عود إلى نظرية تطور الإله عند محمود محمد طه! بقلم محمد وقيع الله

عود إلى نظرية تطور الإله عند محمود محمد طه! بقلم محمد وقيع الله


02-04-2016, 08:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1454614450&rn=0


Post: #1
Title: عود إلى نظرية تطور الإله عند محمود محمد طه! بقلم محمد وقيع الله
Author: محمد وقيع الله
Date: 02-04-2016, 08:34 PM

07:34 PM Feb, 04 2016

سودانيز اون لاين
محمد وقيع الله-
مكتبتى
رابط مختصر





ألقى (بروفيسور) الجهل المدعو أحمد مصطفى الحسين القلم وولى هاربا على قفاه.
غير أن هروبه لن يعفيه من ملاحقتنا إياه.
ومحاسبته على ما اقترفت يداه.
وقد أنحى (بروفيسور) الجهل - قبيل هروبه المشين - باللائمة على قرائه، وحمَّلهم مسؤولية حَمْلِه على ولوج معترك الفكر.
كما حمَّلهم مسؤولية إقناعه بالتولي عن هذا المعترك.
فهو لا يتحمل المسؤولية عن أي شئ.
فإن دخوله في المعترك الفكري هو من مسؤولية الغير.
وكذلك فإن خروجه - أو هروبه - منه هو أيضا من مسؤولية الغير.
فكيف يتصرف إنسان من مستوى (بروفيسور) بنمط من التصرف لا يشبه إلا تصرفات الصبية الصغار الذين لا يتحملون مسؤولية أفعالهم ويلقون بالتبعة عنها على الآخرين؟!
وقد قال (البروفيسور) وهو يخطرني بقراره هذا:" أرجو أن أعلمك بأننى لن أرد على أى شئ تكتبه بعد الآن، فقد قلت أنت كلما (كلما غلط كدة ياخي!) تريد قوله وفهمتك (واضح إنك ما فهمت حاجة، وبعدين أنا ما قلت كل حاجة!) وقلت أنا كلما (كلما لا تكتب هكذا!) أردت قوله لك وأرجو أن تكون قد فهمته (عجيبة إنك تفهم وأنا ما أفهم!) ولنترك الحكم الأخير للقراء الذين هم السبب الأساسى فى ردى على مقالاتك".
وزاد فقال:" وبما أن الموضوع انزلق إلى جدال عقيم كما لاحظ بعض القراء (برضو القراء؟!) وتعاف نفسى مثل هذا الجدال، فقد رجانى هذا البعض من القراء (عبارة: هذا البعض من القراء، تغني عنها كلمة: هؤلاء!) أن أتوقف عن هذا الجدال العقيم".
وقال:" وسيكون هذا الرد آخر كتاباتى له (يقصد ردودي عليه!) لأننى لا أملك من الوقت ما يمكننى من متابعة تهافته وترهاته، وكفى بالقراء (برضو القراء؟!) حكما بيننا".
ولعل مما يذكره القراء أن (البروفيسور) كان قد ذكر في تعليق وجيز له نشره قبيل مقاله هذا أن له بعض المشغوليات الخاصة الملحة التي تمنعه من الأخذ والرد في موضوع (نظرية تطور الإله في الفكر الجمهوري) ووعد بأن يعود إلى حلْبة الصراع الفكري من جديد.
ولكنه لما آب بدا منكسرا وسطر مقالا متهافتا بعنوان (تهافت الدكتور محمد وقيع الله: ليس فى الفكرة الجمهورية نظرية لتطور الإله) حاول فيه عبثا أن ينكر وجود هذه النظرية في فكر الحزب الجمهوري، الذي ينتمي إليه، بدون أن يفهم مقرراته العقدية، ومنها هذه العقيدة التجديفية الخطرة.
وفي البيان التالي سأرد عليه بعون الله تعالى وأثبت له أني لم أكن متهافتاعلى إدانة شيخه الذي يؤلهه.
وإنما شيخه هو الذي أدان نفسه بتهافته على ادعاء مقام الألوهية العظيم.
وتجرأ على الزعم بأن مقام الألوهية يختلط بطبيعته بمقام البشرية ويمتزج به.
وادعى أن صاحب المقام أو صاحب الوقت يظل في حالة تطور ذاتي مستمر.
أي أن الإله يظل في حالة تطور ذاتي دائم!
فهذا هو زعم شيخكم الذي لم يكتب له الدوام.
لأن الدوام من صفة الله تعالى وحده الذي قال في محكم تنزيله:(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) الرحمن: 26-27.
وقد تلخصت حجة (البروفيسور) في رده علي، ومحاولة تملُّصه من نظرية تطور الإله في الفكر الجمهوري، في أني اجتزأت كلام شيخه المتألِّه خارج سياقه المنطقي.
والحق أني لم أفعل ذلك، وما ينبغي لي، بل كان الجزء الذي حذفته أشد خطورة في الدِّلالة على ما ذهبت إليه بشأن تأليه شيخه لنفسه.
وقد انطوت بقية النص، التي استغنيت عن استصحابها، على معنى آخر يتعلق بنظرية تطور الإله.
