابط مختصر


وأنا أواصل قراءة العناوين البارزة للصحف في الأسبوع الفائت اختلط علي الأمر حتى قرأت خبر ( الدقيل يقيل اشراقة ) بقلب الياء الثانية في كلمة ( يقيل ) إلى باء مشددة فكدت اسقط من مقعدي وأنا أتساءل مستغفراً قائلاً في نفسي:
هل من المعقول أن يكون قد فعل ذلك ؟
وهل فعل ما فعله في المكتب أم في مكان آخر ؟
و هل نشوة فرح غامر التي دفعته ليقع فيما وقع فيه ، أم هو الانجذاب الفطري و الإعجاب ، والرغبة ؟
أم هو ال ..... ؟
ولكني عدت لقراءة الخبر مرة أُخرى واكتشفت خطاي فحمدت الله عليه.
أخباراً مثل تلك كان لا بد أن تدخل المزيد من الأمل إلى نفسي فتُربِكَني ، وكان لا بد أن تجعل المُخلصين ( الذين لا تهمهم إلا مصلحة الوطن والمواطن ) إلى الاصطفاف ، والوقوف خلف الحكومة ، حتّى وان كانوا من مُعارضِيها ، ولكنّها أيضاً كان لا بد أن تدفع الخونة لمضاعفة الجهود ، وللتراكض بين مطارات العالم ، ومدنه المختلفة للتشاور مع حلفائهم فيما يمكن فعله ، إزاء ما يمكن أن يكون حجر عثرة آخر في الطريق ، من اجل إعاقة ذلك التوجه الايجابي ، أيضاً تلك الأخبار كان لابد أن تدفع الأعداء للخلق ، وللابتكار ، وما الخبر الذي خرج للناس صباح اليوم عن التحركات الأمريكية في مجلس الأمن ، بغرض إصدار قرار من ذلك المجلس (غير المستقل ) لحظر تصدير الذهب السوداني، إلا محاولة أخرى لإبقاء السودان في دائرة الاختناق الاقتصادي ، حتى تظل حالة المواطن على ما هي عليه من المعاناة ، وحتى تبقى حالة اليأس ، والقنوط ، مسيطرة على نفسه ، ليزداد نائيا وابتعاداً عن الحكومة ، ويزداد نقمةً عليها .
لن يكتفي أولئك بتلك المحاولة ، ولابد أنهم سينشطون شرقاً ، وغرباً من اجل فتح جبهات قتال تبقى الدولة ، وتبقى النّاس في حالة انشغال دائم ، ولا بد أن ذلك سيتزامن مع إطلاق الكثير من الأكاذيب ، و الشائعات ، التي سيتبناها المعارضون لأجل المعارضة في الداخل ، والذين سيبادروا لنشرها ، وترديدها ، بطريقة الببغاوات الساذجة ، لأنهم لا يدركون خطر ما يفعلون ، ولأنهم لا يعرفون أنهم يأخذون السم ليضعوه بأياديهم في ما يأكلون ، ولأنهم يجهلون أنهم يشحذون سيوفهم ليقطعوا بها رقابهم .
إن أمريكا تستغل أولئك الذي يقبضون أثمان ما يفعلون ، وتستغل هؤلاء - الذين يقفون خلف من يتسبب في جوعهم ، وفي مرضهم ، وفي ازدياد معاناتهم - لتبقي السودان في حالة الفشل المستمر ، ليس بسبب حكومة الإنقاذ ، ولا بسبب توجهاتها ، أو أخطائها ، أو مواقفها ، فحكومة الإنقاذ لا تدعم إرهاباً ، ولا تصدر فكراً ، وحتى تهم جرائم الحرب التي أُلصقت بها ، تعرف أمريكا جيداً أنها تهماً باطلة ، تمت فبكرتها مع بعض من كانوا أبناء للسودان في دهاليزها السياسية ، وفي دهاليز بعض الدول الأوربية الأخرى ، ولكن لان أمريكا تعمل من اجل إسرائيل أولاً ، ولأنها ثانياً لا ترغب في قيام قوة إقليمية جديدة ، يكون قوامها الإنسان السوداني ، الذي تعرف أمريكا جيداً انه يختلف كل الاختلاف عن شعوب المنطقة ، وانه لو وجد الاستقرار ، والأمن ، وتمكن من استغلال إمكانيات بلده وثرواتها ، فسيكون قادرا على فعل المستحيل ، وانه سيغير التوازنات ، وسيخلق معادلات جديدة ، شديدة التعقيد ، والصعوبة ، وما تركيز إسرائيل على السودان ، وما المجهودات الضّخمة ، التي