السودان بين فكى معارضة حالمة ونظام يخشى محاذير الإنتقال السياسى بقلم ادروب سيدنا اونور

السودان بين فكى معارضة حالمة ونظام يخشى محاذير الإنتقال السياسى بقلم ادروب سيدنا اونور


02-08-2016, 03:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1454940500&rn=0


Post: #1
Title: السودان بين فكى معارضة حالمة ونظام يخشى محاذير الإنتقال السياسى بقلم ادروب سيدنا اونور
Author: Adaroub Sedna Onour
Date: 02-08-2016, 03:08 PM

02:08 PM Feb, 08 2016

سودانيز اون لاين
Adaroub Sedna Onour-
مكتبتى
رابط مختصر




يستطيع اى انسان, ولو كان يملك نصفى عقلى ,أن يرى بوضوح تام عدم إمتلاك النظام الحاكم فى السودان لإستراتيجية خروج تؤدى الى أن يتخلى عن الحكم ويترجل قادته, بعد اكثر من ستة وعشرين سنة من الحكم المطلق, كانت محصلته النهائية بحار من الدموع والدماء . ومثل هذا الحكم المثقل بركام من الاخطاء والخطايا لا يمكن إزاحته بسهولة ,كما يتوهم البعض, خصوصاً إذا كان ضحاياه لا يبدون اى قدر من الاستعداد لغفران ونسيان مالحق بهم على يد بعض عضوية النظام الحاكم الذين بلغ بهم حبهم و تشبثهم بالسلطة درجة ان بدأوا فى (تجييلها) ليتوارثوها جيلاً عن جيل, دون ادنى حياء وكأنهم رسل العناية الإلهية الذين يجب ان بحكموا السودان وحدهم للابد ,فتسمعهم يوقرون اسماع( السوادنة) بالحديث السمج عن قياداتهم وكوادرهم الشابة والاخرى التى تنتمى للصف الثانى فى سلسلة لا نهاية لها من المنتظرين الموعودين و المبشريين بحكم السودان الى ابد الآبدين ودهر الداهرين من عباقرة الإتجاه والتوجه والحركة من سائحين واصلاحيين الخ.. الذين تحولوا فجأة الى قلة مهيمنة و مجموعة تشبه طبقة داروينية إجتماعية حديثة تؤمن بإقصاء و سحق ومحو الضعفاء الذين لاترى فيهم غير (غبار بشرى) لا اخوة فى الوطن متساويين معها فى الحقوق والواجبات. . لذلك وصلت ازمة الحكم فى السودان الى طريق مسدود تحرسه هذه الطبقة التى أقامت دولتها على مبادىء أشبه بمبادىء شارلس داروين ونظريته المبنية على (إما أن تنتصر وإما أن تموت ؟) أما التعايش مع ضعاف الغوغاء الذين يختلفون عن هذه الطبقة المبجلة والذين تعتبرهم هى مجموعات ضالة بلا فكر او ثقافة اوحضارة, فلا مكان لهم ولا إمكانية لضمهم بين جوانح مشروعها الرسالى, ولو كانوا اصحاب الارض التى ستنطلق منها الرسالة الأممية نفسها ؟ لذلك تتكاثر حركات الإحتجاج المسلحة مغطية الفضاء السودانى كله, لدرجة أنها فاقت العشرات ,فبعضها يشارك فى الحكم والبعض يحارب وبعض آخر يفاوض النظام( إستعداداً للإنخراط فيه ؟) بعد أخذ نصيبهم من المال العام , وهو نفس التكتيك الذى كان الجنوبيون أساتذته بإمتياز.. .المعضلة أن النظام لايفكر فى الرحيل لإدراكه للثمن الذى يتوجب عليه دفعه للاهاى و لضحايا بالآلاف وتجاوزات لا يمنع الناس من الجهر بها إلا معرفتهم بعدم جدوى ذلك, فى وجود أجهزة تابعة للنظام ولا تعصى له أمراً. أما مجموعات المعارضة فلايجمع بينها إلا كراهية النظام والرغبة فى إيذائه وإسقاطه لو أمكن ....المحزن أن معظم مكونات المعارضة منطلقاتها إما عنصرية او مناطقية , وهذه هى الحقيقة للأسف, كأحدث تمظهرات الخلاف الذى نشب ايام المهدية بين (عبدالله ودسعد ومحمود وداحمد؟)والذى فشل كل ساسة ما بعد الاستقلال فى النظر المتمعن فى مسبباته وحلها.. .لذلك ستستمر هذه الأغلوطة, بين معارضة تفسرالماء بالماء لمناصريها –المفترضين- لتأليبهم على النظام بالإشارة إلى فساده, فيحرمها النظام من ذلك الشرف و يسبقها فيشير الى فساده بنفسه, مع توفير مهرب آمن للوالغين فيه من عضويته بإستحداث قانون يسميه ( التحلل ) وهو قانون يحول كل ماحوله العضو الرسالى من منقولات وعمولات الى حسابه ,الى رزق حلال زلال ساقه الله إليه ؟ إذن نحن بإزاء خصمين لايتشاركان اى فهم مشترك ولايقفان على أية ارضية مشتركة يمكن الإنطلاق منها الى مستقبل بلا حروب وصراعات ,بدل الإصرار على تحويل كل الحاضر والمستقبل الى جولات لامتناهية من تشاكس ابدى سيؤدى حتماً الى ضياع البلد. أما الشباب اصحاب المصلحة الحقيقية فى وضع حد لهذا العبث غير المسؤول, فهم يبدون –ظاهرياً على الأقل- فى شغل عمايحدث...مع انهم حين تحركوا فى سبتمبر 2013هزوا الارض تحت اقدام النظام والمعارضة معاً ..بيد أن الدرس المحبط لتضحيتهم الجليلة تلك وجسارتهم الماجدة كان هو أن مجموعات المعارضة التى تتحدث عن إزاحة النظام- ليل نهار- لاتملك لا الإرادة ولا الرغبة ولا حتى السند الجماهيرى الذى يمكنها من فعل ذلك ...لذلك لن يحاولوا – مرة أخرى- مواجهة الموت و إستخراج الكستناء من النار لتسليمه لديناصورات مؤسسة مابعد الاستقلال ورموزها الذين يمكن بلا ادنى حرج وضعهم مع النظام فى سلة واحدة وتوزيع الفشل التأريخى بينهم بالعدل والسوية... فلا المعارضة التى يشارك اولادها فى الحكم مع النظام الذى يدعون انهم سيزيلونه من جذوره- تملك القدرة او الرغبة فى مواجهة النظام , ولا النظام المتمكن من مفاصل الدولة سيقبل بالتحول من حياة الرفاهية الى غياهب السجون ..فقط يتبقى ماقد يأتى من قبل هؤلاء الشباب والصبايا المنهمكين فى الدقدقة على مفاتيح هواتفهم الذكية ,لانهم وحدهم المؤهلون لفك طلاسم المعضلة الوطنية فى بلادهم.
ادروب سيدنا اونور



أحدث المقالات

  • حتى لا يلتهموا الدستور..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • تحسسوا رؤوسكم !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • ومن لا يفهم يموت بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • في دولة المشروع الحضاري: إمام المسجد فرّاش!!! بقلم الطيب مصطفى
  • رفع وإبقاء العقوبات : أزمة السيادة الوطنية!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (89) العدو يختار الضحايا وينتقي الشهداء بقلم د. مصطفى يوسف اللدا
  • مفهوم الزواج في القرآن بقلم عادل عبد العاطي
  • الأهم إعمار العلاقات الداخلية بقلم نورالدين مدني