وهو الأمر الذي يحتاج إلى معالجة أوسع في مقال يختص بها.
ولكن ها قد جرنا هذا (البروفيسور) الجمهوري بشدة حمقه وإصراره على نفي وجود هذه النظرية في عقائد حزبه لكي نعود إلى بحثها وإثبات تشبث زعيمه الفاني بها.
لقد قال (البروفيسور) في سياق نفيه لوجود هذه النظرية في تراث حزبه:" فى مقال جديد للدكتور محمد وقيع الله بعنوان (نظرية تطور الإله فى الفكرة الجمهورى) تحدث الدكتور (تكرار كلمة الدكتور هنا لغو لا داعي له!) عن ما (يقصد عما!) أسماه (يقصد سماه!) تظرية (الخطأ المطبعي في الأصل!) تطور الإله فى الفكرة الجمهورية استند فيها على نص أورده مبتورا فى مقال سابق، وحتى يخرج من تهمة بتر النص، أورد النص المبتور الذى ينسف حجته التى تزعم أن الأستاذ محمود قال إنه الله، وهو زعم لا يورد له معارضوه نصا واضحا يقول فيه الأستاذ محمود: أنا الله، وأقام على هذا النص المبتور نظريته المذكورة ".
ولنا في التعقيب على قول (بروفيسور) الجهالة والمغالطة هذا تعليقان:
أولا: ليس يشترط أن يعبِّر الدجال محمود عما قصد إليه من تأليهه لنفسه بعبارة: أنا الله!
فحتى الدجال الأكبر الحسين بن منصور الحلاج لم يعبِّر عن مقصده بهذه الجملة البسيطة المباشرة.
وإنما قال:" ما في الجبَّة إلا الله"!
بمعنى أن الكيان الجسدي الذي احتواه رداؤه هو الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
فالمعنى واحد إذن وإن اختلفت العبارة التي أدته.
وقد اختار الحلاج عبارة من عبارات لغة الأدب الصافية نقل بها المعنى.
واختار الدجال محمود عبارة أطول أصاب بها المعنى ذاته.
وقد قال:" ههنا يسجد القلب، وإلى الأبد، بوصيد أول منازل العبودية، فيومئذ لا يكون العبد مسيرا، وإنما هو مخير، ذلك بأن التسيير قد بلغ به منازل التشريف، فأسلمه إلى حرية الاختيار، فهو قد أطاع الله، معاوضة لفعله، فيكون حيا حياة الله، وعالما علم الله، ومريدا إرادة الله، وقادرا قدرة الله، ويكون الله ".
وهذا معنى ذاتي الوضوح، لا يحتاج إلى إكمال، ولا إلى شرح.
والذي يعنينا منه في هذا المقام هو قوله: إن الإنسان يكون حيا حياة الله، وعالما علم الله، ومريدا إرادة الله، وقادرا قدرة الله، ويكون الله.
فلماذا قال الدجال هذا الكلام إن لم يكن يقصد معناه على وجه التحقيق؟!
فإن أي إنسان له قدر من الورع والإجلال لقدر الله تعالى لا يمكن أن يتطوح بمثل هذا الكلام التجديفي.
ولذا نرجو أن يعود ( بروفيسور) الجهالة بناء على طلبنا - أو طلب القراء! - ليشرح لنا ما كان مقصد شيخه وهو يقول هذا الكلام؟
وإلا سوف نحمل كلامه على مقتضى اللغة التي أُرسل بها وهي كما أسلفنا ذاتية الوضوح.
ثانيا: إن بقية النص السالف لا تناقض هذا المعنى الذي قصده الدجال، ولا تعارضه، ولا تنفيه.
ونعيد نشر بقيته مرة أخرى لنسأل بعد ذلك (بروفيسور) الحزب الجمهوري من أي عبارة فيه فهم معنى التناقض، أو المعارضة، أو النفي، أو الاستدراك، أو التلطيف ودعك من عبارة (النسف) التي جاء بها؟!
وهذه هي بقية النص نوردها، بعد الاعتذار إلى سماحة السادة القراء من التكرار:
" وليس لله تعالى صورة فيكونها، ولا نهاية فيبلغها، وإنما يصبح حظه من ذلك أن يكون مستمر التكوين، وذلك بتجديد حياة شعوره وحياة فكره، في كل لحظة، تخلقا بقوله تعالى عن نفسه:(كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) وإلى ذلك تهدف العبادة، وقد أوجزها المعصوم في وصيته حين قال:" تخلقوا بأخلاق الله إن ربي على صراط مستقيم" وقد قال تعالى:(كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ).
ثم لنسأل (بروفيسور) الجهالة أيضا ألا يعني قول زعميك إن الله ليس له نهاية فيبلغها أنه ناقص التكوين وإنه في حالة تطور ذاتي مستمر؟!
وجواب (البروفيسور) إن كان حصيفا وأمينا ينبغي أن يكون: بلى!
لأن شيخه قد قال قبيل قليل في ثنايا النص بمبدأ استمرارية تكوين الإله!