تبذلها منذ عقود في القارة السمراء ، وما دعمها لحركة تحرير السودان في الماضي والحاضر ، وما دراساتها ، وكتبها ، التي خرجت للعلن منذ وقت طويل ، والتي توضح سعيها الحثيث لتقسم السودان إلى دويلات صغيرة ، إلا دليل لا يتطرق إليه الشك على ذلك ، ولكن المواطن السوداني لا يعرف قَدْره ، ولا تعرف شريحة ضخمة منه أنّ أمريكا ، وإسرائيل ، والذين من خلفهم من أبناء الوطن هم عدو السودان الأول ، وانها كثيراً ما تخدم أهدافهم من حيث لا يدري .
إنّ الحكومة تعرف جيداً أنّ عموم الناس يسهل خداعهم بالإعلام الكاذب ، مثلما تسهل قيادتهم إلى مناطق شديدة العداء ، والخطورة من خلال الإشاعات ، ومن خلال استغلال أخطائها مهما صغر حجمها ، ولكنها مع معرفتها لا تتعامل مع ذلك الأمر كما ينبغي ، إذ عليها في هذا الوقت أن تحذر كامل الحذر من إيجاد الأسباب ، ومن خلق الظروف التي يمتطيها أولئك فتساعدهم للوصول إلى مآربهم ، ولقد كنت أتمنى أن لو كانت الدولة قد أجلت مسالة رفع سعر أنبوبة الغاز خاصة بعد أن انخفضت أسعار البترول لمستويات غير متوقعة ، مما سيخلق وفرة في الميزانية كان يمكن أن يتم استغلالها في دعم الغاز مع إبقاء أسعاره السابقة على حالها .
إنّ المواطن المغلوب على أمره في أمس الحاجة لان تثبت له الدّولة التي ما فتئت تحمله ما لا يستطيع احتماله ، وتدفعه بعيداً عنها ، أنها تفكر به ، وأنها في صفه ، في حاجة لان تشعره أنها الآن تعمل من أجله ، وحتى تؤكد له ذلك ليس عليها أن تزيد له الأعباء الضخمة التي لا تحتاج إلى زيادة ، ولكن عليها أن تحمل عن كاهله قليلاً مما وضعته فوقه طوال سنوات حكمها ، حتّى يعود للإيمان بها ، وبوعودها ، وحتى يكون حصنها المنيع في وجه المخاطر ، ورفع سعر أنبوبة الغاز في هذا التوقيت يعطي الإشارة المعاكسة تماماً ، وان كان الأمر قد مر بسلام من حيث رد الفعل ، فهو ليس كذلك في نفوس الناس ، فقد ترك في داخلها ما تركه من سخط ، وغضب.
لقد أصبح الأعلام هو الفاعل الأول في صناعة الأحداث ، وفي توجيه الناس ، وفي قيام الثورات ، وفي سقوط الحكومات ، وفي تكوينها ، وبما أن الدولة تتجه توجهاً ايجابياً في هذه المرحلة ، فان ذلك يفرض عليها أن تمارس الشفافية مع المواطن في جميع شئونها ، وعليها بالإضافة لما سبق أن تبقيه في حالة اطلاع على سياساتها الداخلية ، والخارجية ، والاهم من ذلك على مواقف الدول الأخرى منها خاصة الدولة التي تناصب السودان العداء ، وعلى جميع الصحفيين أصحاب الضمائر أن يؤازروا ذلك ، وان يمحصوا في الإشاعات ، والأخبار السالبة بدقة ، قبل نشرها للناس .
اللهم أحفظ السودان واهل السودان .. اللهم اهدي أهل السودان جميعا لما فيه خير السودان وخيري الدنيا والآخرة .. اللهم آمين

بهاء جميل



أحدث المقالات
  • خمسين سنة يا مفتري.! بقلم عبد الباقى الظافر
  • أسفل الجبل !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • متوكلون؟! نعم بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • استفتاء دارفور وضرورة توحيد الإقليم بقلم الطيب مصطفى
  • عاجل لوزير العدل : الشريحة هل تداري الفضيحة ؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • جريمة قتل ريجيني وقتل السودانيين بقلم بدرالدين حسن علي
  • هوامش للوطن بقلم زينب كباشي