أحدث المقالات
  • السودان ،،، أشلاء مبعثرة في نفق مظلم بقلم علي الناير
  • معرض الكتاب .. تنوير لا يصل لمستحقيه !! بقلم د. أحمد الخميسي
  • الجزيزة ابا ... والانقاذ بقلم شوقي بدرى
  • أصْلُو غِلِتْ في البُخَارِي..!؟ بقلم عبد الله الشيخ
  • يا أعضاء هيئة علماء السودان أدخلوا جنة العلمانية بدلاً من العفط كابليس بقلم الفاضل سعيد سنهوري
  • سدود الشمال.. من أين تؤكل الكتف؟ (3-5) بقلم هاشم محمد علي احمد
  • لا تخبط .......... منزل أحرار بقلم هاشم محمد علي احمد
  • أبواب أبنوسية بقلم الحاج خليفة جودة
  • كيف استقبلت طهران روحاني العائد من اوربا بقلم صافي الياسري
  • التحول الديمقراطي وبسط الحريات في ظل الإنقاذ الممكن والمستحيل بقلم حسن احمد الحسن
  • مذبحة بورسودان ..........يجب تحديد الجناة اولاً..ثم إستخلاص الدروس بقلم ادروب سيدنا اونور
  • نعم (مجنون) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • خطاب الى وطني يلطم الوطني «2» بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • الخدمة الوطنية بقلم الطيب مصطفى
  • جامعة مدني الأهلية :فريسةالعنف الطلابي!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • نيفاشا والمسخ الانقاذى بقلم حسن البدرى حسن /المحامى
  • غزوة الغاز : رسالة لبرلمان الكلام الساكت و سيوف من خشب ! بقلم فيصل الباقر

  • Post: #2
    Title: Re: عود إلى نظرية تطور الإله عند محمود محمد طه
    Author: د.أحمد الحسين
    Date: 02-05-2016, 07:30 AM
    Parent: #1

    Quote: وليس لله تعالى صورة فيكونها، ولا نهاية فيبلغها، وإنما يصبح حظه من ذلك أن يكون مستمر التكوين، وذلك بتجديد حياة شعوره وحياة فكره،
    في كل لحظة، تخلقا بقوله تعالى عن نفسه:(كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) وإلى ذلك تهدف العبادة، وقد أوجزها المعصوم في وصيته حين قال:" تخلقوا بأخلاق الله إن ربي على صراط مستقيم" وقد قال تعالى:
    (كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ).ثم لنسأل (بروفيسور) الجهالة أيضا ألا يعني قول زعميك إن الله ليس له نهاية فيبلغها أنه ناقص التكوين وإنه في حالة تطور ذاتي مستمر؟!

    انا جاهل فى الاملاء الحمد لله ولكنك جاهل فى الفهم ولا تتحلى باى مستوى من الورع والا كنت فهمت ان الضمير فى "حظه" يرجع للعبد وليس لله ولو قرأت مقالى السابق والمقتطف من كتاب محمد لما تورطت
    فى هذه الهلكة والجهل الفاضح والغرض المريض. انا لا زلت عند رأئي اننى لن استطيع ان اسير معك فى هذا الجدل واكد لى مقالك هذا صحة قرارى
    الض

    Post: #3
    Title: Re: عود إلى نظرية تطور الإله عند محمود محمد طه
    Author: alazhary
    Date: 02-05-2016, 04:24 PM
    Parent: #2

    أراك يا بروف بهذا الرد على الدكتور قد وقعت أنت في الهلكة لا هو لأن إرجاع الضمير في كلمة (حظه) للعبد، وهو فعلاً مقصد الأستاذ، يزيد الطين بلة بدلاً من يحل المعضلة. فمعنى الآية لا يكتمل إلا بتلاوتها كاملة (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) أي بنطق أو حال: ما يحتاجون إليه من القوة على العبادة والرزق والمغفرة وغير ذلك «كل يوم» وقت «هو في شأن» أمر يُظهره على وفق ما قدره في الأزل من إحياء و إماتة وإعزاز وإذلال وإغناء وإعدام وإجابة داع وإعطاء سائل وغير ذلك.
    وهذا التفسير يدفَعُ توهُّمَ كثيرٍ من الناسِ حيثُ يظنونَ أنَّ معناها أنَّ اللهَ تعالى يتطورُ في مشيئتِه أي يشاءُ الشىءَ بعد أن كانَ لا يشاؤهُ ولم يكن لهُ بهِ علمٌ وهذا ضلالٌ مبينٌ؛ لأنَّ اللهَ تباركَ وتعالى لا تطرَأُ لهُ صفةٌ حادثةٌ لم تكن في الأزلِ فكلُّ صفاتِه أزليَّةٌ لا يطرَأُ عليها تغيرٌ ولا تبدُّلٌ، فما عَلِمَ اللهُ تبارك وتعالى في الأزلِ أنَّهُ يكونُ لا بُدَّ أن يكونَ، ولا يجوزُ أن تطغى على اللهِ حادثةٌ تُؤدي إلى تغيرِ علمِه الأزليِّ، ولا تطرَأُ له صفةٌ تؤدي إلى تغيرِ مشيئتهِ الأزليةِ، فهو سبحانَهُ لا يلحقُهُ تغيرٌ في ذاتهِ ولا في صفاتهِ الثابتةِ لهُ من علمِهِ وقدرتهِ ومشيئتِه وغيرِ ذلكَ، إنما هو يُغيرُ المحدَثاتِ على حسبِ علمِهِ الأزليِّ ومشيئتِهِ الأزليةِ، يُغيرُ المحدَثاتِ من غيرِ أن تتغيرَ مشيئتُه ولا علمُهُ، فلا يتصفُ بعلمٍ حادثٍ؛ لأنَّهُ لو جازَ اتصافُهُ بالحوادثِ لانتفى عنه القِدمُ؛ لأنَّ ما كانَ محلاًّ للحوادثِ لا بُدَّ أن يكونَ حادثًا، تعالى اللهُ عن ذلكَ.
    وفي القرءانِ الكريمِ ءاياتٌ قد يَتوهَّمُ منها من لم يُحَصِّلْ علمَ الاعتقادِ من أهلِ السنةِ والجماعةِ أنَّ اللهَ تعالى يَحدُثُ لهُ علمٌ لم يكنْ له بهِ علمٌ كقولِهِ تعالى: ﴿الئٰنَ خَفَّفَ اللهُ عنكم وعَلِمَ أنَّ فيكم ضَعْفًا﴾ [سورة الأنفال/ءاية:66] وليسَ هذا المرادُ من هذهِ الآيةِ، بل معناها أنَّ اللهَ تباركَ وتعالى خَفَّفَ عنهم في ذلكَ ما كان ثقيلا عليهم، وذلكَ أنَّهُ كان فرضًا عليهم أن لا يفِرَّ الشخصُ منهم من عشرةٍ من الكفارِ في القتالِ، ثم نُسِخَ ذلكَ بأن خَفَّفَ اللهُ تعالى ذلكَ إلى أنْ فَرَضَ عليهم ثبوتَ واحدٍ لاثنين منَ الكفارِ وهذا المرادُ منْ قولِه تعالى: ﴿الئٰنَ خَفَّفَ اللهُ عنكم﴾.


    وعليه فإن إيراد النص الذي كتبه الأستاذ هكذا، مع وضوح إرجاع الضمير في كلمة (حظه) للعبد، وفي معرض الحديث عن تطور أحوال العبادة وترقي العبد فيها، مع الإيحاء بتخلق العبد في ذلك بقوله تعالى عن نفسه: (الآية)، لا يمكن إلا أن يفهم منه بإمكانية ترقي العبد في مراقي العبادة حتى يكون (هو الله) تعالى الله أن يكون كمثله شيء من مخلوقاته مهما بلغ من القرب منه تعالى واصطفاه خليلاً أو كليما، فيظل مخلوقاً عبداً لله ولن يبلغ كمال الله تعالى في ذاته وصفاته وإرادته وعلمه وقدرته جل جلاله.

    Post: #4
    Title: Re: عود إلى نظرية تطور الإله عند محمود محمد طه
    Author: الأزهري
    Date: 02-06-2016, 12:11 PM
    Parent: #3

    ما قصدته في الرد على تعليق البروف على البوست هو أن الآية محل الاستشهاد كان يجب ايرادها كاملة وليست مبتورة لأنها تحكي عن مقام الربوبية وليس العبودية وبالتالي فإن تذييلها بعبارة (وإلى ذلك تهدف العبادة) تفسير غير موفق لأن الأستاذ حصرها في أحوال الذات بينما نزلت الآية في أحوال الربوبية والإرادة بالتصرف في أحوال وشئون العباد والمخلوقات والكون وليس في شأن ذاته تعالى كما أورد الأستاذ شارحاً :((" وليس لله تعالى صورة فيكونها، ولا نهاية فيبلغها، وإنما يصبح حظه من ذلك أن يكون مستمر التكوين، وذلك بتجديد حياة شعوره وحياة فكره، في كل لحظة، تخلقا بقوله تعالى عن نفسه:(كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) وإلى ذلك تهدف العبادة، وقد أوجزها المعصوم في وصيته حين قال:" تخلقوا بأخلاق الله إن ربي على صراط مستقيم" وقد قال تعالى:(كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ)). وهذه الآية الأخيرة تؤكد فتأمر العباد بأن يكونوا ربانيين بالتمثل ببعض صفات الرب الممكنة وبالقدر المستطاع للعبد من التقرب للرب بالرحمة والمغفرة والاستقامة والإحسان الخ، ومن ثم لا مناسبة لها برقي الذات العابدة وترقيها في العبادة وصولاً للندية أو الحلول أو الفناء في ذاته تعالى وإنما تقرباً لمحبته واصطفائه وعونه وتوفيقه ورحمته واستجابة دعائه وبره الخ كما في حديث من عادى لي ولياً - عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : { إن الله تعالى قال : من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر فيه ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه }.